اذا اردنا ان نبحث عمن يقف وراء اي ازمة في المنطقة، فقطعاً ستكون ايران المتهمة الاولى، فهذه الدولة لا يهدأ لها بال دون ان تترك لها تاثيراً في اي بلد تحاول السيطرة علية بالهيمنة على حكامه، او زرع اعوان لها ينفذون اجندتها، وهو امر لا يمكن نكرانه ولا تستطيع اي جهة ان تنفيه، فلايران اذرع في المنطقة، وهي السبب وراء ما يحصل من كوارث والعراق يعد مثلاً شاخصاً لهيمنة حكومة الملالي على مقدرات البلد منذ العام 2003.
فدورها لا يقتصر على دعم طائفة دون اخرى من اجل زرع الفتنة في بلد يحاول ابناؤه التعايش بالرغم من كل المحن التي توالت عليه خلال السنوات العشر الاخيرة، ان ايران تسعى جاهدة الى اعادة مجد الامبروطورية الفارسية عبر السيطرة على العراق وعلى دول عديدة اخرى منها سوريا ولبنان وبعض دول الخليج وخاصة اليمن الذي يعيش حرب داخلية طاحنة.
فنراها تسعى جاهدة على ابقاء حالة التوتر في العديد من المناطق والعراق خاصة، ولعل اخرها ما جرى في اقليم كردستان، الذي نعده نموذجاً للتعايش السلمي والنهوض الاقتصادي في زمن تعيش باقي مدن البلاد اضطرابات عديدة سواءً بسيطرة داعش على مناطق عديدة شمال البلاد وغربه، او الاحتجاجات التي خرجت في المناطق الجنوبية التي طالبت بتحسين الخدمات وتقديم الفاسدين الى القضاء.
لا يمكن الاستهانة بدور ايران في ازمة الاقليم وبحسب تقارير اعلامية فان الاخيرة بدأت بتحريض سياسيين ووسائل إعلامية محلية في كردستان، للوقوف ضد بقاء مسعود البارزاني في رئاسة الاقليم. وقد اشارت بهذا الخصوص الى تحركات لدبلوماسيين ايرانيين في العراق، بسبب التقارب الذي حققه البارزاني مع تركيا والولايات المتحدة، وموافقته على وجود اميركي فرنسي بريطاني في الاقليم المجاور لايران.
وهذا امر ياخذنا الى مفصل اخر، فالبارزاني فوت الفرصة امام ايران من جعل العراق لقمة سائغة لنزعاتها الطائفية من خلال ضرب السنة وكل من يعارض تواجدها في البلاد، ان التدخل الايراني الاخير رسالة الى قادة العراق الوطنيين لاستيعاب ان مؤامرات ايران لن تنتهي وان من يساندها عليه ان يعي حجم الكارثة التي ستحل على البلاد اذا اضطرب الوضع في الاقليم الذي يحاذي مدينة يسيطر عليها تنظيم داعش كان للاكراد دور بارز في محاربته، فالنيات بانت والنوايا واضحة، بازالة كل من يقف امام حلم ايران بجعل العراق ساحة لتصفية حساباتها مع الاخرين، فهل سنتعض..