10 أبريل، 2024 10:14 ص
Search
Close this search box.

هل سوف تموت الديمقراطية بسبب حذاء البكر

Facebook
Twitter
LinkedIn

يتشبث المجتمع العراقي بمسميات الديمقراطية دون أن يعرف ماهي الديمقراطية وهل الطبقة السياسية الحاكمة في العراق مؤهلة ديموقراطياً
العراقيون وحال لسانهم يقول إن منهاج الديمقراطية هو رشق الوزير بطماطة فاسدة أو الكلام عن أحد المسؤولين بنكتة يضحك منها صديقي ومن يجلس يستمعها معه …
ويبدو أن طبقتنا السياسية تعودت على هذا المنهاج وأصبحت تتكلم بنفس النفس واللسان وكل من يشتم السلطة أصبح شخص معادي للديمقراطية …
لم تأتنا الديمقراطية من منهاج مدرسي قرأناه بعناية فائقة كما تعلمنا قراءة جدول الضرب والحروف الابجديه .ولكنها جاءت على ظهر الدبابات الأمريكية ..كانت ديمقراطيتنا مختلفة قبل هذا التاريخ مجرد كتاب نحن كتبنا حروفه ولا نستطيع تطبيقه ….ولذلك بقينا مكتوفي الأيدي لانستطيع ان نعلم أجيالنا الجديده والقديمة مفهوم النظام الديموقراطي الحديث ..وبعد أن استبشرنا خيراً بديمقراطية الغرب الدخيلة على مجتمعنا والتي وجدنا فيها نوع من الصراحة والصدق بأسم القانون لكن الطائفية في قلوبنا مازالت تحارب كل هذه الأفكار كوننا شعوب اثقلت قلوبنا التعصبات القبلية والمذهبية المقيته …
اليوم وبعد ستة عشر عام من تحول العراق الجديد من نظام شمولي ديكتاتوري الى نظام لامركزي فيدرالي ديمقراطي كما نسميه نجد أنفسنا في زاوية محرجة عندما نجد من ينتقدنا أو يحب أن يقارننا بالنظام السابق وهذا يدل على هشاشة ديمقراطيتنا ..والحديث هنا أن الطبقة السياسية الحاكمة في العراق ربما لاتعرف أن المقارنة والنقد والنقد الذاتي وتقييم الأداء هو المنهاج الصحيح للنظام الديموقراطي …
قبل أيام تحدث أمام وسائل الإعلام أحد الإخوة أعضاء مجلس النواب العراقي عن زمان السبعينات عندما كانت الحكومة بقيادة الرئيس احمد حسن البكر وقيادة الحكومات الحالية بعد عام 2003.ومن خلال مقارنته قادته الحمية الوطنية إلى نوع من التعصب السياسي وخاصة في موضوع حيوي مهم وهو قطاع السكن ففضل من باب التشبيه حذاء الرئيس السابق على الطبقة السياسية الحاكمة الآن .ومهما كان وجع الكلام وتقبله في الشارع العراقي وصداه داخل المنطقة الخضراء إلا أننا كمنادين للديمقراطية ومن دعاتها كحكومة اوشعب فالواجب علينا تقبل النقد سواءً كان بناء اوهدام ..وهذا هو النهج الديمقراطي الصحيح عندما نضع المرآة أمام عيون اي عمل نقوم به ونسمع كل الآراء لخدمة المجتمع …
وهنا لابد لنا أن نوضح للطبقة السياسية في العراق أن ابتعادكم عن المنهج الديمقراطي سبب الفساد الاداري في البلاد فاصبح المواطن العراقي يتذكر انجازات الماضي ولا يرى اي إنجاز يذكر في الحاضر …أن من يريد أن يكون اشرف من غيره عليه أن يقدم لأهله الخدمة التي تليق بهم وان يسهر من أجل خدمتهم وان يحارب النفس الأمارة بالسوء ويكون الراعي الصالح للأمانة .
اين الديمقراطية ايها السادة وشعبكم ينام جائعا ..مشرد الأفكار بين عاطلاً عن العمل أو مشرداً بلا مأوى ..اين الديمقراطية التي كنا نحلم بها ودفعنا ثمناً لأجلها وعانينا ماعانينا من أجل الحصول عليها…وهل ديمقراطيتكم المزعومة تتأثر بكل تصريح أو انتقاد لسياستكم الخاطئة وهل سوف تموت بسبب حذاء البكر وتصريح الاخ النائب ..
الا تباً لديمقراطية ً ولدت عرجاء وماتت في عز شبابها ….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب