9 أبريل، 2024 2:09 م
Search
Close this search box.

هل ستُكسر مخالب ترامب بعد ان انضمت روسيا والصين لايران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما حشدته الولايات المتحدة الامريكية من قواتها والتي تنوي بها ضرب ايران تشبه وبشكل كبير بداية ارهاصاتها حرب الخليج عام 1990 مع العلم ان الطرفين يؤكدان انهما لا يريدان الحرب ، رغم ان ترامب يبدي تشدده في التعامل مع ايران الا انه يفضل ان يضيق الخناق على ايران اقتصاديا من اجل ان يجبرها على الاتصال به لتوقيع الاتفاق النووي الجديد .

والجميع يعلم ان الاتفاق الجديد لترامب مع ايران هو اشبه بمعاهدة استسلام من قبل ايران ان وافقت ، فترامب يعلم جيدا ان حربه مع ايران ستكلف خزينة الحكومة الامريكية مليارات الدولارات ناهيك عن الخسائر البشرية المتوقعة من الطرفين .

الجميع يعلم ان ترامب يحب ان يستعرض قوته امام الملأ ليس الا ، لانه صرح خلال حملته الانتخابية بانه لا يريد ان تخوض واشنطن مزيدا من الحروب في الشرق الاوسط ، وربما هواراد ان يطبق نفس سيناريو الرئيس الليبي معمر القذافي حينما تخلى طوعيا عن برنامج بلاده النووي في 19 كانون الاول عام 2003 كي لا يلقى حتفه كما اطيح بالنظام السابق في العراق قبل هذا التاريخ باشهر .

اما بالنسبة للنظام الايراني وقف امام التحديات المصيرية بعد قرار تصفير الصادرات النفطية الايرانية رغم انه يواجه ازمات اقتصادية خانقة تجلت بتراجع عملته المحلية الى ادني مستوياتها اضافة الى ارتفاع مستويات البطالة والفقر ، وهذا ما قد يفاقم الازمة الاقتصادية بشكل كبير في المجتمع الايراني والذي قد يدقع الطبقات الاجتماعية الفقيرة الى الانتفاض على نظام الحكم الايراني وهذا هو ما يريده بالتحديد الرئيس الامريكي .

الجميع يعلم ان روسيا تعتبر من اكبر الدول المصدرة للاسلحة لايران ، وهي بالتالي لا تنظر لايران على انها حليفة استراتيجي بالرغم من شراكتها العسكرية في الدفاع عن سوريا غير ان مستوى التبادل التجاري بين البلدين ضعيف جدا لا يرتقي للطموح فكلا البلدين يعتبران من كبار الدول المصدرة للنفط والغاز وبعتبران من اشد المتنافسين في اسواق الطاقة لذلك لانرى ان تلعب روسيا دورا في تخفيف الحصار الاقتصادي على ايران ، على الرغم من ان روسيا ادانت العقوبات الامريكية على ايران وحثت الدول على عدم تقييد علاقتها مع طهران مؤكد على بناء محطة الطاقة النووية في بوشهر الايرانية والعمل على تحويل مشروع تخصيب اليوانيوم بمحافظة قم .

الدليل على هذا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم النصيحة الى ايران بالبقاء في الاتفاق النووي ، بل ذهب لابعد من هذا عندما قال ” روسيا ليست فرقة إطفاء، ونحن غير قادرين على إنقاذ كل شيء، خاصة ما لا يعتمد على إرادتنا بالكامل ” ، فالرئيس الروسي يحاول ان يلعب دور الناصح الوسيط اكثر من دور الحليف القوي

اما بالنسبة للصين فهي تعتبر الشريك الاقتصادي الاكبر لايران باجمالي 37 مليار دولار ، فبكين من اكثر الدول المتضررة من فرض العقوبات على طهران لانها تستورد منها اكثر من نصف مليون برميل نفط يوميا ، كما ان الصين تنظر لايران سوقا جديدا لاستيعاب صادراتها الضخمة فهي تنظرالى سوقا يتجاوز 80 مليون مستهلك ايراني فهي غير مستعدة للتخلي عن مصالحها مع طهران بسهولة ، وهذا ما يؤكد ان علاقة الصين مع ايران ” استراتيجية ” وليس واضحا ان تتحدى الصين امريكا .

ففي تصريح لوزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن بلاده تعارض فرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية على إيران، وتقف ضد ما أسماه بـ”الصلاحيات الأمريكية العابرة للحدود ”

وشدد على أن “الصين وإيران، شريكان استراتيجيان، وينبغي على البلدين تعزيز التنسيق بينهما، سيما مع تطور الأوضاع الدولية والإقليمية بوتيرة سريعة”.

فالصين، ورغم أنه يملك مصالح استراتيجية مع إيران، إلا أن حسابات الربح والخسارة تجعله يعيد تقييم أولوياته، والبحث عن خيارات أخرى للالتفاف على العقوبات الأمريكية، خاصة وأن بكين تتميز بمرونة في الدفع من خلال مقايضة السلع أو استعمال العملات المحلية في المبادلات التجارية.

فالدعم الروسي لإيران في مواجهة عقوبات ترامب، لطالما كان براغماتيا، خاصة وأن طهران ترفض أن تكون مجرد تابع لحلفائها الروس، الذين لا يملكون الكثير من الأوراق لدعم طهران اقتصاديا، على عكس الصينيين الذين يعد اقتصادهم تكامليا مع الاقتصاد الإيراني.

لكن إيران قد تتحول إلى ساحة صراع وسوق للمزايدات والمراهنات بين العمالقة الكبار، روسيا والصين، في مواجهة امريكا وحلفائها، في ظل سياسة ترامب التصادمية مع القوى المنافسة في العالم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب