كي نكون منصفين لا بد لنا ان نضع التطرف كله بسلة واحدة ، فالتطرف السُني لا يختلف بشيئ عن التطرف الشيعي ، كلاهما وضعا لنا معادلة واحدة، عنف وتكفير وتطرف وتشويه للدين وإرهاب أعمى ضرب كل من يعارضه ويختلف معه بالرأي والعقيدة ، فهم يسعون الى تغيير مجتمعاتنا بالقوة لتكون متخلفة متحجرة يقودها التطرف والارهاب . نرى ان المنطقة الاقليمية عموما والعربية خصوصا تسيطر عليها قوى ظلامية بشقيها السُني والشيعي ، أما تابعة للنظام الايراني وإما تابعة لداعش وجماعة الأخوان المسلمين .
فوضى وحروب وكوارث إنسانية وإرهاب ضرب المنطقة ، ملايين المهجرين والالاف الشهداء والمغدورين والمعذبين والمعتقلين ، الناس في العراق وسوريا واليمن يقتلون بأسم الدين ، السنة يقتلون بأسم الشيعة والشيعة يقتلون بأسم السُنة والمسيحين والازيدين يقتلون ويهجرون من مدنهم بأسم الاسلام ، والاسلام منهم براء .
نحن في الحملة العراقية لادراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية قطعنا شوطا لا بأس به وأوصلنا صوتنا إلى كثير من المؤسسات الدولية ، لكن الإرهاب لا يطال العراقيين فقط ، بل يهدد المنطقة برمتها ، وعدم استقرار أي دولة عربية او غير عربية مجاورة يعني عدم استقرار العراق ، بالتالي عدم استقرار
العراق يعني عدم استقرار اي دولة مجاورة او قريبة ، كونه يحتوي خليطا كبيرا من الاعراق والاديان والمذاهب والقوميات كلها استهدفها الارهاب دون تفريق ،أذن هي معادلة واحدة ، الارهاب يتغذى من العراق لاستمراره في سوريا ويتغذى من سوريا لاستمراره في العراق ويتغذى من هنا وهناك لتفعيله في لبنان واليمن والخليج العربي ودول المغرب وشمال افريقيا وهكذا . لأن مصادره نفسها .لذا فأن من الحكمة والعدل والمنطق ان نوسع حملتنا لتشمل كل الدول العربية وغير العربية في المنطقة التي تضررت من الارهاب ومستقبلها مهدد بالتفكك والتشرذم والحروب الاهلية .
قريبا سنعلن التخلي عن أسم الحملة العراقية لتكون ( الحملة العربية والاقليمية لادراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية ) لتوسيع رقعة المشاركة في هذه القضية الخطيرة ، فالارهاب بات يهدد كل شيئ ، منطقتنا تتعرض بسببه الى تغيير ديموغرافي مرعب ، ولأننا ننتمي إلى هذا العالم والمجتمع البشري الانساني الكبير الذي نعيش فيه ، فقد توجهنا الى المؤسسات العالمية والمجتمع الدولي وطالبنا بتصنيف ممارسات وجرائم تلك الجماعات والميليشيات المتطرفة على انها فعاليات ارهابية ، وادراجها على لائحة الارهاب الدولي وفرض عقوبات على كل الداعمين والممولين لها.
وقد أعددنا قائمة ضمت مجموعة كبيرة من الميليشيات الشيعية التابعة لإيران ومجموعة اخرى من الميليشيات السُنية التابعة لداعش والقاعدة والمرتبطة فكريا بجماعة الأخوان المسلمين ، يتقدم قائمتنا الحرس الثوري وفيلق القدس الارهابيين وتنظيمي داعش والقاعدة وجماعة الأخوان المسلمين ، سيتم عرض القائمة على
الجمهور العربي والاسلامي وغيرهم لغرض التصويت وسنوجه مطالبنا الى المجتمع الدولي مجلس الامن والامم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة لاهاي ، كما اننا لا نستهدف من وراء ذلك المغرر بهم ، اولئك الشباب الذين حملوا السلاح اما للثأر او غررت بهم الفتاوى الدينية المتطرفة أو اولئك الذين يأسوا الحياة تماما. بل نستهدف القادة واصحاب المصالح الكبرى وقادة الفتن وتجار الحروب ورجال الشيطان الذين يختبئون خلف عباءة الدين وتحت عمامتها.
يبقى السؤال الأبرز الذي لابد من طرحه في هذا المقال ، هل سننجح حقا بقطع رأس الافعى الايرانية-الاخوانية الداعشية ، ام ان شعوبنا والمجتمع الدولي سيخذلونا ويستسلمون للارهاب؟!. أما الإجابة فهي ننتظرها من الشعوب التي ذاقت مرارة الحزن والمآسي والارهاب والتطرف ، كما ننتظرها من الانسانية والعالم الذي ينادي ليل نهار بحقوق الانسان ورفض الظلم والارهاب والتطرف.