23 ديسمبر، 2024 5:18 ص

هل سنشهد ولادة حكومة جديدة ؟

هل سنشهد ولادة حكومة جديدة ؟

بعد التهور الذي أصاب العملية السياسية في العراق بُعيد تشكيل حكومة المالكي الثانية في عام 2010, أرتفعت وتيرة الخطاب الطائفي و الذي رافقه توتر العلاقة بين حكومة المركز والأقليم مما ترك صورة قاتمة على مفاصل الساحة العراقية, و شهد المواطن تدهور واضح في مستوى الخدمات. المرجعية العليا في النجف الأشرف سجلت موقفها و عبر خطبة صلاة الجمعة و لأكثر من 15 اسبوع قبيل الأنتخابات عبرمطالبها بالتغبر و أكدت على إنتخاب الأفضل.  أمريكا صاحبة الملف العراقي إلتزمت الحياد و أخذت موقف المراقب حتى نهاية عام 2013 وخلال زيارة السيد المالكي أعلنت موقفها الواضح بشخص السيد المالكي و ترشحه لولاية ثالثة وذلك عبر إنهاء زيارته الى واشنطن قبل موعدها المحدد.  تدهور الوضع الأمني في المناطق الغربية , دخول داعش الى الأرضي العراقية , بداية عملية العد و الفرز لأوراق إنتخابات 2014 , تصاعدة وتيرة خطاب التمسك بالولاية الثالثة , خلال كل هذا جاء إعلان أمريكا وبكل وضوح أنها لا تمد يد العون للحكومة الحالية و لا ترغب ببقاء السيد المالكي لولاية ثالثة . فكان رد فعل بعض أعضاء كتلة دولة القانون هو التخلي عن السيد المالكي و التفاف باقي أعضاء التحالف الوطني معهم , فكانت الكتلة الأكبر أذا ما أصر السيد المالكي الاستمرار بالمطالبة بالولاية الثالثة . فكان مخاض موقف أمريكا الرافض و تخلي أيران و قرار كم كبير من أعضاء التحالف الوطني و باقي الكتل الأنتخابية برفض الولاية الثالثة أن يولد قرار تكليف السيد حيدر جواد العبادي بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل شرائح الشعب العراقي من أجل تصحيح مسار العملية السياسية و الوقوف بوجة تقدم عصابة داعش .

السيد العبادي ( أبا يسر ) أبن الكرادة الشرقية وأبن بغداد, و أحد رموز معارضة النظام في بريطانيا, الذي عملنا معه و عن قرب لأكثر من 30 عامآ. شخصية تجيد مهارة الإستماع كما تجيد مهارة الحوار و النقاش,  له القدرة على إتخاذ القرار بعد مراجعة كل الأحتمالات, الهدوء و الإبتعاد عن التهديد و الوعيد كلها صفات مهمة في شخصية القائد, فكانت البشرى لنا بقرار التكليف.  مع مرور الإيام و تصاعد سقف المطاليب و المماطلة و التي ظهرت جميعها الى السطح و أكد عليها السيد العبادي في أول مؤتمر صحفي له بعد التكليف. فهل يستطيع السيد العبادي تجاوز أزمة الحوارات و يشكل حكومته التي ينتظرها الكثير من أبناء العراق و قبلهم دول لها مصالح أستراتيجية في العراق؟ أم أن هناك مَن يعمل في الخفاء من أجل إفشال مهمته ؟سوف نستعرض بعض المواقف و نترك لكم القرار.

لا يزال خطاب أغلب الكتل يغلب عليها لهجة نحن وأنتم …

البعض يسعى لتقاسم السلطة وأخرون يبحثون عن نسب تمثيل طائفي وعرقي و توزيع المناصب الوزارية بين الأطراف الثلاثة ( شيعة – سنة – كرد ) و الكل متمسك بقراراته و يطالب الأخرين بالتنازل ….

قانون العفو العام و إلغاء قانون المسائلة والعدالة أحد أهم زواية الخلاف بين الأطراف و يقف البعض عن طرفي نقيض من هذين الملفين ….

أوباما ينتظر تشكيل الحكومة و مستشاريه و سفيره في بغداد يعملون المستحيل لتشكيل الحكومة العراقية في مدتها الدستورية من أجل أن يعلن قرارات مهمة في مؤتمر قمة الحلف الأطلسي في الاسبوع القادم …..

الرئيس الفرنس هولند سوف يعلن بعد يومين عن الخطوط العريضة لخطته لمواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط ….

إتفاق أكثر من 12 دولة ( أمريكا,  بريطانيا, فرنسا, أستراليا, البانيا, الدنمارك, الأردن, قطر, السعودية, الكويت, الأمارات, مصر و المانيا التي سوف تكتفي بالدعم اللوجستي للحملة ) تشكيل تحالف دولي لمواجهة داعش و ينتظرون تشكيل الحكومة العراقية …

مجلس حقوق الأنسان التابع للأمم المتحدة يؤكد وقوع جرائم تصل الى مستوى جريمة الأبادة في العراق من قبل جميع الجهات ( لنترجم معنى جميع الجهات ) حيث أن جرائم القتل الجماعي, جرائم ضد الأنسانية, جرائم حرب, جرائم العدوان كلها تعتبر جرائم أبادة جماعية و تحاول أضافة جرائم الإرهاب الى القائمة, قرارات هذا المجلس مهمة و ملزمة للجميع …..

الخلاصة …… البعض يعلنها واضحة أنه لا يريد نجاح السيد العبادي بتشكيل الحكومة عبر المماطلة والتهديد بالأنسحاب و أخرون يعملون في الخفاء لنفس الهدف و أفصيل يراهن على بقاء الوضع على ما هو عليه وهذا دليل على تمسكهم بالكرسي . أن بقاء الوضع على ما هو عليه يعني تردي الوضع الآمني بشكل خطير , وها نحن نعيش ملف قاعدة سبايكر و هناك ملفات أمنية أخرى غير معلنه و ان  تمادي سلطة المليشيات و تعالي أصوات تشكيل جيش بديل للجيش الحالي ليكوم موازي لسطوة المليشيات سوف تكون نتائجه وخيمة على جميع المستويات.

لذا لا يسعنا إلا أن ندعم السيد حيدر العبادي بتشكيل الحكومة حتى تستطيع الحكومة الجديدة كسب الشرعية الدولية و الدعم العسكري للوقوف بوجه عصابة داعش و نحن نراهن على موقف الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة الملف العراقية لدعم الحكومة الجديدة و دعم قوى الجيش و الحشد الشعبيي للوقوف بوجه عصابة التكفير, و ليتذكر الجميع لولا الدعم الجوي الأمريكية لما أستطاع الجيش و الحشد الشعبي تحرير آمرلي .