23 ديسمبر، 2024 11:45 ص

هل سنتعلم من الشعب الاسباني والفرنسي..؟!

هل سنتعلم من الشعب الاسباني والفرنسي..؟!

لا يمكن للتاريخ ان يغمض صفحاته عن المواقف الرائعة للشعب الفرنسي عام 1799.. ثورته للمطالبة بحقوق الانسان والغاء الامتيازات الحكومية والاقطاعية والارستقراطية.. ويمكن القول ان الشعب الفرنسي هو (زبدة) شعوب اوربا.. واليوم خرج الفرنسيون بتظاهرة مليونية محترمة ضد الارهاب وضد العنف.. وليس للمطالبة (بالاقليم) او (الانفصال).. بل لآجل وحدة فرنسا وامنها وامانها..!! فهل سنتعلم ..؟

وقبلهم خرج الشعب الاسباني بتظاهرة مليونية سلمية ضد الارهاب والعمليات التخريبية.. وليس للمطالبة (بالاقليم) او (الانفصال).. بل لاجل وحدة اسبانيا وامنها وامانها..!! فهل سنتعلم ..؟

وما يهمنا اليوم.. هي تلك الوقفة الواعية للشعب الفرنسي ضد الارهاب ولاجل الحياة والامان.. لقد وقف كله.. بجميع الوانه وانسابه واختلافاته وتفاصيله ضد الارهاب.. ولان هذه الوقفة ضرورية لصد الهجوم من قبل قوى الموت ضد قوى الحياة ..

وهذه الوقفة الفرنسية تستحق منا، نحن العراقيين، الاحترام كله، وتلزمنا ان نتعلم (الوحدة) و التكاتف والتظاهر ضد (داعش) والارهاب وضد الميليشيات وضد الفساد.. ونتعلم من الفرنسيين ان نتوحد ونتكاتف لاجل العراق والمستقبل، بالرغم من اختلاف الوان الفسيفساء الشعبي العراقي..

وبالرغم من التحفظ على موقف الشعب الفرنسي، لانه لم يرفض تطاول الصحيفة الفرنسية ضد مقدساتنا.. الا ان ما تعرضت له الصحيفة ليس مبررا في نظرنا.. لماذا..؟

لان (الراي) يواجه بالراي.. والكلمة تواجه بالكلمة.. والاعلام يواجه بالاعلام.. وكلا بحسبه.. لذلك، يكون من واجبنا الانساني ان نرفض ما قام به (الارهابيون) في فرنسا ضد الاعلام والمدنيين.. ويا ليت شعبنا يكون لديه هذه (المواقف) الانسانية ضد الظلم وضد الفساد.. وضد الطائفية والعنصرية والحزبية المقيتة..

للاسف، نحن، غالبا، نتعلم من (فرنسا) المظاهر والتسريحات اوالسلوك (السطحي) .. والكثير منا يدعي (الثقافة) و (الفن) وهو يقلد (الاجانب) في كيفية الاكل والنوم فقط .. دون الالتفات الى الحالات (الانسانية) و (الحضارية) في فرنسا.. بلد الحياة والامان والعلم والهندسة والتقنيات الدقيقة..

ان وقفة (الفرنسيين) اليوم ضد الارهاب والعنف والتشدد.. بالرغم من تنوعهم الثقافي والعرقي والجغرافي.. هي سلوك انساني وحضاري ووطني يستحق التمجيد.. وهذه الوقفة هي درس لنا، نحن العراقيين، من عدة جهات اهمها:

اولا: اننا في ازمتنا، نحتاج وقفة وتظاهرة لدعم الوحدة الوطنية، لانها ضرورة قصوى للخروج من المأزق الحالي، وانهاء المعضلة التي عصفت بكيان الدولة عموما.. وهجرت الملايين وذبحت مئات الالاف من ابناء شعبنا المظلوم..

ثانيا: ان فينا، الكثير، للأسف، ممن يصر على الطائفية والعنصرية.. وكانه يحاول ان (يخرق) ويثقب سفينتا العراقية، لنغرق جميعا.. دون ان يهب شعبنا ، موحدا، متظاهرا، ضد هؤلاء الطائفيين والعنصريين المخربين..

ثالثا: ان العراق يعاني من تهديدات امنية.. ونحتاج الى (وقفة) موحدة.. مثل وقفة الشعب الفرنسي ضد العنف والارهاب والتهديد الامني..

رابعا: العراق يمر بأزمة مالية تهدد حياتنا واجيالنا.. يلزمنا بالتوحد، ويطالنا بوقفة وتظاهرات تشبه الوقفة (الفرنسية) ندعم بها (الحرب ضد الارهاب) ونؤيد اجراءات (مكافحة الفساد) ..بل نطالب الحكومة بان تقتلع الفاسدين من جذورهم.. ونطالب بإعادة الثروات والمبالغ المسروقة كلها.. من أي فرد او حزب او طائفة..

فهل سنتعلم من الشعب الفرنسي الوحدة والوطنية والمطالبة بحقوقنا..؟

وقد حصحص الحق، اليوم، لنذكر وعي الشعب الفرنسي، وعقله الجمعي الفذ.. ومن ذلك نجاح الشعب بالزام اية حكومة فرنسية بتوفير ثلاث حاجات اساسية ضرورية:

اولا: ضمان اجتماعي لكل مواطن.. يمكنه من العيش بكرامة واحترام. ، دون تمييز، ودون طبقية، ودون استثناءات..!

ثانيا: ضمان صحي مجاني، دون تمييز، وبأعلى المستويات، يصل الى بيت المواطن، بعد دقائق من اتصاله الهاتفي.. ، دون تمييز، ودون طبقية، ودون استثناءات..!!

ثالثا: تعليم اساسي وجامعي مجاني، دون تمييز، ودون طبقية، ودون استثناءات..!

ومسك الختام .. اشير الى ما ذكره السيد مقتدى الصدر وهو يحي تظاهرات الشعب الاسباني والفرنسي السلمية.. وينتقد سكوتنا.. فقال سماحته:

احب ان اقارن بين تلك الصحوة الصحية المليونية لشعوب اوربا وبين الغفلة التي لا زلنا فيها، فعلى الرغم من السنوات الطوال التي نشط فيها الارهاب في بلداننا، ولم يقتصر على تلك العمليات البسيطة كتفجير القطار او مداهمة جريدة او متجر، بل نال كل مفاصل الحياة.. الا ان الغفلة هي السائدة مع شديد الاسف (1)

..وللحديث بقية.

(ا) المصدر : المكتب الخاص لسماحة السيد الصدر

http://jawabna.com/index.php/permalink/7672.html