23 ديسمبر، 2024 2:59 م

هل سقط منا شيء ؟

هل سقط منا شيء ؟

من الطبيعي أن تتنافس الأحزاب السياسية فيما بينها لإقناع الناخب ببرنامجها السياسي, وتحاول استمالته ليصوت لها.
من المعتاد أيضا محاولة بعض الأحزاب, ومن خلال مؤيديها وجمهورها, أن تكسب اكبر عدد ممكن من الأصوات بالطرق الاعتيادية, كالإعلام, والندوات التعريفية للمرشحين, وتحركات المرشحين أنفسهم, وقادة الأحزاب, بل وغير غريب أيضا سمعنا عن توزيع هدايا أو منح, أو إطلاق وعود خلال الحملة الانتخابية؟!.
صارت شبكة الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي  ساحة للتنافس بين مختلف الجهات السياسية, لطرح برامجها ودعم مرشحيها, وبيان ميزاتهم, وطبعا إطلاق الوعود الرنانة, وانتقاد الخصوم, وبيان فشلهم وأخطائهم, إلى غير ذلك من الأساليب الانتخابية.
أكدت الانتخابات الأخيرة أهمية مواقع التواصل الاجتماعي, في تسويق مرشحي الأحزاب المختلفة, وبيان أفضليتهم, وانتقاد الأحزاب الأخرى, إلا أن الموضوع خرج عن إطاره المقبول, وتجاوز كل الحدود, فصار الشتم والسب, ومس الأعراض, والتشكيك بالوطنية, والتخوين, واتهامات الفساد, وخيانة الأمانة, و التسقيط الأخلاقي حتى, سائدا في الساحة, وصار بعض الجمهور..ملكيا   أكثر من الملك؟!.
من المقبول, بل والحق الكامل لكل إنسان, أن يعتقد برأي سياسي, ويؤيد جهة ما, وله كامل الحرية أن يدافع عن أفكارها, وينتقد خصومها السياسيين, لكن ضمن حدود القانون والأعراف والتقاليد..و بالتأكيد الآداب العامة!.
أثبتت هذه التجربة أننا شعب عاطفي وانفعالي, نندفع بسرعة, ونتراجع بشكل أسرع من ذلك, فان أحببنا ألّهنا, وان كرهنا..كفّرنا.
انتقاد أداء السياسيين, وانتقاد الأحزاب, وانتقاد الحكومة, بكل التفاصيل..حق, لكن شتم الناس, وتسقيطهم..بل وشتم المراجع!ّ!..لا اعرف كلمة تفيه الوصف.
يروى أن شابا, استخف بسيدة عجوز وضحك منها, لعدم قدرتها على فعل شي ما, لكبر سنها..فقالت له السيدة, لقد سقط منك شيء, فنظر الشاب إلى الأرض ..لم يشاهد شيئا, فقالت له السيدة.. لقد سقطت مرؤتك!.
ليسال كل منا نفسه..هل سقط مني شيء؟.