8 مارس، 2024 4:49 ص
Search
Close this search box.

هل سرق – الفيل – شعيل سندبادنا أم نحن كما العراق بعناه ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn
بداية أسأل “هل سرقت الكويت سندبادنا البحري حقا كما يروج له الكترونيا ،أم نحن الذين كما العراق وآثاره ونفطه وحاضره وماضيه ومستقبله كله برخص التراب لكل من هب ودب..بعناه ؟!“.
ومع أن المطرب المعروف نبيل شعيل ،قد جاء على ذكر السندباد البحري في أغنيته التي أثارت ضجة كبرى لم تهدأ بعد على أنه شخصية خليجية ولم يقل بأنها كويتية ،والعراق ببصرته الفيحاء ولاشك جزء لايتجزأ من الخليج العربي،حيث قال شعيل من جملة ما قاله في أغنية قديمة تعود الى حقبة التسعينات أعيد أداؤها بتوزيع جديد عام 2018 بعنوان “باقون هنا” من كلمات الشاعرة الكويتية سعاد الصباح ،لحساب شركة الاتصالات الكويتية ” زين ” ولاندري من أعادها الى الواجهة وإستدعاها من الذاكرة تواصليا وتفاعليا هكذا فجأة في ظل أزمة كورونا وتشكيل حكومة تصريف الأعمال العراقية والحديث عن بقاء أو إنسحاب القوات الاميركية من البلاد، ومعاودة ظهور داعش في مناطق عدة من العراق، والتحشيد الجماهيري المتواصل لعودة التظاهرات الى الساحات والميادين قريبا ،والحديث المتداول عن إستقطاع 12٪ من رواتب المتقاعدين ، و25٪ من رواتب الموظفين وتخفيض 50٪ من مخصصاتهم وفق سياسة “الادخار الإجباري”،وعجز الموازنة المالية الهائل والتي لم تقر بعد إضافة الى حصة كردستان منها وحصة بغداد من نفط كردستان تزامنا مع إنهيار أسعار النفط – وجيب ليل وأخذ عتابه – وصراع شركات الاتصال والتواصل – زين وآسيا سيل وكورك – فيما بينها للسيطرة على السوق العراقية بالكامل – وهذا ما أرجحه – لتثير الاغنية – وهي لحساب شركة زين – كل هذه الضجة المفتعلة مع أن القصيدة الأصلية لم تستفز مشاعر العراقيين منذ عقد التسعينات يوم نظمت ومع أن الأغنية لم تستنفر مشاعرهم منذ ذلك الوقت ومع أن التوزيع الجديد للاغنية لم يثر إنتباههم طيلة عامين من إنطلاقها والتي يقول مقطع منها “سندباد كان بحاراً خليجياً عظيماً من هنا، والذين اشتركوا في رحلة الأحلام هم أولادنا،” الا أنه وعلى ما يبدو فإن قصة ” أم هارون”الكويتية المقتبسة عن شخصية بصراوية عراقية بالأصل ما تزال تفعل فعلها عراقيا كلما عرض هذا المسلسل المثير للدجل والجدل في رمضان ، اضافة الى النزاع على خور عبدالله وميناء الفاو الكبيرين بين البلدين الجارين الشقيقين وقد أبتلي كل منهما بالآخر واقعا بصرف النظر عن – الحبيات – الدبلوماسية  والاحضان ورغم أنف القبلات المتبادلة في القمم العربية التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، وبسبب خلافات التعويضات بين الدولتين ،علاوة على ذكرى غزو العراق للكويت 1990- 1991 والتي لاتكاد تغادر الذاكرة حتى تُستدعى اليها مجددا أسوة بإستدعاء تهديدات الزعيم عبد الكريم قاسم بإيتلاع الكويت بين الفينة والأخرى مدعيا أنها جزء من محافظة البصرة قبل أن يفصلها الانجليز عن العراق ، فيما تدعي الكويت أن البصرة هي التي كانت جزءا من الكويت ولا أدري من أين جاؤوا بهذا – الفيل الطائر – فالبصرة والتي ترجع أصولها الى زمن البابليين قد عرفت بمدينتها القديمة منذ عهد عتبة بن غزوان الذي بناها سنة 15هـ ، والبصرة ومدارسها الفقهية واللغوية والاقرائية معروفة على كافة المستويات بدءا من علم النحو والصرف وليس إنتهاء بتراثها وروافدها وتأريخها ونخيلها وفلكلورها ومعالمها وأعلامها ، يوم كان العراق عبارة عن الكوفة والبصرة ، وبالعودة الى السندباد البحري هذه الشخصية الخرافية من أساطير الف ليلة وليلة أسوة بشخصية رفيقيه في الكارتون الياباني الشهير” مغامرات سندباد ” وأعني بهما علي بابا وقصته الشهيرة مع كهرمانة والاربعين حرامي ،كذلك شخصية علاء الدين وقصته المعروفة مع المصباح السحري ومارد القمقم، وخلاصة جمع الثلاثة في مغامرات واحدة هو إظهار مدى فاعلية الشجاعة التي يمثلها – علي بابا – اذا ما إتحدت مع الحكمة – علاء الدين – واذا ما تعاضدت مع الذكاء – السندباد -والشخصيات الثلاثة صارت جزءا لايتجزأ من التراث العربي حتى لايكاد يذكر الشرق يوما الا وذكروا معه وقد أسهمت هوليوود في ذلك كثيرا وآخرها كان فيلم علاء الدين الذي حقق أرباحا خيالية في شباك التذاكر وصلت الى 1.051 مليار دولار!
