14 أبريل، 2025 12:19 م

هل سيتمكن ترامب من ترحيل الفلسطينيين من غزة؟

هل سيتمكن ترامب من ترحيل الفلسطينيين من غزة؟

يبدو أن موضوع ترحيل الفلسطينيين من غزة سيصبح أمر مفروغا منه آجلا أم عاجلا! في ظل حرب الإبادة وسياسة الترهيب والتجويع التي يتعرضون لها ، بعد أن تم منع دخول أية مساعدات للقطاع منذ قرابة أكثر من شهر فالموت والجوع يحاصر أهالي غزة أينما ولوّا وجوههم! . المؤلم أن كل ذلك يحدث أمام أنظار العالم الذي يقف عاجزا مكتوف الأيدي عن أيقاف إسرائيل! التي ضربت عرض الحائط كل النداءات والقرارات التي صدرت من الهيئات والمنظمات الدولية والأنسانية بما فيهم ( مجلس الأمن الدولي ، والأمم المتحدة) ، هذا ناهيك عن المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات المليونية التي طافت كل عواصم العالم ، بما فيهم العاصمة تل أبيب نفسها! ، وكلها تدين وتستنكرالممارسات الوحشية وحرب الابادة التي تشنها إسرائيلوتطالب بوقفها ولكن بلا جدوى!. وهنا لابد شارة بأن ما تقوم به إسرائيل وبدعم واضح من أمريكا في حرب الأبادةالتي تشنها بكل قسوة وبلا أدنى درجة من الرحمة والأنسانية ضد أهالي غزة العزل ، دلالة واضحة بأن هذا العالم تحكمه القوة ولا مكان فيه للضعفاء! وأن قرارات المنظمات والهيئات الدولية تطبق على الدول الضعيفة والفقيرة! ، وأرى وقد يتفق معي الكثيرين بأن حرب الأبادةالتي تشنها أسرائيل  ضد أهالي غزة أعادة الى الأذهان صورة ، (الأتحاد السوفيتي السابق)! وكم يحتاج العالملوجوده اليوم ! حيث كان وجوده يمثل بيضة القبان في ميزان القوى العالمية ، فلا تستطيع أمريكا ولا أسرائيل ولا غيرها من الدول التمادي والأستهتار بدول العالم وشعوبهاالى هذا الحد الذي نراه في غزة! (ولربما يتذكر الكثيرينصورة الرئيس السوفيتي السابق ، نيكيتا خروشوف ، وهو يضرب بحذاءه المنصة التي يخطب عليها في الأمم المتحدةبكل عصبية وأنفعال! مهددا إسرائيل وبريطانيا أنه في حال عدم أيقاف أعتدائهم على مصر  في حرب 1956 وخلال 24 ساعة ، فأنه سينقل المعركة الى داخل دولهم عن طريق الصواريخ! ) ، وبالفعل أوقفت الحرب قبل أقل من 24 ساعة! . أما من كان يتصور بأن الصين أو روسيا ممكن أنيكونوا بديلا عن الاتحاد السوفيتي السابق! ، وبأنهم قادرين أن يردعوا ويوقفوا بلطجة أمريكا وأسرائيل بالعالم! ، فقد خاب ظنهم عندما فهموا ، بأن المصالح الأقتصاديةوالقومية العليا للصين وروسيا هي فوق المباديء والأنسانيةوالرحمة والوقوف الى جانب الحق! ، ولهذا كان صوتهم ( الصين وروسيا) ، في أجتماعات مجلس الأمن عند مناقشة الأوضاع المضطربة التي يمر بها العالم وخاصة حرب الأبادة التي يتعرض لها الفلسطينيين في غزة ، كان صوتاعاديا باهتا غير مؤثر يصل الى حد النفاق والمجاملة أحياناومع الأسف!! . من جانب آخر يبدو أن إسرائيل أتبعت خطط جديدة في حربها في غزة ، حيث أبتعدت عن الصدام مع مقاتلي حماس ، وأكتفت بالقصف الجوي والمدفعي اليومي على القطاع! مما وضع حماس في موقف محرج أمام الأهالي! ، الذين أضطروا بالنهاية ، الى الخروج بتظاهرات يطالبون فيها مقاتلي حماس وأية منظمة جهاديةأخرى للخروج من غزة أو تسليم أسلحتهم!! ، وهذا ما تريده أسرائيل ( حيث تطالب بنزع أسلحة مقاتلي حماس!) . وفي الحقيقة أن الموقف بات معقد جدا! ، فلا حماس توافق على نزع سلاحها ولا أسرائيل توقف القصف اليومي على غزة ، من جانب آخر، من الصعب أن تثق بأسرائيل! ، فاليهود معروفين عبر التاريخ بالغدر ونقض العهود والوعود ، فأذا كان الآن وجود شيء يخافونه وهو سلاح مقاتلي حماس ، فما بالك أذا نزع السلاح منهم؟ ، فمن الطبيعيأن نتوقع الأسوء من قبل أسرائيل! ، التي أستطاعت أن تقلب موازين معركة 7 / أكتوبر/ 2023 لصالحها! ، فالحسابات على الأرض والواقع تقول أن لا حل أمام أهالي غزة الا بالرحيل وبترك غزة!! وألآ فأما الموت بالقصف أو الموت جوعا وعطشا!. السؤال المهم والذي بات أمر الجواب عليه ملحا! ، في ظل مشاهد الموت اليومية التي يتعرض لها أهالي غزة ، هو أين سيتم ترحيلهم؟ وهل ستتقاسم الأردن ومصر موضوع أستقبالهم بناء على طروحات الرئيس الأمريكي وأوامره؟ أضافة الى أختيار (8 دول أخرى منها ألبانيا والصومال والنرويج!، كمكان لأستقبال الفلسطينيين) ، وهل تستطيع مصر أن تقف بوجه الطلب الأمريكي وترفض أستقبال أي فلسطيني مهما كانت الضغوطات الأمريكية ، ومهما كانت المغريات المادية التي ستدفع لمصر مقابل ذلك؟! ، لا سيما وأن الأقتصاد المصري يعاني من ضعف كبير، اضافة الى حجم الديون الكبيرة التي سيتم اطفائها في حال موافقة مصر! ، مع أعطائهاأكثر من 100 مليار دولار مقابل أسكان أهالي غزة في سيناء!؟ هذا ما تناقلته الأخبار!، ثم ماهو موقف الشعب المصري من ذلك؟ ، ونفس الحال يقال عن الأردن وضعف أقتصادها لا سيما وهي تعيش على المساعدات الأمريكية ليس الآن ولكن منذ نشوئها!!؟ والمعروفة بخنوعها الكامل لأمريكا وبريطانيا ! ، فهل تستطيع أن تقف ، أمام المطالب الأمريكية؟!. حقيقة لا أحد يمكن أن يعطي تفسير واضح وكامل لصورة المشهد وكيف سينتهي؟. أخيرا أرى ومن وجهة نظري أن القصف اليومي الأسرائيلي على غزة وخروج مظاهرات ضد وجود حماس ! ، أضافة الى قصف أسرائيل للبنان وسورية والضفة الغربية ، والتوسع الكبير التي حصلت عليه أسرائيل بقضمها الكثير من الأراضي،والتي غيرت الكثير من المعادلات والحسابات في المعركة! ، ووقوف العالم صامتا أمام كل ما يجري! ، سيجعل موضوع ترحيل الفلسطينيين من غزة أمرا محتوما وهو موضوع وقت لا أكثر!؟.