ونحن في ايام الحزن الحسيني وما نستوحيه من الثورة الحسينية، نطالع الكثير من المحاولات الجادة في اصلاح الناس والتعاطي مع قضاياهم وهمومهم من خلا المنبر الحسيني..
ومن المعلوم فإن للمنبر ادواته السحرية في التربية والتوجيه يستمدها من مظلومية اهل البيت (عليهم السلام)..
ولكن نطالع ونحن في هذه الأجواء المليئة بالحزن والأسى محاولات من البعض للقفز على سلطة المنبر وتوجيه اداته الاصلاحية باتجاه اهداف التخلف والتشويه للقضية الاسلامية برمتها.
احدهم يخرج علينا ليكفر اتباع المذهب الشيعي بل ويكفر جهات ومرجعيات دينية بتهم جزافية..
احدهم ينادي: ان كل من يحاول تهذيب الشعائر فهو غير مهذب!
الآخر ينادي: زيارة الحسين واجبة وليست مستحبة!
آخر يقول: الرياء حلال في الحسين ع
آخر يقول: المهدي قادم! سيأتي بعد قليل! …
واذا اردنا تعداد المواقف هذه لكان الكثير..
ولا أحد يشك بأن هذه الدعاوى غير صحيحة، وان مطلقيها يعتاشون في وعي ضبابي غير منضبط.. وغير متوازن.. فضلاً عن ذهنية التشنج التي يؤججون بها المجتمع ليقاتل بعضه بعضاً من اجل أفكارهم الخاصة وبدعهم التي ينشرونها.. وكان من المفترض ان يتناولوا الأبعاد الخلاقة للثورة الحسينية، وتهذيب الاخلاق والسمو بالناس لله تعالى وغير ذلك..
ولنذكر بعض الأسماء التي لاحت لنا كنموذج وعي في المنبر الحسيني: الشيخ حبيب الكاظمي.. كلامه جداً متوازن وطرحه في غاية الدقة.. ويتعاطى مع المسائل انطلاقاً من الوعي وليس لهيب العاطفة والحماسة فقط.. فضلاً عن الشحنات الأخلاقية المتميزة في منبره..
بينما نرى البعض يحول الحسين ع في ذهنية عوام الناس الى حالة هستيرية لا نفهم منها الا الصراخ والعويل من دون قيم (وأوكد من دون قيم).. فالبكاء على الحسين ع له شأن من الشأن.
دعونا نناقش افكارنا بصوت مسموع: ان البعض صار يعتاش ويقفز على الموجة الدينية ايام عاشوراء وصفر.. ليحلل ويحرم كيفما يشاء..
علينا ان نعيد التفكير بأن المرجعية لا تتدخل في قضية المنبر الحسيني.. لأن الأمور بدأت تخرج عن طورها..
ذهنية التخلف التي تقود البعض في هذه المواسم تجعلهم كقادة خرافيين في اعينهم وأعين أتباعهم.. صار البعض يغش نفسه بأن الناس هذه كلها اتباعه لأنهم يجلسون تحت منبره!
لذلك تراه يتحمس كثيرا للضجيج كأي قائد ثوري ملهم!!
دعائي للمخلصين والواعين منهم، واتمنى عليهم ان يدركوا ان الناس انما اتت لتسمع عن إمامها المظلوم الشهيد،، انما اتت لتعيش الوعي والمأساة في الحسين واهل البيت عليهم السلام.. لا لتركبك على خشب السلطة وسيف الفتوى!!