23 ديسمبر، 2024 4:15 ص

هل سنشهد جاستا عراقي ينصف ضحايا الإرهاب في العراق ؟؟؟

هل سنشهد جاستا عراقي ينصف ضحايا الإرهاب في العراق ؟؟؟

العدالة ضدّ رعاة الإرهاب , هو أسم القانون الذي صوّت عليه الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنوّاب والذي يطلق عليه اختصارا ( جاستا ) , فقد صوّت مجلس النوّاب الأمريكي مساء أمس الأربعاء 28 / أيلول / 2016 بأغلبية كاسحة ضدّ الفيتو الذي استخدمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضدّ المشروع الذي يتيح لأقارب ضحايا 11 / سبتمبر بمقاضاة السعودية والدول الراعية للإرهاب , وكانت نتيجة التصويت رفض 338 نائبا للفيتو مقابل 74 , وهذا أكثر من أغلبية الثلثين التي يحتاجها مجلس النوّاب لإسقاط فيتو الرئيس , وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد رفض هو الآخر الفيتو الرئاسي بأغلبية 97 صوتا مقابل صوت واحد , وهذا يعني أنّ جاستا قد أصبح قانونا رغم رفض البيت الأبيض له .

وجاستا .. هو ضربة الله القوي مبير الظالمين وقاصم الجبارين إلى الإرهاب ورعاته , فالكونغرس الأمريكي الذي اقرّ هذا القانون يعلم جيدا أنّ مصادر تمويل داعش ومن قبله القاعدة في العراق وسوريا واليمن وليبيا هي نفس المصادر وليست خافية على الإدارة الأمريكية بل هي بعلمها وتحت انظارها , ويعلم أيضا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تدير برنامجا سرّيا لدعم وتدريب الإرهابيين بأموال سعودية وخليجية , ويعلم أيضا أنّ السعودية حليفة الولايات المتحدّة الأمريكية والدولة الأغنى بالنفط في العالم هي مركزا لتمويل الإرهاب في العالم , ففي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز قبل أكثر من عام للكاتب الأمريكي الشهير ثوماس فريدمان قال ( أنّ السعودية هي التي تدعم الإرهاب في العالم وأنّ واشنطن تتغاضى عن ذلك طمعا بالنفط السعودي , وأنّ داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية سعودية التمويل وتتبنى الفكر الوهابي التكفيري في العالم ) , والوثائق الأمريكية التي تمّ الحصول عليها بموجب قوانين حرية المعلومات , تثبت وجود دعم سعودي كثيف لتنظيم القاعدة , وهذه الوثائق وردت فيها دلائل قانونية تدين العائلة المالكة في السعودية بالتوّرط مع القاعدة , ولم يعد هنالك مجالا للشّك أنّ الدعم السعودي المالي واللوجستي لحركات وشخصيات وجمعيات وهابية حول العالم قد ساهم بشكل كبير وحاسم في دعم الحركات الإرهابية عبر نشر ثقافة التكفير والكراهية ضد العالم بأسره .

وفي العراق تتبّنى مملكة الشر السعودية سياسة الدعم المالي والإعلامي والسماح للمتطرفين الوهابيين باجتياز الحدود إلى العراق لتنفيذ عملياتهم الإجرامية بحجة مقاومة الاحتلال تارة , والدفاع عن سنّة العراق تارة أخرى , في حين أنّ كلّ العمليات الانتحارية موّجهة إلى أبناء شيعة العراق الأبرياء والإيغال في دمائهم , ويمكن تلخيص أهم أشكال الدعم السعودي لزعزعة الأمن والاستقرار في العراق , بدعم الإرهاب عبر تسلل الإرهابيين والانتحاريين إلى داخل حدود العراق , والدعم المالي الكبير للزمر الإرهابية , والدعم الإعلامي للجماعات الإرهابية المتطرفة وتبرير هجماتهم الدامية ضد المدنيين في العراق , والحكومة العراقية تملك من الوثائق والدلائل على توّرط نظام مملكة الشر السعودية في نزيف الدم العراقي , بما يكفي بملاحقة هذا النظام الراعي للإرهاب في العالم , والشعب العراقي الذي ابتلى بالإرهاب وقدّم مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء , هو الأولى بقانون ( جاستا ) لإنصاف ضحاياه من الإرهاب السعودي الوهابي , فهل سيكون جاستا الأمريكي دافعا لمجلس النوّاب العراقي لتشريع جاستا عراقي ينصف ضحايا الإرهاب في العراق ويحقق العدالة ضدّ رعاة الإرهاب ؟؟؟ .