يشغل موضوع القمة العربية المزمع انعقادها في بغداد في (17 من شهر مايو القادم) الأعلام العراقي والعربي والإقليمي وحتى الدولي! ، وذلك بسبب الرئيس السوري ( أحمد الشرع)! ودعوته لحضور القمة ، لأنه هو الآخراصبح الشغل الشاغل للأعلام بشكل عام ولكل مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا منذ نجاح الثورة السورية في 8/11/2024 ورئاسته للحكومة ، بسبب خلفيته الفكرية والعقائدية والجهادية ، حيث كان ينتمي ويتزعم تنظيمات جهادية مسجلة لدى أمريكا ولدى الكثير من دول المنطقة والعالم بأنها تنظيمات إرهابية! . ولا بد هنا من الأشارة بأن نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد كان يمثل أحد الدعامات السياسية الموالية لجمهورية ايران الأسلامية في المنطقة من الناحية العقائدية والطائفية بل هو مركز ثقلها! ، وفقدان هذا الحليف الأستراتيجي في غفلة من الزمن! ، أربك وقلب الكثير من الحسابات والمعادلات السياسية ، ليس لدى قادة ايران فحسب بل في عموم المنطقة! ، لا سيما وأن النظام البديل هو على النقيض تماما من الناحية العقائدية والفكرية والطائفية مع جمهورية أيران الأسلامية! ، فلنتصور حجم الصدمة الكبيرة التي أصابت قادة جمهورية أيران من وراء هذا التغيير المفاجيء! . من جانب آخر أن النظام الجديد في سوريا برئاسة أحمد الشرع ، يحظى بدعم ورضا كافة دول المنطقة وعلى رأسها السعودية وقطر ، والأهم في كل ذلك يحظى بدعم ورعاية وحماية تركيا احدى دول حلف النيتو القوية! ، وكذلك يحظى برضا أمريكا من بعيد!! ، رغم انها ولحد هذه اللحظة لم ترفع العقوبات المفروضة على سوريا أبان فترة الرئيس السابق ، رغم الدعوات التي وجهها الرئيس الشرع لأمريكا بذلك!. من المعروف انه ليس كل ما يقال في الأعلام والصحافة وما يصرح به هنا وهناك هو صحيح! ، وخاصة في عالم السياسة ، فهناك اتفاقات ومشاورات خلف الكواليس هي التي تقرر ما سيكون! ، ومن كواليس موضوع دعوة الشرع لحضور قمة بغداد ، أن غالبية الزعامات العربية أكدت على رئيس الحكومة السوداني ، بضرورة دعوة الرئيس السوري الشرع لحضور قمة بغداد!! ، ومما لا شك فيه أن هذا التأكيد وضع الرئيس السوداني في حرج كبير مع اخوانه ورفاقه من الأطار التنسيقي التي تشكلت منه حكومته! ، فقسم منهم رحب بفكرة الحضور وابدى دعمه لها ، وقسم منهم وهم المحسوبين على جناح الصقور! ، لم يبدوا رفضهم فحسب ، بل هددوا بألقاء القبض على الرئيس الشرع بأعتباره مطلوب للقضاء العراقي! عندما كان يقاتل مع داعش وباقي التنظيمات الأرهابية الأخرى الأمريكان في العراق بعد الأحتلال! . وفي الحقيقة أن غالبية الدول العربية وتركيا القوية ومعهم أمريكا يريدون طي صفحة الجهاد الإسلامي من تاريخ وحياة الرئيس السوري الشرع بل ومحاولة نسيانها وتناسيها! ، لا سيما وأن الرجل أبدى تصرفا طيبا ووطنيا ومسالما ومعتدلا ، في كل خطاباته وتصريحاته منذ استلامه الحكم ولحد الآن! ، وحظيت تصريحاته وخطاباته بقبول ورضا واسع من قبل غالبية السوريين على أختلاف مللهم ونحلهم وقومياتهم ، وحظيت أيضا برضا من قادة وزعامات الدول العربية ، التي تحرص الى أحتضانه وتقديم كل الدعم له وخاصة السعودية وقطر، لفك أزمته المالية الخانقة! ، وفي الحقيقة أن خطاباته وتصريحاته حظيت كذلك برضا أمريكا وباقي دول الغرب وحتى أسرائيل!! . نعود الى موضوع الدعوة التي وجهت للشرع لحضور قمة بغداد ، فالغالبية من السياسيين والمتابعين للشأن العراقي يرون بأن الرئيس السوداني أتخذ قراره بشجاعة! كرئيس للحكومة ، بدعوته للشرع رسميا لحضور القمة في بغداد ، غير آبه بالرافضين والمتوعدين بالويل والثبور في حال حضور الشرع الى القمة! ، معتبرا أن تلك هي مسؤوليته وهذا هو قراره الوطني ، بعيدا عن أية ضغوط داخلية أو خارجية! ، ولا ندري هل أن قراره ذلك فيه تحدي لأيران التي لها تأثيرها الواضح في الشأن السياسي العراقي!! ، أم انه أخذ الضوء الأخضر منها بذلك رغم تقاطعها العميق مع الشرع!!؟. لم تبق الا أيام معدودة لعقد القمة العربية ، التي يقاتل السوداني وحكومته على ضرورة انعقادها في موعدها وتأمين كل السبل لأنجاحها لا سيما تأمين الجانب الأمني! من جانب آخر أن نجاح انعقاد القمة تسجل نجاحا له أيضا! ، لا سيما وأنه يخوض صراعا أنتخابيا مع خصومه السياسيين ، بعد أن أعلن ترشحه للرئاسة لدورة ثانية!. ووسط كل هذه الأجواء وضبابية الموقف ، حيث لا أحد يستطيع أن يجزم وبشكل كامل هل سيحضر الشرع قمة بغداد أم لا ؟ حتى ولو كان قد قطع تذكرة القدوم الى بغداد! ، فالكثيرين يرون انه ووسط هذه الأختلافات والتهديدات المبطنة والمعلنة قد يرسل من ينوب عنه! أو قد لا تحضر سوريا الى القمة أصلا!، وهنا يكمن بيت القصيد فمن وجهة نظري الشخصية كصحفي ومتابع للشأن السياسي ، أرى أنه في حال عدم حضور الرئيس الشرع شخصيا الى القمة فلربما سيتم انعقاد القمة في أية عاصمة عربية أخرى!! ، وفي احسن الأحوال في حال انعقادها وبعدم حضور الرئيس الشرع فسيكون الحضور العربي باهتا تماما! بلا طعم ولا لون ولا رائحة ويأتي كحاصل تحصيل!. ولننتظر ونرى؟.