23 ديسمبر، 2024 8:23 م

هل سيخطو عمار الحكيم ذات الخطوة الشجاعة التي خطاها مقتدى الصدر ؟

هل سيخطو عمار الحكيم ذات الخطوة الشجاعة التي خطاها مقتدى الصدر ؟

يبدو أنّ الخطوة الشجاعة التي أقدّم عليها سماحة السيد مقتدى الصدر باعتزاله العمل السياسي والنأي بسمعته وسمعة عائلته آل الصدر عن مفاسد السياسة والسياسيين , قد لاقت ترحيبا جماهيريا حقيقيا , وليست تلك المواقف المنافقة التي تعالت من البعض المختبئ تحت عبائة آل الصدر التي تطالبه بالعدول عن قراره الصائب والشجاع , حيث تعالت المناشدات لسماحة السيد عمار الحكيم أن يخطو ذات الخطوة الشجاعة التي أقدّم عليها سماحة السيد مقتدى الصدر , وقد أثارت انتباهي مناشدة الشيخ حميد السماوي على صدر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك , حيث كتب تحت عنوان ( ماذا لو صنع عمار الحكيم كما صنع السيد مقتدى الصدر ) , فالشيخ حميد السماوي ناشد سماحة السيد عمار الحكيم أن يتّخذ القرار المناسب الذي يكشف عن أصالة آل الحكيم , ويصون نفسه وآل الحكيم من مزالق السياسة وأراجيفها وخداعها وما تنطوي عليه من هوان وإضرار بالدين والحوزة .

وهذه المناشدات قد تحمل في طيّاتها رغبات أطراف سياسية ( ليس المقصود مناشدة الشيخ حميد السماوي ) تريد إزاحة آل الحكيم و آل الصدر عن واجهة العمل السياسي لما لهذه العوائل من تأثير ونفوذ على الشارع الشيعي , ولا أخفيكم القول أنّ خطوة من قبل السيد عمار الحكيم مماثلة للخطوة التي خطاها سيد مقتدى الصدر , ستكون حتما في صالح ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء نوري المالكي في سعيه نحو الولاية الثالثة , وهذا لا يختلف عليه إثنان , ولكن في المقابل أنّ خطوة كهذه ستكون حتما في صالح بناء الدولة المدنية التي ينشدها الشعب العراقي والقائمة على اساس المواطنة , وستكون أيضا خطوة صحيحة باتجاه إيقاف ظاهرة التوريث السياسي , فلا أحد يستطيع أن ينكر أنّ كل من السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر قد ورثا هذه المواقع من آبائهما رحمة الله عليهما , ومن يقول أنهم استحّقوا هذه المواقع السياسية لكفائاتهم وخبرتهم في العمل السياسي , هو منافق وكذّاب أشر .

ومن جانب آخر إنّ عوائل مثل آل الصدر و آل الحكيم لها قدسيّة خاصة في نفوس أبناء المذهب الشيعي , لما لهذه العوائل من دور ريادي في قيادة الجانب الروحي والديني لأبناء المذهب الشيعي في كل أرجاء العالم , فليس من الحكمة أن تكون هذه العوائل عنوانا وملاذا للفاسدين من السياسيين ليختبؤوا تحت ظلالها , ولو سألت كل من السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر وقلت لهما ماذا قدّمت لكم السياسة ولعوائلكم ؟ وهل اضافت لكم شرفا كان ينقص شرف عوائلكم وكنتم بحاجة إليه ؟ أم تراها أعلت من مقامكم في نفوس أبناء مذهبكم ؟ .

في هذه المناسبة أريد أن أروي لسماحة السيد عمار الحكيم حادثة أنا شاهد عليها , وقعت عند تشييع جنازة جدك المرحوم السيد محسن الحكيم قدّس الله نفسه عام 1970 في النجف الأشرف عندما وقف المرحوم جياد شعلان أبو الجون في ساحة ثورة العشرين ليهتف بهوسته التاريخية ( من الله منصّب موش منصّب من تموز ) , حيث سارت ملايين المشيعين وهي تهتف بهذه الهوسة التي أرعبت سلطات البعث في ذلك الوقت , فأنتم يا سماحة السيد عمار الحكيم منصّبين من الله سبحانه وتعالى في قلوب ونفوس أبناء طائفتكم وليس من تموز أو نيسان , أنا أتوجه إليك يا سماحة السيد عمار الحكيم , أن تخطو ذات الخطوة الشجاعة التي خطاها سماحة السيد مقتدى الصدر ( إذا لم يتراجع عنها ) , وتترك السياسة للسياسيين وأن ترجع إلى مكانك الحقيقي في الدرس والبحث العلمي , فهو المكان الذي تشّرف به آبائك وأجدادك .