7 أبريل، 2024 10:33 ص
Search
Close this search box.

هل ستنتهي التظاهرات بحل أزمة الكهرباء!؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

سؤال في غاية الأهميه طرحه عليَ أكثر من صديق ، رغم أن السؤال يحمل في طياته أسئلة كثيرة لأن معظم أبناء شعبنا العراقي الكريم يعلمون علم اليقين أن تردي خدمات الكهرباء هي مشكلة أزلية وليست آنية أو وليدة الساعة …
المشكلة إذن أكبر من الكهرباء أو أي مَطلبٍ خدمي آخر ، لأسباب سأوضحها في معرض حديثي وإجابتي على تساؤلات كثيرة يطرحها الشارع العراقي الذي طالما تظاهر بناءاً على دعوات من بعض رؤوساء الكتل السياسية التي هي جزء من العملية السياسية الفاشلة في العراق… وأقولها صراحة أن التظاهرات لم ولن تؤتي أُكلها إن لم تكن نابعة من رحم الجماهير وخالصة لوجه الشعب وليس لأجل منافع حزبية وطائفية وفئوية…
العراق ومنذ 2003 غارق في مستنقع من الفساد حيث لم تُسهم الحكومات أو البرلمانات المتعاقبة وحتى الساسة في الكشف عن نتائج التحقيقات في ملفات الفساد الحومي ، وقبلها ملفات التحقيق في الجرائم الكبرى كجريمة ضياع ثلث العراق وجريمة سبايكر والجرائم المتعاقبة …
الحكومات إذن لن تنصت الى صوت الشعب إن لم يقم الشعب بإيصال صوته عبر الوسائل الديمقراطية المُتاحة كالتظاهر السلمي الغير مسيس والإعتصامات وإن تطلب الأمر الإنتفاضة ضد الحكومة حتى وإن أسهم جهل الكثير من أبناء هذا الشعب في إيصال نفس الساسة تقريبا الى سدة الحكم وعدم أخذهم العبرة بسسب عشعشة المفهوم الطائفي في نفوس الكثير كما ولعب المال السياسي دوراً قذراً في إستمالة الناخبين وإعادة تدوير نفس القمامة السياسية …
فالتظاهرات حتما لن تنتهي بحل مشكلة الكهرباء لأن خدمة الكهرباء حق مشروع لكل عراقي بغض النظر عن إنتماءه العراقي والديني والمذهبي والطائفي ، لأن الشعب العراقي ومنذ أن تحكم هؤلاء الساسة برقابهم على مدى 15 عاماً لم يروا مشروعاً إستراتيجيا واحداً أسست له تلك الحكومات المتعاقبة ، كما أن تلك الحكومات لم تُؤسس لمفهوم دولة حرة كريمة فكيف بهم أن يقدموا الخدمات لأبناء شعبهم!..
المشكلة الأكثر أهمية من خدمة الكهرباء هي البطالة المستشرية بين فيالق من أصحاب الشهادات والشباب العاطلين عن العمل الذين لم يجدوا من يوفر لهم لقمة عيش كريمة حتى لا ينجرفوا الى مهالك أخرى كالمخدرات ، ناهيك عن الأرامل واليتامى والمشردين والمتسولين الذين لم تسعفهم الحكومات … فما أهدرته الحكومات المتعاقبة على مدى 15 عاما يكفي لأن نبني به عراقاً آخر مزدهراً ، فيه من الخدمات ما لا نجده في أكثر دول العالم ديمقراطية وتطوراً ورفاهاً…
إذن المشكلة في قصر النظر لدى ساسة العراق الذين فضلوا مصالح أحزابهم ومصالحهم الشخصية على مصلحة الشعب ونسوا أو تناسوا أن من جاء بهم للحكم هم الأمريكان ومن ثم تم إعاد تدويرهم الشعب … فلم أجد من بين من حكم العراق رجل دولة أو سياسي شريف ووطني ، فجُلهم كان يعيش على فتات الدولة التي جاء منها وأصبح ولائتهم خالصة لتلك الدول …
حتى لايفوت الآوان على ساسة العراق لأن ردة فعل الشعب لا تقف عند التظاهرات فقد بلغ بهم السيل الزبى، على أصحاب القرار في العراق من حكومة وساسة أن يكونوا عند مستوى المسؤولية وأن يراجعوا حساباتكم الخاطئة التي دمرت البلاد والعباد وأن يشرعوا بخطة تنموية شاملة من أجل أن يحفظوا ماء وجوهم وإلا فحرارة تظاهرات تموز سوف لن تبقي ولن تذر…
لقد أنهكت الحكومات العراق بالديون والقروض رغم أن أسعار النفط تتزايد ومع هذا لم نجد مشاريع قد أُعلن عنها لتستوعب ملايين العاطلين عن العمل .. “الويل والثبور لكم يا ساسة العراق ” ، سيقولها الشعب مدوية إن لم تنتبهوا هذه المرة ، فوالله إن الشعب قال كلمته، وها هي البصرة تنتفض وبعدها ستنتفض كل مدن الجنوب وبغداد والوسط والمناطق الغربية وشمالنا الحبيب ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب