اخر محطات التغيير في الربيع العربي كانت في السودان الشقيق هذا البلد الافريقي العربي الذي لم تصله يد الاستثمار وخاصة في المجال الزراعي فالسودان تمتلك ثروة حيوانية كبيرة جدا ولديها مساحات تضم آراضي زراعية واسعة لكنها غير مستقلة وفق الطرق العلمية في الزراعة الحديثة ورغم كل هذه الثروة الزراعية ورغم اكتشاف البترول في اماكن معينة في هذه الدولة الا ان الشعب السوداني مازال يعيش مع الفقر ومازالت الامراض والأوبئة تنتشر هناك لتحصد الالاف من الارواح من ابناء هذا الشعب….
وطوال سنين بل عقود ماضية لم نرى اي حكومة مدنية تدير دفة الحكم في البلاد فاغلب الحكومات المتعاقبة تأتي بانقلاب عسكري يقوده احد جنرالات الجيش السوداني… لينتهي بها المطاف لتسليم السلطة لحكومة مدنية وما ان تمر عام اوعامين حتى يأتي انقلاب آخر وحكومات عسكرية اخرى….
اليوم وبعد تسارع مايسمى بالربيع او الخريف العربي وبعد المظاهرات السلمية للشعب السوداني واسقاط نظام البشير العسكري وبعد مد وجزر وتوصل الاطراف والقوى المعارضة والمؤيدة مع قادة الجيش الى اتفاق ينهي حالات التظاهر والعسكرة وتسليم السلطة الى حكومة يعقبها انتخابات مدنية حرة نزيهة بمشاركة واشراف الهيئة العامة للامم المتحدة ومنظمات دولية ودول الجوار السوداني وهذه هي الاختيار الصحيح نحو بناء ديمقراطي حر والنهوض بهذه البلاد اقتصاديا لكي يستفاد المواطن السوداني من خيرات بلاده التي وهبتها له الطبيعة….
وهنا لابد من تحذير الاخوة ابناء الشعب السوداني ان يتعاملو بحذر شديد مع كل الاطراف والمنظمات الدولية والإقليمية وعدم الانصياع خلف اشاعات مثل هذه القوى الخارحية. حتى يبعدو انفسهم من درء الفتنة ومن مخاطر حدثت قريبة عنهم كالطائفية الدينية او المذهبية او الصراع القبلي من اجل السلطة فيجب على الجميع ان يفكرو بالسودان اولا واخيرا وعلى قادة الجيش السوداني ان يحافظوعلى مبادئهم ووطنيتهم حتى يحافظو على مكتسبات هذه الثورة السلمية والتي نتأملها فاتحة خير لشعب عربي شقيق طيب الاعراق ومازال محافظ على تاريخه وعاداته وتقاليده…. استقرار دائم نتمناه لكم اشقاءنا السودانيين وثورة مباركة لحياة رغيدة ان شاءالله…..