23 ديسمبر، 2024 2:33 م

هل ستموت الحكومة بطريقة أكثر تفرداً؟

هل ستموت الحكومة بطريقة أكثر تفرداً؟

بعض الأخوة الساسة يطلبون الثأر، دونما جريمة وقعت، أو حقوق سلبت، عالم غريب بما فيه، ومشاهد حية تخاض بالصور، وكأن البرلمان في جلسة عشائرية، ومواقف لتقليل الدية، أو التستر، أو إعلان حالة الطوارئ، أنظروا أين وصل بكم الحال؟ أنتم مبدعون، في صناعة الخصوم والأصدقاء، كيفما إقتضت الضرورة.
إنه لشيء مضحك، ومستهجن في الوقت نفسه، أن يظهر نائب في البرلمان، ويتحدث عن فساد جميع الطبقة السياسية، بل ويقوم بالتستر على بعضهم، مقابل ملايين الدولارات، لغلق ملفات الفساد، وهذا أمر طبيعي، في دولة كبيرها فاسد، وصغيره الساكت.
إذا أردنا معرفة، ما المقصود بكبيرهم؟ لابد من التوضيح، إن عراب المافيات وقِبلتها دون شك،هو مَنْ حكم البلاد لمدة ثمان سنوات عجاف، وأسس مدرسة لصناعة خبراء، في السرقة والفساد، والملك في عملية الإحتيال على الشعب، وإستطاع حماية أزلامه الفاشلين، من كل المسائلات القانونية، بعد أن زرع أحد تلاميذه، على رأس الهرم في السلطة القضائية.
عراق اليوم يمر بمرحلة حرجة، ومؤلمة جداً، خاصة حين تمكنت مافيات الفساد من السيطرة، على أغلب مفاصل الدولة العميقة في البلد، فجعلت منه في المراكز الأخيرة، بكل تصنيفات العالم، إلا بالموت والفساد، أصبح من الدول الأولى دون منازع، وهذا نتاج سياسة رعناء، لمَنْ تسنم القيادة، وبنائه لأسس قوية لهؤلاء السفاحين، والقتلة، والسراق، وإعطائهم المساحة الكافية، لنشر أذرعهم وأمراضهم، في جسد العراق الجريح.
عجزت الأصوات الشريفة، وبحت حين نادت المرجعية الشريفة، والإعلام، والأساتذة، والمختصون، وأصحاب الغيرة على البلد، ولكن لا حياة لمن تنادي، والغريب في الأمر، إنتفض الشعب على السراق، بمظاهرات كبيرة، أشعرتهم بالخطر، وهم على علمٍ، بأن صوت الشعب أكبر من الطغاة، وأيضاً إستطاعوا بكل وقاحة، من تسيس المظاهرات، بدس مجموعة وشراء الأخرى، وإعتقال المتبقي، فأفرغوها من محتواها الحقيقي.
لم تكتفِ هذه المافيات، من الإنتشار في كل مفاصل الدولة وحسب، بل إستطاعت أن تعلن دون خوف أو تردد، وعلى الفضائيات أنها أكبر من القانون، حين برز أحد تلامذتها، وهو مشعان الجبوري، ليتكلم وبثقة كبيرة، منحها له السيد الاستاذ، كبير الفاسدين، القائد الأوحد، ورئيس وزرائنا السابق، وجعل منه مقاتلاً ومناضلاً، ضد النظام السابق، وهو مَنْ كان يترحم، ويبكي على أيام صدام علناً وجهارا، وداعماً للقاعدة وداعش، على فضائيته المشبوهة (الزوراء).
ختاماً: لم ولن تقوم لنا قائمة، إلا إذا توحدت الأصوات، المنادية بمحاسبة السراق، وخاصة عرابهم الكبير، الذي ما زال يسّير الأمور وبقوة، رغم أنه غير متصدٍ للواجهة السياسية، بسبب ضعف السيد العبادي، وتردده، وخوفه، من توجيه الإتهام، الى مسؤوله الحزبي! لذا ستموت هذه الحكومة موتاً متفرداً، دون أن تجد مَنْ يساندها،فالشعب بدأ لا يثق بحكومة، تعد كثيراً ولا تنفذ!