23 ديسمبر، 2024 1:25 م

هل سنبدأ مرحلة صراع الأصنام ؟

هل سنبدأ مرحلة صراع الأصنام ؟

كتبت قبل ستة شهور أو أقل بقليل موضحاً بأن هناك صراع (شيعي ـ شيعي) في الأفق القريب دون أن ينتبه أحد من القراء، ومن أنتبه اعتقد إنها (تهيأت كاتب ، حجرة في ظلام ، هلوسات ليل) دون أن يسألني منهم عن السبب في ذهابي لهذا الأعتقاد .
ثم كتبنا وقلنا بأن تظاهرات الجنوب ماهي إلا صفحة مكملة لمشروع داعش التقسيمي ( دون ترابط بين المجموعتين ) .
ثم عدنا وقلنا بأن الخلاف ما بين الفرق ( السياسة الشيعية ) سوف تخرج عن السيطرة ( الإيرانية ) وايضا لم يصدق احداً، وما وجود كبار الساسة وقادة الشيعة في إيران بزمن واحد إلا هو (لإصلاح ذات البين ) بعصا إيرانية غليظة .
وما هذا الخلاف جاء من العدم فهم وخلال الفترة المنصرمة ( 12 ) عاما يتقاسمون السلطة فيما بينهم ولم تحدث مشكلة تستوجب ذهاب الكبار لإيران لحل الإشكال .
إذن نحن سنذهب للمسبب الأصلي الذي استطاع أن يزرع بذرة خلاف فيما بينهم دون أن يشعر احدهم .
أميركا ساهمت منذ زمن في احداث حالة من ( الحسد ) فيما بين الفرق السياسية على حد سواء فسمحت لمجموعة معينة ( شيعية ) بخرق كل الدساتير وساعداتها في ( التغول ) وبنفس الوقت سمحت لمجموعة سياسية سنية بخرق كل المقبول بحيث أصبحت هذه المجموعة ( الإسلامية السنية ) سبباً في كره الشارع السني للإسلام السياسي ،ونفس الحالة استطاعت اميركا وبـ ( قصد ) من احداث فجوة ما بين الشارع الشيعي والأحزاب الشيعية فسمحت لكل من هب ودب أن يكون بمنصب كبير وهي قد قرأت ماضي ( س) و( ص ) وتعلم أن س أو ص إن صعد سوف يصاب بالجنون ويتصرف دون وعي ، وهذا ما تريده اميركا لتقلب الطاولة على الأحزاب الإسلامية .
اليوم وبعد أن وصل وقت جني ( الثمار ) اصبحت الأحزاب الإسلامية من ذات اللون تتقاتل قولاً وفعلاً وكلا منهم يتهم المجموعة الأخرى بأن لها صنم ، وفي حقيقة الأمر كلهم يعملون لصنم ، فهناك صنم للتيار الصدري وصنم لحزب الدعوة وصنم للمجلس الأعلى وصنم للفضيلة وهكذا دواليك دون أن نجد من ساستنا من يعبد الصنم ( العراقي ) نعم كان الأجدر بنا أن نجعل العراق ( ارضاً وسماءاً وماءاً ) صنم نعبده بعد الله حتى يكون عملنا مقبولاً عند الله والشعب .
استطاعت اميركا بكذا عام أن تجعل الأحزاب الإسلامية تنزل لأسفل الدرك ولن تقوم لهم قائمة وها هم المتظاهرون يشتمون الإسلاميين علناً ويتباهى المتظاهر باجهار الشتيمة والكل يصفق للمتظاهر .
صراع الأصنام سيعجل في سقوط الأحزاب الإسلامية ، فمن غير المعقول يسكت السيد مقتدى الصدر على هجوم السيد المالكي ،ومن غير الممكن يسكت السيد الحكيم على هجوم فلان أو فلان، ومن غير الممكن يسكت اتباع السيد المالكي على هجوم الزاملي ،وهكذا هي الأمور سائرة علنا وعلى مرأى من العالم .
نعود ونذكر بما كتبناه ونوهنا عنه سابقاً ،فالأمور ذاهبة إلى الفوضى في الوسط والجنوب والرابح الوحيد هم الاميركان وداعش والخاسر سياسياً ( إيران ) أما الخاسر الأول هم العراقيون البسطاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص : اثبت السيد العبادي خلال هذه الأسابيع فشله والأجدر به أن يقدم استقالة ويعود لبريطانيا قبل أن ينحرج ويتخلى عن الجنسية البريطانية فالجنسية برأي الكاتب تعادل المنصب مهما كان .