18 نوفمبر، 2024 12:33 ص
Search
Close this search box.

هل سيحول روحاني دون إنفجار برکان الغضب؟

هل سيحول روحاني دون إنفجار برکان الغضب؟

أکثر من ثلاثة عقود و نصف و الشعب الايراني ينام و ينهض على أمل تحقيق التغيير نحو الافضل و عاما بعد عام، تتراکم الوعود و العهود البراقة ببدء مرحلة سينعم خلالها برغد العيش و الرفاهية، لکن الاعوام و العقود تمضي تترى من دون أن يتم الإيفاء بأي من هذه الوعود و العهود و يبقى الشعب منتظرا دونما جدوى.
الرئيس الايراني حسن روحاني، الذي تم إنتخابه في آب 2013، والذي قدم قائمة طويلة عريضة بالوعود و العهود المعسولة بتحقيق الاصلاح و الرخاء و الرفاهية و مراعاة حقوق الانسان و قضية الامن و الاستقرار في المنطقة، تزامن قدومه مع أوضاع بالغة الخطورة و الحساسية شهدتها إيران خصوصا على أثر الانتفاضة الشعبية الواسعة في 2009، والتي شهدت النيل من مکانة و منزلة المرشد الاعلى للجمهورية خامنئي حيث تم تمزيق صوره و حرقه و المطالبة بسقوطه، علما بإن روحاني نفسه کان مهندس إخماد تلك الانتفاضة التي أرعبت طهران و هزتها من الاعماق، کما إن الاوضاع الاقتصادية قد شهدت تراجعا غير مسبوقا الى جانب التهديدات المختلفة الاخرى التي کانت تحدق بإيران على الصعيد الدولي، وهو مادفع بروحاني للواجهة من أجل التصدي لهذه الاوضاع المتفجرة و السعي لتهدئتها و العبور بالنظام من مرحلة الخطر.

روحاني وخلال عامين مرا على عهده، وجرى خلالهما الکثير من الاحداث و التطورات التي کان أبرزها و أخطرها ثلاثة تطورات بالغة الاهمية هي:

ـ الاتفاق النووي مع دول مجموعة 5+1 والذي شهد تقديم تنازلات إيرانية أهمها تجاوز و تخطي الخطوط الحمر التي وضعها المرشد الاعلى.

ـ وصول التدخلات الايرانية في المنطقة الى طريق مسدود بعد الهزيمة التي لحقت بها في سوريا و اليمن و التدخل الروسي في سوريا و الذي کان إعلانا بالهزيمة المدوية لطهران في ذلك البلد.

ـ تصاعد الصراع بين الجناحين الرئيسيين في طهران و وصوله الى مرحلة إستثنائية بحيث يمکن وصفها بالحاسمة.

في ضوء کل ذلك، لايبدو إن مهمة روحاني بتلك السهولة التي کانت عليها مهمة سلفه خاتمي، بل إن الامر أصعب بکثير من ذلك، وإن زيارته التي سيقوم بها الى فرنسا في 28 من هذا الشهر، والتي يريد خلالها کسب دعم الفرنسيين من أجل التصدي للأوضاع الحرجة في بلاده و إنقاذ الاوضاع من السير نحو المزيد من التدهور، لکن من الواضح إن هذا السعي محال وإن على الفرنسيين أن يعلموا

جيدا بإن القادم إليهم لايمثل نظاما متماسکا وإنما نظاما متزعزعا يقبع على فوهة برکان قد ينفجر في أية لحظة. [email protected]

أحدث المقالات