مدينة يقال عنها انها تملك القداسة وجدتها مستباحة تعيش حالة من الابادة في النهضة وفي الخدمة المدنية التي يفترض ان تكون لها علامة فارقة
مليارات تصرف او لا تصرف في محلها او غير محلها لكن المؤكد ان لا أثر لها على ارض الواقع
وعمال ايران وسائقي باصاتها وادريين وعساكر وحتى سيارة النجدة هناك كان له الحضور الواضح وهذا بحد ذاته يثير تساؤلات كبيرة ويشير لأمور عدة منها التغلغل لنفوذ الجارة الاسلامية وضياع الهوية الحكومية العراقية ،وفساد من استولى على كربلاء ومقدراتها .
الدور الايراني يصوره البعض كملائكة الجليل هبطوا لينقذوا الحسين من سطوة شمر بن ذي الجوشن ..! وهذا مؤلم ان يكون العراقي دائما في مؤخرة الركب حتى في بلده ودائما يبرر كافة اشكال التبعية والاحتلال المتنوع منذ غزو العراق في العام (2003)ولحد هذه الساعة رغم هتاف الشعب (هيهات منا الذلة)ورغم سير الملايين لسيد الثائرين الحسين الشهيد والذي لم نستلهم منه الدرس حين ابلغنا بأهمية ان نكون احرارا في دنيانا .
كان العذر بأن صدام يمنع تطوير كربلاء لأنه لا يريد لها ان تكون حاضرة البلدان .
واليوم هذه المدينة المنكوبة لم يتغير من ملامحها شيء يجعل من زارها قبل عام (2003) يهيم وينبهر بتلك الحركة العمرانية التي رسمت لوحة حضارية مواكبة لما يحصل في العالم سيما ونحن على اعتاب عام (2015) .
غريب جدا ان لا يتكفل مبلغ (25 مليار دينار) لتغطية زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) وليس منطقيا ان لا تملك مدينة القباب الذهبية اسطولا خاصا او محطات قطار او طرقا ومرافق خدمية تتلاءم مع مكانتها ومع كم الوافدين اليها على مدار العام فضلا عن ذلك المارثون السنوي الكبير والذي يصل لحوالي 20 مليون بحسب التقديرات التي تصرح بها ادارة المحافظة ، هذا مع الالتفات الى ان كل خدمات الزائرين مجانية ليست من قبل الدولة او محافظة كربلاء بل من قبل الاهالي انفسهم الذين يواكبون الحدث منذ انطلاقته وبخطواته الاولى والى حين رجوع كل شخص الى منزله فياترى ماهو واجب الحكومة ومسؤولي كربلاء بالذات والقائمين على العتبات هل اكتفوا بانهم نجوم الحدث وسرقوا الاضواء ليطلوا علينا
بالتصريحات النارية وممارسة الخطاب النفسي الذي يرسم نجاحهم وكأنهم انزلوا زحل والمشتري الى كربلاء وارجعوهم مع الفضائيين الذين تم كتشافهم مؤخرا في بلاد الرافدين.
ابلغونا اين تكمن الحقيقة واين ميزانيات كربلاء على مدار السنين الماضية وفي اي مجال تم صرفها وبأي مستند وكشف تم تثبيت ذلك ونتسائل عن دور الجهات الرقابية ومنها النزاهة البرلمانية ودورها في هذا المجال ولماذا كل ذلك الاهمال لمدينة الشهادة وهل يصح ان يرجع الزوار عدة كيلومترات بحثا عن( لوري قلاب ) يستخدم لنقل النفايات كي يستقله ويصل الى مدينته فهل هكذا تجسدون حب الحسين وزواره ايها السادة المسؤولين واعني منهم الشيعة الذين يمشون ويلطمون ويقفون في المواكب ويصفون انفسهم بخدمة الزائرين .
وفي النهاية هل سنسلم العراق لدول الجوار لان جنابكم ليس على قدر المسؤولية ولايملك القدر الكافي من الانتماء لهذا الوطن .؟!