23 ديسمبر، 2024 9:45 ص

هل سيُحاسَب أحمد الملا طلال ؟

هل سيُحاسَب أحمد الملا طلال ؟

أبرز محاسن الريموت كونترول حريّة الاختيار. فأنت تمضي الوقت في البحث عن الجديد والمثير، لكن وسط البحث عن أخبار هذه البلاد يخرج عليك محمود المشهداني بدرس عن الزهد ومخافة الله، ويريد منك أن تنسى أنه قايض رئاسة البرلمان براتب تجاوز الـ 40 مليون دينار عراقي شهريّاً! أو تجد نفسك في مواجهة سياسي يبكي وينوح على النزاهة والاستقامة، ويعتقد أنك مصاب بداء النسيان وسوف لاتتذكر أنّ استقامته ثمنها العديد من المقاولات والمشاريع التي لاتخرج الى النور إلا بعد أن يقبض عمولته مقدماً، أو أنك تقع على مباراة في المصارعة الحرة بين أبو مازن ومشعان الجبوري وعليك أن تختار. وأنا أختار أنّ أغيّر القناة الى أفلام توم وجيري، لأنّ بين الاثنين من اللطف والمحبة والتسامح، أكثر مما بين المتصارعينَ على الكعكة العراقية. ولأنّ الريموت كونترول يشطّ أحيانا، فهو يذهب بي إلى برنامج أحمد الملا طلال الذي يذكرنا كل يوم أن هناك مؤامرة ” كونية ” للتشويش على برنامجه التلفزيوني، وأنّ رؤوس هذه المؤامرة معروفون للقاصي والداني، ولهذا كان لابدّ أن يوجِّه لهم في الدقيقة الاخيرة من البرنامج رسالة يتوعّد فيها بنشر فديو لفعل فاحش لأحد أشقّاء المتآمرين، لا أريد أن أعيد على حضراتكم كلاماً مخجلاً تعفّ الآذان عن سماعه، ولا أريد أن أذكّركم أنّ الملا طلال خرج علينا قبل أيام بفديو عنوانه ” مدني ” يريد من خلاله أن يقيم دولة المواطنة والقيم المجتمعية.
هل حضرتك عزيزي المتفرج متفاجئ من الحالة؟ هل السيد أحمد الملا طلال وهو يقول لمتآمر مجهول سأعرض فديو لشقيقك وهو “……. ” كان يعرف جيداً أن لاأحد سيحاسبه، وأن فعلته ستمضي كأنها لم تكن، وأن هيئة الاتصالات والإعلام مشغولة بمطاردة الإذاعات المستقلة لأنها تقدم الأغاني والفرح للناس.
كانت مهمة البرنامج التلفزيوني أن يرتقي بالمُشاهد، ويعمّق رؤيته، ويضع هموم الناس تحت المجهر، والآن، نشاهد على الفضائيات مقاطع ساذجة لسياسيين تتميز بسوء التعبير والخلوّ من أي جملة مفيدة وإلا ما معنى أن يصدِّع رؤوسنا موفق الربيعي بأنّ عدم انتخابه سيُدخل العراق في مأزق عظيم، ولكن ياسيدي النائب هل هناك مأزق أكثر من مشاهدتك 14 عاماً؟!
اليوم الكل صار نجم الشاشة الصغيرة التي اخترعها الأميركي جون بيرد كي يتفنن في بثّ سموم الانتهازية والطائفية ، وإرشاد الناس كيف يصبحون صالحين من خلال انتخابهم، ولم نتوقع أن يكون آخر هذا ” اللغو ” التهديد بفديو فاضح!