27 ديسمبر، 2024 8:38 م

هل سيبقى العراق في وحدته المفككة او يخضع للاقلمة ؟! 

هل سيبقى العراق في وحدته المفككة او يخضع للاقلمة ؟! 

لقد وردتني ردود على الاميل الخاص بعد ان نشرت سلسلة مقالات تحت عنوان هل سيبقى العراق في وحدته المفككة او يخضع للاقلمة ؟! ركز المرسلون على انني من دعاة الاقاليم واتهموني ضد وحدة العراق , فكان من واجبي ان اوضح لهم حقائق غابت عن اذهانهم رغم انني اشرت لها في المقالات السابقة تلميحا ولا ضير من اعادتها تصريحا بالفكرة والمضمون لا باللفظ … نقول للاخوة المعترضين ولنسميهم دعاة وحدة العراق (العراق الواحد) : ان وحدة العراق ليست مقدسة قد نزل فيها نصا سماويا بل فرضتها ارادات سياسات الدول الاستعمارية الكبرى بموجب معاهدة سايكس بيكو, بحيث حتى الشعب العراقي ليس له خيار فيها , فالعراق معرف جغرافي وليس معرف دولة واذا كنتم لا تصدقون فانظروا الى السعودية فقد اسسها ال سعود , وتركيا اسسها مصطفى كمال أتاتورك , والامارات العربية اسسها الشيخ زايد , العراق من اسسه ؟! 
لا تجدون احدا بل على العكس عندما تاسست الدولة العراقية عام 1921جلب لها ملك مستورد بالسلفون من الحجاز , اما تخوفكم من التقسيم لتفادي الحرب الاهلية كما ادعيتم , الظاهر انتم على عيونكم غشاوة وفي اذانكم وقرا , الم تسمعوا وتروا الدماء التي تسفك والاموال التبي تنهب والاعراض التي تنتهك والملاين التي تشرد والنساء التي ترمل والاطفال التي تيتم والحيوانات التي تنفق , الم تشاهدوا بام اعينكم بالفواجع التي المت بالمسيحين واليزيدين والشبك والشيعة في المثلث الغربي ؟! وسابقا مقابر جماعية وحصارات اقتصادية وحروب داخلية ضد الكورد بالاسلحة الكيماوية وتبيض للسجون بقتل المعارضين بالجملة ودكتاتوريات وسياسات الارض المحروقة بتجفيف الاهوار وتجريف ملايين النخيل وقطع الاذان ووشم الجباه , فالمجازر التي ارتكبت ينفذها الطرف الذي تكون السلطة بيده ومن يواليه بالمذهب او القومية ليتخلص من الاخرين المختلفين عنه , اليس هذا حصل ويحصل بظل وحدة العراق (العراق الواحد)؟! واذا كان احدا منكم يقول اصبروا سيستقر العراق , فنقول له الى متى نصبر؟! وقد شهدنا ولازلنا نشهد النهر الجاري من الدماء , ففي السبعينات كانت حرب العصاة في الشمال , وفي الثمانينات الحرب مع ايران , وفي التسعينات غزو الكويت , وفي نهاية العقد المنصرم غزو امريكا للعراق , ثم جرائم القاعدة وبعدها داعش , فالى متى نصبر ؟! وهذا النهر المتدفق سيلا من الدماء تحت عنوان الدفاع عن العراق الواحد , فعقود من الزمن ولم يستقر العراق , نكرر الى متى تريدون ان نصبر؟! ومتى يستقر ؟! وكل الدلائل تشير بان العراق الواحد هذا لم ولن يستقر بعد ان فشلت تجربة التعايش السلمي بين مكوناته بمنطقة العراق فشلا ذريعا وانتجت بحار من الدماء تحت عنوان العراق الواحد حتى اصبح تراب العراق يتغذى على دماء ابناءه , فالذي لم تستطع داعش الوصول له بالتفجيرات في بغداد ومنطقة وسط وجنوب العراق يفتك به بالمثلث الغربي تحت عنوان تحرير الارض وحماية المقدسات , فساسة المثلث الغربي لسان حالهم يقول :اعطني السلطة والمال ولن اقبل بك حاكما حتى ولو شرطيا في منطقتي , اما المكون الكردي فانتماؤهم رهين مصالحهم فساسته يتنكرون للعراق الواحد ويلوحون بين الحين والاخر بالانفصال رغم انه مستقل عمليا بمعنى الاستقلال , نستنتج من هذا كله ما قيمة العراق بكل ما فيه اذا قتل خيرة ابناءه وانتهكت اعراض نساءه ؟!