6 أبريل، 2024 7:51 م
Search
Close this search box.

هل ستهاجم اسرائيل ايران خلال شهرين حقا

Facebook
Twitter
LinkedIn

ارتفعت وتيرة التهديدات الاسرائيلية العلنية لايران وبدأت اخبار كثيرة تصدر من الداخل الاسرائيلي تتحدث عن عزم اسرائيل بتوجية ضربة جوية للمنشآت النووية الايرانية خلال المدة التي لا تتجاوز موعد الانتخابات الامريكية في تشرين الثاني القادم ، والغريب في اسرائيل وبالخصوص فيما يتعلق بضرب ايران انها تتعامل مع الامر بغاية الاريحية وبالشكل العلني على خلاف عادة اسرائيل القديمة وفي كل حروبها الكبيرة والصغيرة مع العرب بانها كانت مفاجئة وبدون سابق انذار بل عمليات التعتيم على الاستعدادات الحربية الاسرائيلة في غاية السرية التامة ولذلك عاملها الرئيس محمد انور السادات بالمثل في حرب 73 وسقاها من نفس كأس المفاجئة فأرداها صريعة وعلى خلاف كل ذلك فهي تتعامل مع ايران بالاتجاه المخالف وتعمل بصورة علنية رغم انها تعلم بان ضربها لايران سيكون وقعة معادلا بل واكبر من كل حروبها مع العرب منذ 1948 فأسرائيل التي لم تستطع ان تهزم حزب الله وعندما تريد مهاجمته تهاجمة بنفس طبعها في السرية والمفاجئة كيف ستهزم ايران وهي تعلن حتى عن موعد ضربتها لها ؟؟؟
الامر يبدوا وكأنه اشبه بالمزحة السخيفة التي لا تضحك ، فالتتفضل اسرائيل وتضرب ايران ؟؟؟ مالذي تنتظرة ؟؟؟ هل تبحث عن وقت افضل من هذا ؟؟؟ لا اعتقد انها ستحصل عليه ، اذن لماذا تنتظر وتهدد وتملئ العالم تهديدا الظاهر انها جعجعة بدون طحين ؟؟؟ لانها بصراحة غير قادرة على ضرب ايران ولو استطاعت لفعلت منذ وقت طويل وليس اليوم او في الغد .
اسباب العجز الاسرائيلي
طريقة التعاطي الاسرائيلي مع الضربة لايران طريقة من عنوانها فارغة المحتوى والمضمون للاسباب التالية :
أولا :علنيتها دليل ضعفها وعجزها عن القيام بالضربة ولو كانت لديها النية والمقدرة الحقيقة لاتمت الامر بارفع درجات السرية لما لعنصر المباغتة والمفاجئة من نتائج حاسمة في اي ضربة جوية وبالخصوص البعيدة منها.
ثانيا :اعتراف مراكز القرار لديها ان الضربة حتى لو تحققت فهي ليس للتدمير النهائي بل للتأخير فقط بمعنى تأخير ايران في انتاج السلاح النووي اشهر او سنوات كما تدعي ، وهذا معناه اوليا ان عليها ان تضرب وتضرب وتضرب كل عدة سنوات ايران للتأخير فقط وكذلك معناه نهائيا اعتراف اسرائيلي ان وقت الضربة قد اصبح منتهي الصلاحية وان ايران تجاوزت مرحلة خطر الضربة الاسرائيلية تحققت او لم تتحقق .
ثالثا : صعوبة تحقيق المراد من الضربة الجوية عملياتيا من حيث عدد المفاعلات الايرانية ومناطق انتشارها ومقدار تحصيناتها وطبيعة دفاعاتها الجوية واتساع الجغرافية الايرانية وبعدها عن اسرائيل ومن اين ستعبر الطائرات لدخول الاراضي الايرانية وأين ستتزود بالوقد جويا عند الذهاب والعودة ونوعية الطائرات المستخدمة في الهجوم وخبرة الطياريين في العمل داخل اراضي بعيده جدا وطبيعة القنابل المستخدمة وقوتها التفجيرية وخرقها للتحصينات الطبيعية والمصطنعة وغيرها من الاسباب الاخرى.
رابعا: ما هي النتائج او الاحتمالات فيما اذا فشلت الضربة الجوية وهزمت اسرائيل او استطاعت ايران اسقاط عدد من الطائرات المقاتلة واسر طياريها ثم دك اسرائيل بوابل من الصواريخ البعيدة المدمرة ؟؟
 خامسا: طبيعة الرد الايراني ومقدار قوته ومداياته وعنفه تجاه الداخل الاسرائيلي بالخصوص ؟؟؟
 سادسا: الموقف الاممي والعالمي والاقليمي تجاه الضربة وما يعقبها من تداعيات اذا اقدمت عليها اسرائيل بصورة منفردة .
سابعا: نتائج الضربة ( بالسلب او الايجاب ) وما يلحقها من تداعيات في الداخل الاسرائيلي (اعني المجتمع الاسرائيلي بكل مكوناته المختلفة ) .
هذه الاسباب الظاهرة  والتي يمكن ان تقنع مهتم باستحالة توجية ضربة جوية مباشرة لايران فخبرة اسرائيل سابقا هي بتوجية ضربات جوية قريبه لجيرانها العرب ولعل ابعدها هو مفاعل تموز العراقي الذي كان ضربه بالنسبة لهم كنزهة لم تحرك في صدام قطرة من حياء او خجل.
اسرائيل بين الضرب والتمويه:
بكل تأكييد هناك استعدادات عسكرية اسرائيلية جادة على الارض وواضح جدا ان اسرائيل تريد التعتيم على هدفها الاساسي من خلال شغل الراي العام الداخلي الخارجي بتوجية ضربة لايران عن هدفها الاساسي او ضربتها الاساسية المقبلة والتي بالفعل ستكون قبل تشرين الثاني او قبل اعلان نتائج الانتخابات الامريكية مثلما فعلت ذلك بحرب غزة التي جعلت توقيها بايام قبل حفل تنصيب باراك اوباما الماضي واوقفت الحرب قبل ساعات من حفل التنصيب الرسمي وجعلت باراك اوباما محرجا حتى قبل ان يضع قدمه في البيت الابيض ويبدأ بتطبيق سياسته الجديدة تجاه الشرق الاوسط خصوصا ، وهنا فان افضل الاوقات لاسرائيل لتقوم بضربة ما هو خلال هذه الفترة وخلال هذا التوقيت لعدة اسباب منها :
1 ـ انشغال الادارة الامريكية الحالية بالانتخابات الرئاسية الداخلية ووضع حملة اوباما وشخصة امام ضغوط كبيرة وزجه بالاجبار والارغام في تأييد مغامراتها او استعمال الامر كجزء من الحملة الدعائية لصالح منافس اوباما الجمهوري لافهام الاثنين اوباما ورومني بانها لاعب اساسي في الساحة الداخلية الامريكية ويجب عليهم فهم ذلك والتعامل معه بدقة.
2 ـ الضغط على الادارة الامريكية لمساعدتها في الهجوم الجوي او الاشتراك معها او الضغط علىيها وهي في اوج المنافسة الانتخابية في اتخاذ قرارات اكثر تطرفا تجاه ايران وسوريا خلال الشهرين القادين.
3 ـ استغلالها دائما لاوقات ما قبل الانتخابات الامريكية لانها تصبح قبلة للمتنافسين او المرشحين بتقديم التنازلات لها ومغازلتها وتدليلها والتسابق بزيارتها على حساب المصلحة الامريكية وهذا يعطيها دعما معونيا وماديا بمغامراتها العسكرية ويطمئن جبهتها الداخلية اكثر .
4 ـ استغلالها للأوضاع المربكة العربية من حولها ابتداء من مصر ولبنان وسوريا والاردن وفلسطين لتحقيق مكاسب عسكرية بنحو ما قبل استقرار الامور وصعوبة تحقيق اهداف عسكرية لاحقا .
اذن اسرائيل تفكر بضربة ما واذا ماكانت تموه على الضربة اعلاميا بايران ولا تريد مهاجمة مصر او الاردن لانتفاء الاسباب السياسية والعسكرية لذلك ولا تريد ان تهاجم السلطة الفلسطينة اذن من بقي :
أ ـ حزب الله في لبنان او حماس في غزة .
ب ـ سوريا ومعسكراتها ومخابئها التي يحتمل تواجد الاسلحة الكيمياوية او الجرثومية او الصاروخية المحتملة وتدميرها.
هذه حسب اعتقادي هي الاهداف القادمة للحملة الاسرائيلة او المغامرة الاسرائيلية العدوانية القادمة على العرب او احد هذه الاهداف وبالطبع فان ابرزها هو عملية عسكرية جوية وميدانية ضد اهداف مختارة في الداخل اللبناني ضد حزب الله وثانيها من حيث الاهمية هو الاسلحة السورية والتي تشكل قلقا كبيرا للغرب فيما لو تضعضع الوضع السوري اكثر وضعفت السيطرة الحكومية اكثر خلال الفترة القادمة او حتى فيما اذا كانت هناك بوادر حل سياسي تفاوضي للازمة السورية فاسرائيل لاتجد وقتا افضل من هذا بتوجية ضربة جوية قوية وخاطفة لسوريا ومراكز القوة العسكرية فيها قبل حل الازمة بالتفاوض والحوار السياسي ، والدليل على ذلك هو بوادر واحداث سياسية حصلت في لبنان خلال الايام الماضية كان الهدف الواضح منها هو جر حزب الله الى معركة داخلية تكون مقدمة ذرائعية للهجوم عليه داخليا وخارجيا من جهة ، ومن اخرى فاسرائيل تريد ان تجبر ضعفها امام عدم المقدرة على ضرب ايران مباشرة ومفاعلاتها النووية بتوجية ضربة غير مباشرة لايران وهي ضرب سوريا او حزب الله او حماس او الثلاثة بالكامل في ظرف يبدوا في غاية المثالية لها ، اقول وفي مثل هذه الحالة قد لايبدوا اقدام اسرائيل على ضرب العرب غريبا ولكن الغريب هو  ان الكثير من العرب يعلم بنوايا اسرائيل واهدافها القادمة او اللاحقة ولكن لا يستطيع او لايريد ان ينكر عليها ذلك او حتى يمنعها من ذلك ، إنها قمة العجز العربي امام اسرائيل تأريخيا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب