23 ديسمبر، 2024 7:32 م

هل ستنتهي معاناة النازحين قريبا ؟

هل ستنتهي معاناة النازحين قريبا ؟

أعتقد بأن الجواب على هذا السؤال هو – لا –  ذلك أن هذا الامر يرتبط بعدة عوامل يتوجب أولا تحققها على الارض هو ما سيقود إلى أنتهاء هذه المعاناة المريرة ، وأي من هذه العوامل أو الشروط لم يتحقق لحد الان على الرغم من بعد الحوادث التي قد تدعم ذلك ، فأغلب المؤشرات تدل على أن الحرب التي تخوضها القوات الامنية العراقية ومتطوعي الحشد الشعبي ضد مجاميع الاجرامية لما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام لاتزال بحاجة لبعض الوقت قبل حسمها بشكل نهائي ، كما أن الجهات الحكومية المعنية بهم تتجاهل معناتهم بشكل يثير التساؤلات وكأن الامر لايعنيها من قريب أو بعيد فنسمع دوما شتى الذرائع وفي ظل أستمرار نفس تلك الوجوه الفاسدة التي ألتصقت على تلك الكراسي حتى وكأنها قد صارت جزءا منها ، ومع أزدياد معاناة النازحين من نينوى وغيرها من المحافظات مع حلول فصل الشتاء فأن أدراكهم بأن أحدا من الساسة لايكترث لامرهم ، وفيما يتابع أبو خليل – وهو نازح من تلعفر – نشرة الاخبار بأهتمام بالغ فيما يهمهم مع نفسه املا بأن تنتهي المعارك التي تدور في تلك المناطق حتى يتمكن من العودة إلى منطقته الاصلية ، ومع تجاهل الحكومة لهم فأن كل ما تبقى للنازحين هو الاعتماد على غيرة أخوانهم من سكنة المناطق التي نزحوا إليها وما يقدموه لهم ، ولعل من الواجب هنا ورغم كل ما نمر به من مأسي ان نحمد الله على اننا نعيش في بلد الغيرة والشهامة حيث هب سكان الاحياء والمناطق وقدموا لاخوتهم كل ما يمكنهم تقديمه لاخوتهم النازحين – المنكوبين – ، ولكن وعلى الرغم من كل ما تم تقديمه ورغم الجهود الحثيثة والمتواصلة لبعض الخيرين لتقديم يد العون والمساعدة لهولاء المساكين الذين أنقلبوا بين ليلة وضحاها وبسبب فشل المسؤولين والفساد والخيانات مشردين هاربين من ديارهم فلنا هنا ان نسأل : لم لايحرك المسؤولين الحكوميين أو اعضاء مجلس النواب ساكنا تجاه هذه الفئة المظلومة في المجتمع ؛ و للاجابة على هذا السؤال سأسرد هنا حادثة مررت بها قبل مدة من الزمن ، كنت في طريقي لأحدى المؤسسات الحكومية من اجل القيام بلقاء صحفي فألتقيت بأحد أولئك النازحين وسألني أن أدله على أحدى الدوائر الحكومية – وهي مصيبة أخرى لحقت بالمهجرين لعدم معرفة أغلبهم بغداد هذه المدينة الكبيرة وأحيائها التي تقع في بعضها دوائر يتوجب عليهم بحكم الاجراءات الطويلة والمعقدة مراجعتها – ففعلت ذلك وودت لو أني شاطرته المبلغ الصغير الذي كنت أحمله في جيبي لكني أدركت بان ذلك الرجل لايمكن أن يقبل مني أكثر من إيصاله لذلك المكان ودفع الاجره بالنيابة عنه وهو أمر أعتيادي بين المعارف من أبناء الشعب العراقي ، ولكني شعرت بالحزن العميق والاسى وسألت نفسي حينها : لم لايحرك السياسيين واعضاء مجلس النواب ساكنا تجاه مأسي شعبهم ، أليسوا هم من أنتخبوهم ولهم عليهم حقوق وواجبات ؟ أفلا يدعي الكثير منهم التدين – ومن كلا الطائفتين – ويشاركون بلهفة وحماس في أغلب الطقوس والفرائض الدينية وتجدن الكثير منهم في طليعة الحجيج أو في الصفوف الاولى في المساجد والحسينيات ؟ ، فهل منعتهم البدلة الانيقة وربطة العنق المستوردة عن التفكير في أبناء شعبهم أم أنه غرور الدنيا وزيف الكرسي الزائل هو ما أعمى بصيرتهم وقلوبهم فأنساهم ذكر المظلومين من أبناء شعبهم ؟ .