کيف سيکون رد فعل الشعب العراقي خصوصا و شعوب المنطقة و العالم عموما على نبأ سقوط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و محاکمة قادته على الجرائم و المجازر التي إرتکبوها بحق الشعب الايراني بشکل خاص و شحوب المنطقة و العالم بشکل عام؟ مخطئ و مجافي للعقيقة و الواقع من لم يعترف بأن هکذا نبأ سيکون موضع ترحيب بالغ من جانب الجميع دونما إستثناء، فهذا النظام لم يستثني أحدا على وجه الاطلاق من شره!
إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول المنصرم، والتي أصابت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بزلزال فريد من نوعه بحيث أجبر المرشد الاعلى للنظام أن يختفي عن الاضواء لمدة ثلاثة عشر يوما، لايزال قادة و مسؤولوا النظام يتحدثون بهلع واضح عنها بل و يحذرون من إندلاعة مجددة لها، فمن جانب يصرح وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي، أن أسباب الاحتجاجات لا تزال قائمة وتتمثل في عدم وجود رضا شعبي عن النظام في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية. أما حسن الخميني، حفيد المرشد الأول لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران قمع الاحتجاجات الشعبية في البلاد، محذرا من سقوط النظام إذا لم يصغ إلى مطالب الشعب. ومع ملاحظة حجم و نوع هاتين الشخصيتين و نوعية التصريح الذي يدليان به، فإن الذي يتوضح بجلاء هو إن هناك عاصفة قوية في الطريق وقد تقتلع النظام کله من جذوره الاساسية.
الاوضاع في داخل إيران و التي لن نذيع أو نعلن سرا إذا ماقلنا بأنها وخيمة الى أبعد حد و إن الشعب الايراني يعاني من جرائها الامرين، لکن الذي يجب أن نلاحظه و نتمعن فيه بدقة هو إن إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول المنصرم، التي أعلن النظام عن قمعها، لازالت تهيمن ککابوس على رأس قادة النظام خصوصا وإن الاحتجاجات الشعبية مستمرة في سائر أرجاء إيران و إن إعتقال ثمانية آلاف منتفض و قتل و تصفية 16 منهم تحت التعذيب الدموي، لم يستطع أن يکون حافزا للخوف و الرعب و التردد لدى الشعب الايراني للإنتفاض و الوقوف بوجه النظام، ولهذا فإن النظام يحاول بشتى السبل إحتواء الانتفاضة و إمتصاص الغضب الشعبي الذي قد وصل الى ذروته.
الشعب الايراني عندما أطلق في إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول المنصرم، شعاري الموت لخامنئي و الموت لروحاني، فإنه قد أعلن من خلال ذلك عن قطع کافة الخيوط التي تربطه بهذا النظام و حزم أمره الى التعويل على إسقاطه و تغييره جذريا کحل وحيد ممکن لکافة الازمات التي يعاني منها، وإن هذه الايام الحبلى في إيران قد تقود الى مفترق حاسم قد لايکون للنظام بعدها من أثر!