وما قيمة وطن لا يحفظ دما ولا عرضا ولا كرامة ولا مقدسات , الظاهر دعاة العراق الواحد نسوا مجزرة سبايكر وجريمة سجن بادوش رغم ان دماء الشهداء لازالت عالقة في مكان الجريمة .((العراق الواحد يعني بقاءنا بلا وطن ولا ثروة ولا موارد ولا حكومة ولا حتى من يدافع عنا ويضمن مستقبلنا ومستقبل اجيالنا …حذرنا ونحذر دائما ومنذ سنوات من الانغرار بقوة الحاضر الانية, فهي زائلة عاجلا ام اجلا (الاكثرية العددية-  المليشيات المسلحة – النفوذ السياسي- الجيش المركزي- الثراء الفاحش) كلها هواء في شبك عراقكم الواحد لم يحمي عرضا ولم يحمي نفسا ولم يحمي مقدسات واستمراره يعني استمرار بؤر للتوتر بالعالم اجمع ويفرخ جماعات مخيفة مرعبة…فمشكلة العراق ليس لانه موحد ويراد تقسيمه بل مقسم ويراد توحيده قسريا)) الكاتب المتمكن سجاد تقي كاظم.في عراق اليوم … لا مكون يحترف لمكون ان يحكم نفسه , ولا دين يقبل بدين ولا مذهب يقبل باخر ولا قومية تقبل بقومية اخرى , ومن يقول خلاف هذا فهو يخدع نفسه قبل ان يخدع الاخرين , وهكذا اصبح حال العراق الواحد متجه نحو تقسيم مذهبي وقومي وربما يكون التقسيم افضل الحلول، ولكن نحن لا نريد هذا التقسيم كما بينا في الحلقات السابقة لان التقسيم اذا اصبح على اساسي ديني وقومي فهو سيكون اكثر شرا من العراق الواحد المفكك , لذا توجب علينا اختيار البديل وليكن العراق الموحد الديمقراطي الفدرالي …الم يكن قد ان الاوان بعد كل هذه الكوارث والحروب ان نفكر بوضع اسس مدنية للدولة او بتعبير ادق التفكير بانشاء الدولة المدنية ؟! علينا ان نفكر بالطرق والجسور التي تؤدي بنا الى هذا الهدف المنشود فحق انشاء الاقاليم صيغة اقرها الدستور ومعمول بها في جزء من ارض العراق ولمكون واحد منه هم الاكراد .
ان من يعارض فكرة الاقاليم فعلية ان يتحمل المسؤولية عن كل الكوارث التي جرت وتجري من قتل وتهجير وسبي واغتصاب وفقر ومرض وتيتم وترمل وفساد اداري وتدخل دولي بالشان العراقي , فانا لا اعلم سر اصرار ساسة الشيعة على عراقٍ واحد يشكل عبئا على امنهم وحياة ابناءهم وثروتهم ومستقبل اجيالهم، ولا يحصلون بالمقابل الا على تهم العمالة والتبعية لايران , وكم نحن في حاجة الى ساسة ارتبطوا بهمونا وتطلعاتنا يمتلكون رؤية ستراتيجية ليضعوا قواعد اللعبة لعراق موحد لا واحد ؟! عراق مكوناته ترتبط طوعيا على ضوء اسس ديمقراطية لاقامة الاقاليم ليس على اساس الدين والقومية بل على اساس المكانية , انه الحل الوحيد والاوحد لايقاف استنزاف ثرواتنا وحماية ارواح ابناءنا .
ان من ميزة دولة الاقاليم ستكون الشراكة بالسلطة والثروة بين مكونات الشعب العراقي , بينما في دولة العراق المركزي حاليا الشراكة وتقسيم الثروة تجري بين الكتل والاحزاب .
وهنا يطرح سؤال بسيط , كيف نجازف ونطبق النظام الفدرالي؟! نقول: ان تجربة الاقليم نجحت محليا كما في كردستان وعربيا في الامارات العربية ودوليا كما في استراليا والهند وسويسرا والمانيا وامريكا … تجارب الاقاليم نجحت جميعا في هذه الدول وان كانت هناك اخفاق في مكان ما فالقاعدة تبنى على العموم وليس الخصوص .
والجدير بالذكر ان تطبيق النظام الفدرالي يلزم ويشترط اقرانه بتطبيق الصيغ الديمقراطية ومنها الاستفتاء عليه من قبل الشعب فهو صيغة ادارية يقررها الشعب لا تفرض عليه فرضا ولذلك نص الدستور العراقي الجديد على ذلك وادرجت فقرة رئيسة من فقراته , فعليه لا يحق لسياسي او لرجل دين الاعتراض لان المرجعية قد شاركت بكتابة الدستور عبر ستة من وكلاءها , وانا استشف ان وجة نظر المرجعية الدينية تقر ما يطمح له الشعب وقد رشح منها معلومات من مقربين بان النظام الفدرالي هو الافضل والانسب لواقع العراق , فهي لا تريد دولة تتبع نظام ولي الفقية لكونها تعمل بالولاية الخاصة الحسبية .. انظروا مقالنا بعنوان المرجعية (( العراقيون يتطلعون الى دولة مدنية وهذا ما تطمح لهم المرجعية)) والمنشور في موقعي كتابات وصوت العراق  بتاريخ 13-8-2015 http://www.kitabat.com/ar/page/13/08/2015/57396/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%B7%D9%85%D8%AD-%D9%84%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9%D9%8A%D8%A9.html
اخيرا … اعزتي المنادين بالعراق الواحد المركزي على مدى عقد من الزمن لم يكن العراق دولة , وحتى وان وجدت فهي بشكل صوري لا حقيقي , كانت دولة محاصصة لك حصة ولي حصة في المناصب والمكاسب والثروة , تستر علي واتستر عليك , نتقاسم الكعكة بيننا , دولة حكامها من مزدوجي الجنسية ليس لهم ولاء للعراق كانهم ضيوف عليه  لا تربطهم به الا نهب امواله وهدر طاقاته , دولة لم تحمي المواطن من الارهاب ولم تقدم له العيش الرغيد ولم توفر له الخدمات بل كانت تحمي الارهابي وتودعه في سجون بمثابة فنادق خمس نجوم , دولة اطلقت بعض الارهابين من العرب بصفقات سياسية او مالية او بغض النظر عنهم حتى تفتح لهم السجون ويهربوا بل هناك من يهربهم من السياسين , دولة رئيسها لا يصادق على احكام اعدام الارهابين رغم ان القضاء العراقي حكمهم واكتسبت احكامهم الدرجة القطعية … دولة عنوانها دولة دين وفي الحقيقة تصنف من دول الشياطين , دولة مدنها المقدسة تكتنفها النفايات فكيف يكون حال هذه المدن في تقديم الخدمات ؟! دولة لا تستطيع ان تسائل مسؤولين فيها متهمين بالفساد لان احزابهم وكتلهم لا تسمح بذلك …نعم انها الدولة الفاسدة والفاشلة.
مسك الختام …نوجه تقديرنا واعتزازنا للاخوة الكتاب والسياسين وناشطي المجتمع المدني الذين تبنوا خيار الاقاليم ونقول لهم بان دعوتكم في هذا المشروع ليست فقط دلت على سلامة نهجهم وصلاحية تفكيرهم بل كانت قمة الواقعية والمصداق العملي , فبدعوتكم ما اردتم الا حفظ دماءنا وانقاذ اموالنا وستر اعراضنا والا سوف يقتل اخر طفل يولد لنا في ظل الوضع الحالي والاصرار على بقاءه دون حلول جذرية .
[email protected]
تنويه
مقالاتنا المنشوره ذات صلة بالموضوع
–          الاقليم الوطني والاقليم الطائفي
–          الحكيم عبد العزيز كان حكيما في فكرة الاقاليم
–          نحن نريد عراقا موحدا في اقاليم فدرالية وفق الدستور
–          حكومة الشراكة الوطنية حجر عثرة في تطبيق النظم الفدراليه