وأذكر كل من إستفزهم – مصادرة السندباد – فبكوه كذبا ولطموه زورا واطلقوا هاشتاج “سندباد من بغداد ” بأن نفطكم قد سبق مصادرته إحتكاريا ولم يبك عليه منكم أحد قط ،آثاركم الحقيقية وليست الاسطورية والسندبادية قد سبق مصادرتها وسرقتها وتهريبها على يد عصابات الجريمة المنظمة طيلة 17 سنة أو تدميرها على يد داعش بعد 2014لصالح دول ما وراء البحار(كل أثر يدل على أن العراق قد هزم الفرس والروم واليهود يوما فقد تم محوه من الخارطة الاثارية ) مصانعكم سبق مصادرتها وحوستمها وتعطيلها (40 الف مصنع ) لصالح دول الجوار لإفقار العراق وشعبه واشاعة البطالة فيه ولخصخصة القطاع العام وفرط العقد بين طرفي القطاع المختلط وابتلاع القطاع الخاص برمته اقليميا ، مزارعكم وبساتينكم التي سبق حرقها وتجريفها على مراحل وبخطط ممنهجة لزعزعة الأمن الغذائي في العراق لصالح الدول الاقليمية ليظل العراق أسيرا لها يستورد محاصيلها وثمارها بالمليارات ولتحويل أرض السواد الى أرض جدباء مقفرة ،عقارات العراق في أرقى مناطق العاصمة والمحافظات كلها قد تم إما مصادرتها من قبل سياسيين ومقاولين من مزدوجي الولاء والجنسية والتبعية فضلا عن سياسيين كانوا والى وقت قريب حفاة وكان يبرى بظفر أحدهم على قول المتنبي ..القلم ، وإما من قبل واجهات عراقية ولكن لحساب رؤوس أموال ايرانية،يهودية ،بهائية ،خليجية،ستصفر ريحها عما قريب ولات حين مندم!
وأضيف أن من أراد تغيير إسم شارع الرشيد لن يهتم بالسندباد وإن لطمه وبكاه كذبا ، من ترك معالم بغداد العباسية العريقة هملا من دون صيانتها ولا ترميمها ولا تأهيلها لايعنيه السندباد وان ندبه زورا وبهتانا ،من أجهض وسرق مخصصات مشروع ” بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013″ لن يبكي سندبادكم ، من أجهض ووقف صخرة صماء في وجه مشروع “سامراء عاصمة الثقافة الإسلامية ” لن يرثي سندبادكم،من طالب بهدم ملوية سامراء لن يهمه سندبادكم ، من ترك مساجد بغداد الاثارية العريقة من غير رعاية ولا صيانة لمحوها من الوجود تدريجيا لن يهمه السندباد وإن نصب له مجلس عزاء حزنا عليه لخداع الجمهور ولا أدل على ذلك من قبة جامع الأحمدي في الميدان التي تهدمت ،ومنارة جامع الغزل وسط العاصمة التي مالت ، والمدرسة المستنصرية التي درست ،مرورا بجامع الازبك ، ومرجان ، والمرادية ، والحيدر خانة ، والوزير وجامع الآصفية الذي صودر وعطلت جمعته وجماعته لخلاف بين الوقفين – السني والشيعي – بشأن عائدتيه، وليس انتهاء بجامع سيد سلطان علي ولا جوامع العثمانية والعادلية والوفائية والاباريقي والعاقولية وأمثالها كثير،عن إهمال معالم وأسوار بغداد الآثارية وأبرزها سور وباب الظفرية لن أتحدث، من طعن بتأريخ بغداد وانتقص من أعلام بغداد وحط من قدر علماء بغداد وأهان بيوتات بغداد وشمر عن ساعد الجد لتغيير هوية بغداد شعوبيا ،وكشر عن انيابه لتحقير بغداد ونشط لوضعها في ذيل العواصم دوريا كأسوأ مدينة للعيش في العالم ، ومن بذل وسعه لمحو معالم بغداد لن يهمه إطلاقا سندباد بغداد إنما هو السعي المحموم لحرف البوصلة وتعمية الأبصار عن ما هو أدهى وأمر في هذا التوقيت المرير بالذات،فمن باع العراق كله وعاصمته بغداد – كرسته وعمل – لن ينعى سندبادا وإن فعل ذلك فوراء نعيه لامحالة عرس سيرقص فيه فرحا حتى صياح الديك وطلوع الفجر ! اودعناكم اغاتي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب