23 ديسمبر، 2024 12:50 ص

هل ستنطلق الفتنة الطائفية من محافظة ديالى  من جديد؟

هل ستنطلق الفتنة الطائفية من محافظة ديالى  من جديد؟

هذا السؤال مهم وفي غاية الاهمية لما تمثله محافظة ديالى التي تعتبر بمثابة عراق مصغر تظم في طياتها جميع مكونات الشعب العراقي من عرب وكرد وتركمان وصائبة ومسيح ، وعليه يجب ان تكون هذه المحافظة مصدر للتعايش السلمي والمحبة على اسس وطنية وليس على اسس قومية او مذهبية ، كلنا يعرف ان محافظة ديالى كانت بؤرة للإرهاب عام 2006 وكانت احد اسباب انتشار الطائفية في هذا العام بسبب تمركز تنظيم القاعدة الارهابي في هذه المحافظة ودليل قولي هو زعيم تنظيم القاعدة الارهابي ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل في محافظة ديالى عام 2006 ، نعم كان مقره في محافظة ديالى ، اضافة الى سيطرة العصابات الارهابية على كافة مفاصل المحافظة ، والتحكم بكافة الامور الادارية والأمنية .
 
ولكن بعد انتهاء الحرب الطائفية في هذه المحافظة استقر الوضع الامني وبداءت القوات الامنية العراقية بفرض القانون من خلال عملية بشائر الخير من اجل القضاء على التنظيمات المسلحة والعصابات الارهابية التي عاثت بالمحافظة قتل وتدمير وإرهاب المواطنين العزل بكافة انواع الارهاب ، فكانت القوات الامنية في تلك الفترة عند حسن الظن رغم تواجد القوات الامريكية التي كانت احد مصادر تمويل العمليات الارهابية خلال تلك السنوات التي استطاع تنظيم القاعدة الارهابي السيطرة على المحافظة والشواهد كثيرة والقصص تطول عن تمويل القوات المحتلة الامريكية لتلك العصابات الارهابية ، ولكن اصرار القوات الامنية والمواطن في هذه المحافظة جعل الامور تسير نحو الاحسن مع انحسار واضح لتنظيم القاعدة بعد تحرير معظم مناطق ديالى من رجس هذا التنظيم الارهابي الخطير على السلم الاهلي .
فكانت الامور كلها تسير نحو الافضل والأحسن وأصبحت المحافظة مصدر للتعايش السلمي في العراق من خلال عودة اغلب العوائل المهجرة الى مناطق سكناها الاصلية ، اضافة الى وعي المواطن من مخاطر التنظيمات الارهابية والإبلاغ عنها مباشرة حتى اصبحت الامور تسير نحو الاحسن .
ولكن كل شي تغير قبل انتخابات مجلس المحافظة الاخير بفترة قصيرة ، فكان التحضير لهذه الانتخابات هو المفاجئة الكبرى التي كان يخطط لها المرشحون من خلال اعادة النفس الطائفي من جديد الى المحافظة  ، وبما ان عوامل نجاح المشروع الطائفي ما زال متوفر ، فكان المرشحون بحاجة الى اعادة عملية زرع عدم الثقة بالمكون الثاني في قيادة المحافظة فكانت النتائج كارثية قبل الانتخابات وبعد الانتخابات ، عودة التنظيمات المسلحة من جديد ، عودة التفجيرات والعمليات الانتحارية ضد القوات الامنية وضد ابناء المحافظة العزل ، ولكن اكثر العمليات اثارة هي التي حدثت في قضاء المقدادية بعد الانتخابات وإعلان التحالفات السياسية التي شكلت مجلس المحافظة ومن ثم اختيار رئيس مجلس محافظة ومحافظ ، فكانت نتائج هذا الاختيار هو عمليات تهجير منظمة تقودها جهات داخلية بتمويل داخلي وخارج من قبل بعض الاحزاب السياسية التي لا تريد عودة الاستقرار والهدوء الى هذه المحافظة العزيزة ، اضافة الى عمليات القتل اليومية المستمرة من سيارات مفخخة الى عبوات ناسفة الى استهداف المساجد والحسينيات وقتل ائمة الجوامع واستهداف المواكب الحسينية ، اضافة الى دخول بعض القوات الكردية الاسايش الى بعض المناطق بحجة حماية الاكراد كانت لها الاثر الاكبر لدى السكان العرب في هذه المناطق ، بسبب المضايقات التي تحدث لهم من قبل القوات الكردية كل يوم .
اضافة الى موضوع تغيير الحكومة المحلية في كل يوم ،اضافة الى قرب الانتخابات البرلمانية التي يشتد الصراع فيها ما بين جميع القوى السياسية من اجل الحصول على المكاسب الشخصية والحزبية فقط دون الاهتمام بالجانب الاخر وهو جانب المواطن العزيز الذي سيصبح وقود لحرب ما بين اطراف لا تخسر اي شي سوى الكلام فقط !!
كل هذه الاحداث اليومية تنذر بخطر محدق يحيط بهذه المحافظة العزيزة التي لا يريد اهلها الاعزاء عودة العنف الطائفي وعمليات القتل والتهجير القسري الى مناطق سكناهم ، حتى لا تكون المحافظة من جديد احد اسباب انتشار الطائفية والقتل على الهوية من جديد ، بل نريد مساندة القوات الامنية ، والأحزاب السياسية في المحافظة من اجل عبور هذه المرحلة الحساسة والخطرة في تاريخ المحافظة .