23 ديسمبر، 2024 8:00 م

هل سننتخبهم مرة أخرى ؟!

هل سننتخبهم مرة أخرى ؟!

أتذكر انتخابات عام 2012, كانت همة الناس كبيرة, احد رجال حينا, هو أبو شمخي, (وهو عجوز سبعيني), كان يشجع الشباب على المشاركة, ويطالبهم بانتخاب الشرفاء, وأتذكر تلك العجوز المسنة, التي كانت مصرة على المشاركة, وهي أتت متعكزة بعصاها, للمساهمة في الانتخابات, وتحقيق تغيير نوعي, في سبيل إيصال أشخاص نزيهين, يحسون بالأم الناس, ويرفعون الظلم عن المساكين, فالناس لم ترى يوم ابيض, من عهد الطاغية صدام والى عهد الديمقراطية, الطاغية كان جبارا أكثر في القتل, أما النخب السياسية, فكان سلوكها لصوصياً بامتياز.
الأحلام كانت كبيرة, بان يأتي أناس يعملون لخدمة البلد, ويتم تأسيس حالة جديدة مشرقة, ويحصل التغيير بالأصابع البنفسجية, وشاركنا وانتخبنا أناس جدد.
لكن ها هي السنوات الأربع, تنقضي ولم يتحقق شيء, أطراف بغداد تفتقر لكل شيء, مع تفاقم الأزمة الصحية, بسبب ارتفاع نسب التلوث, والخدمات شبه معدومة, شوارع تحاكي العصور القديمة, لا مستشفيات ولا متنزهات حقيقية, ولا مدارس نموذجية, بل حتى جانب الرصافة “وسط بغداد”, يعيش أزمة خدمات,ولم يحصل أي منجز حضاري, مما يعني أنهم كذبوا علينا, وسرقوا أموال الوطن.
أثبتت الأيام كذب كل من فاز, ولا نستثني أحدا, بعضهم ترك الحي الذي أوصله, وبعضهم يرفض مقابلة الناس, واغلبهم غير أرقام هواتفه, كي لا يتصل به المساكين, وأخر أمعن في المجون, ورابع امن مستقبله في الخارج, وخامس تحول إلى  “بلطجي” يقضم الحقوق قضماً, وأخر أمضى مدته متنقلا, بين المدن السياحية في العالم, أنها التجربة الديمقراطية (الفلتة), التي سنحكي للعالم عن ثمارها الخبيثة, التي ستزهر في بيوت النخبة الحاكمة, إلى  شياطين ومسوخ, فالمال الحرام لا يثمر ملائكة.
قبل أيام, رأيت أبو شمخي في سوق المدينة, ودار بيننا حديث طويل, عن فساد الحكام في العراق, وكان الحاج متشائما, وبائسا, ومنكسرا, لما حصل من خداع وكذب ونفاق النخب السياسية, فمناطقنا تدهورت حالتها كثيرا, خلال الأربع سنوات الأخيرة, سألته هل ستنتخب من جديد, فقال لي : ” كل النخب المشاركة اليوم, هم بؤرة للنفاق والفساد, ومن المعيب أن ننتخبها من جديد, فالتاريخ يطالبنا بإقصاء الفاسدين, وإقصائهم سيكون عبر المشاركة ب(( لا )) لكل الكتل, التي أمعنت في تدمير البلد, سأشارك ب (لا), فأعطل بطاقة الانتخاب, ولا انتخب أحدا, وهذا حقي كمواطن”.