19 ديسمبر، 2024 2:54 ص

هل سيتکرر الحصاد الايراني بسوريا في العراق؟

هل سيتکرر الحصاد الايراني بسوريا في العراق؟

الحديث عن ما صرفه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا من أجل الحيلولة دون سقوط نظام الديکتاتور السوري، هو حديث طويل و ذو شجون، ذلك إن إحدى عوامل و دوافع الانتفاضة الايرانية الاخيرة، التدخل الايراني في سوريا و إهدار أموال طائلة في مغامرة غير مأمونة العواقب، ولئن حاول هذا النظام تبرير تدخله في سوريا أمام الشعب الايراني بذريعة الدفاع عن المراقد الدينية في هذا البلد، فإن هذه الذريعة لم تفلح و لم يصدقها الشعب السوري في نهاية المطاف ولم تنطلي عليه خصوصا وبعد أن نجحت منظمة مجاهدي خلق في توعية الشعب الايراني و کشف النوايا الحقيقية للنظام، ولذلك کان من الطبيعي و المنتظر معارضة هذا التدخل و الوقوف ضده بکل قوة من جانب الشعب الايراني و المطالبة بإنهائه کما جرى في إنتفاضة 28، کانون الاول المنصرم و في الاحتجاجات المستمرة اللاحقة.
الصدمة الکبيرة التي تلقاها النظام الايراني في تدخله السافر في سوريا من أجل المحافظة على النظام السوري، تجلت في إن التدخل الروسي الذي جاء من أجل إنقاذ ماء وجهه في سوريا بعد أن کادت الثورة السورية أن تکنس قواته المتواجدة هناك مع قوات و مرتزقة النظام السوري، قد کان على حسابها حيث إن الصفقات و المکاسب السياسية و الاقتصادية الکبيرة التي جناها الروس من تدخلهم في سوريا حصل النظام الايراني في ظلها وبعد أن تجاوز کل الحدود في دعمه و مساندته لهذا النظام، على مکاسب ليست حتى بمستوى المتواضعة إذا ما قمنا بمقارنتها بنظيرتها الروسية وهذه القضية ستنفج عن قريب بوجه النظام الايراني من جانب الشعب الايراني خصوصا بعد توضحت الصورة تماما و ظهر الحصاد المر للنظام.
اليوم وعشية الانتخابات المزمع إجرائها في العراق في أيار القادم، حيث تزداد الضغوطات الامريکية و الدولية من أجل التقليل من الدور الايراني هناك و عدم السماح له بأن يعود للإستئثار بالامور هناك من جديد خصوصا بعد أن رأت واشنطن و حليفاتها الاوربية عدم خروج النظام الايراني من المولد السوري بحمص، والذي يبدو واضحا إن هناك دفعا بنفس الاتجاه للإلتفاف على الدور الايراني المشبوه في العراق و عدم السماح له بأن يحظى أتباعه بالفوز کما ينتظرون.
إفشال المخطط المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و المتعلق بالانتخابات العراقية القادمة و الاستئثار بها بطرق مختلفة، من شأنه أن يکسر واحدا من أهم المرتکزات التي يقف عليها هذا النظام في الوقت الحاضر و سيؤدي ذلك الى المزيد من تراجعه و تقوقعه على نفسه وحتى تصعيد حدة الخلاف و الصراع بين أقطاب النظام في طهران، والسؤال هو هل ستتمکن واشنطن حقا من لجم الدور الايراني هناك و جعله ثانويا بالنسبة لها؟!

أحدث المقالات

أحدث المقالات