19 ديسمبر، 2024 12:22 ص

هل سمعت حکومة العبادي استراتيجية ترامب ضد إيران؟

هل سمعت حکومة العبادي استراتيجية ترامب ضد إيران؟

لم تمر الاستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الامريکي دونالد ترامب عربيا، مرور الکرام، بل بادر دول لها دور و موقع مميز عربيا نظير مصر و السعودية و الامارات، الى الترحيب بها، خصوصا وإنها”أي استراتيجية ترامب” إتخذت موقفا إيجابيا ازاء التدخلات الايرانية السافرة في بلدان المنطقة، لکن حکومة حيدر العبادي، تتصرف وکأن هذه الاستراتيجية لاتعنيها لامن قريب ولامن بعيد، رغم إن العراق في مقدمة الدول المتضررة الى أبعد حد من وراء التدخلات الايرانية.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعد الاحتلال الامريکي للعراق و الدور المشبوه الذي قام به من أجل ذلك، إستفاد کثيرا من عهد رئيس الوزراء السابق، نوري المالکي الذي کان أشبه مايکون بموظف في ديوان المرشد الاعلى الايراني بدرجة رئيس وزراء العراق، حيث صارت إيران تهيمن على مختلف الامور في العراق و تتدخل في کل شاردة و واردة بل و صارت السفارة الايرانية في بغداد أشبه ماتکون بمرکز إعداد و تأهيل و تسفير المرتزقة العراقيين للقتال في سوريا الى جانب قوات نظام بشار الاسد.

لايمکن القول بأن حکومة حيدر العبادي قد تمکنت من تحديد و لجم النفوذ الايراني في العراق بل وحتى من السذاجة القول بأنها قد واجهته رافضة له، خصوصا بعدما قام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتعيين أحد مستشاري قاسم سليماني کسفير له في بغداد، وليس لم تعترض حکومة العبادي على ذلك بل وإنها رحبت به في وسط عاصفة من علامات الاستفهام و التعجب، وهو ماأکد بأن الحکومة العراقية الحالية وإن لم تتصرف بالطريقة الفجة و الصارخة لحکومة المالکي من حيث تبعيتها و خضوعها لطهران، إلا إنه من السذاجة القول بأنها تختلف عنها من هذه الناحية تحديدا، فالعبادي لايمثل خطرا أو تهديدا للنفوذ الايراني أبدا وإختلافه الوحيد عن المالکي هو إنه يطلب من إيران أن تتصرف بعيدا عن الاضواء!

المراهنة على النفوذ الايراني في العراق من قبل حيدر العبادي أو من لف لفه، هو رهان خاسر لاجدوى من ورائه، خصوصا بعدما وضعت الادارة الامريکية الحالية قضية التدخلات الايرانية في المنطقة عموما و في العراق خصوصا نصب عينيها و جعلت منها أحد الاهداف الرئيسية لها ضمن استراتيجية ترامب المعلنة، إذ ليس بإمکان إيران التي إستغلت الاحتلال الامريکي للعراق و وطدت نفوذها فيه، أن تستمر في مواجهة الرفض الامريکي ـ الغربي ـ الاقليمي لها في العراق، خصوصا وإن هناك الکثير من التحديات الاستثنائية التي تواجه إيران و ليس بالضرورة أبدا أن تستطيع مواجهتها و الوقوف بوجهها الواحدة تلو الاخرى، بل وإن هناك إحتمالات کبيرة بأن تحدث مفاجئات تغير من مسار الاحداث و التطورات في إيران بإتجاه لن يحمد عقباه بالنسبة لها.