كلما يمضي الزمن ويتقدم الوقت كلما تضيع الفرص وتتعقد الامور وتزداد المشاكل حتى من كانت لديه الفرصة في التغيير أو الاصلاح أو حل الأزمات بدأ الان يعاني من ضياع الحلول وفقدانها بل دخلته المشاكل في بيته فلا عاد يعالج نفسه قبل ان يعالج الاخرين فضاعت الحلول وضاعت معه نصف الامة عربية عن طريق قوى خارجية عبثت بمقدراتها حتى أصبحت شعوباً هزيلة مستأكلة فيما بينها بسبب قرارات زعمائها البائسة الخجولة فلم تك بمستوى المسؤولية والاحساس الشعبي وبمعاناة ومأساة شعوبهم متناسين كل أعرافهم وتقاليدهم فلم يستذكروا منها شيء فضاعت العروبة بصراعات دموية وتقاتل طائفي مقيت , نار أشعلتها دول أخرى لتهديم تراثها وتاريخها وحققت ما تربو اليه تلك الدول في تشتيت وتقسيم وتفريق العرب فيما بينهم فهم الآن تحت قسوة داعش وحرب العصابات والمليشيات الايرانية حينما كنا في سنوات مضت كنا نعيش صراخات ونياح وموت الطفولة في حبيبتنا فلسطين فقط وحدها لا غيرها تعيش تحت سطوة الاحتلال الاسرائيلي وجبروته المدمر وقسوته على شعبها وكنا نتألم شعبياً لكن رؤساؤنا سبات لا ينطقون أو يتدخلون بكل كلمة حتى ضاع نصف فلسطين ثم أغلبها أصبح بيد الاحتلال الاسرائيلي الى أن بدأ السعير يقترب شيئاً فشيئاً في الدول العربية حتى انتقلت الازمة والهجمة الشرسة نحو العراق بكل أصنافها فلم يك معارضاً أحد على احتلال العراق عربياً أبداً فالكل قد أمضى له وأصبح فريسة بيد الاحتلال الامريكي حتى بدأ يفكك المنطقة ويدمرها تدريجياً فأستغلت الفرصة ايران للتوغل في العراق للهيمنة عليه ، اما العرب فلم يستغلوا ذلك وجلسوا يتفرجون على العراق مثلما تفرجوا على فلسطين حتى سيطرت عليه ايران سيطرة تامة بسبب الضعف العربي والاهمال للعراق فركبت الموج واستخدمت حنكتها وبثت فيه أفكارها وعقائدها الفارسية الايرانية وطاعة ولي الفقيه دون غيره مع المد المالي والدعم الهائل حتى أصبح العراق لعبة تقوده أنى شاءت ومتى شاءت ثم انتقل الصراع الى سوريا ثم اليمن مستغلة الموقف الخجول للعرب من كل الاحداث التي تمر بدولهم التي بدأت تتلاشى وهكذا حتى أصبحت ظاهرة الضياع أكبر واوسع من سابقاتها حينما كانت دولة واحدة تشغل الجامعة العربية وزعمائها أصبحت الآن المنطقة ملتهبة ومحترقة تماماً بنارها وهي الآن آمنة من كل لهب فكلما تهمل العرب العراق كلما تزداد هيمنة ايران وقوتها في التحكم بالحدود العراقية والتي تتصل بالكويت والسعودية والاردن وسوريا وتركيا حدود ذات اهمية كبرى لإيران والذي يعد منطلق لكل الدول في تحقيق مآربها في الدول المجاورة لها فبعد ان استأكلت العراق فالقادم سيكون دول الخليج العربي وما عليهم الا ان يتداركوا الامر قبل وقوعهم بالفخ الايراني .. فهل سيستمع العرب الى نصائح الشعب العراقي وهل يستمع رؤساءها الى نصائح المرجع العراقي العربي الذي يحذرهم يوميا وينصحهم في استغلال الفرص قبل فواتها كما في بيانه الاخير والذي بعنوان (أضاعوا العراق… تغيّرتْ موازين القوى… داهَمَهم الخطر…!!!) والذي قال فيه :
(اولا – لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!!
ثانيًا ــ هنا يقال: هل يمكن تدارك ما فات؟!! وهل يمكن تصحيح المسار؟!! وهل تقدر وتتحمّل الدول الدخول في المواجهة والدفاع عن وجودها الآن وبأثمان مضاعفة عما كانت عليه فيما لو اختارت المواجهة سابقًا وقبل الاتفاق النووي؟!! فالدول الآن في وضع خطير لا تُحسَد عليه!!! فبعد الاتفاق النووي اكتسبت إيران قوةً وزخمًا وانفلاتًا تجاه تلك الدول!! وصار نظر إيران شاخصًا إليها ومركَّزًا عليها!! فهل ستختار الدول المواجهة؟!! وهل هي قادرة عليها والصمود فيها إلى الآخِر؟!….)