7 أبريل، 2024 4:41 م
Search
Close this search box.

هل ستمحو اسرائيل حماس ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تصريح وزير الدفاع الاسرائيلي يواف گالانت وايضا قبله تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي ، وما سيترتب على جملة ( محو حماس من على وجه الأرض ) يفضي الى ان اسرائيل قد عقدت الغزم فعلا على محو حماس من الخارطة السياسية داخل جغرافية غزة وربما خارجها ايضا ، وكي يتحقق ذلك لابد وان تقدم اسرائيل على خيارات صعبة ربما واحدة منها اخلاء شعب القطاع بالكامل ليتسنى لهم تصفية قادة واعضاء حماس من اعلى هرم حتى القاعدة ، وبمعنى اخر ان قادة حماس في الخارج من الان فصاعدا سيعاملون كأموات ينتظر الواحد منهم حتف الآخر وكما جاء هذا عن لسان عدد من قادة اسرائيل ويبدو انه قد وضع كأولوية وان تفاوتت المدد الزمنية لتنفيذه هذا الخيار فاللعبة بيد اسرائيل فحسب . هل بالامكان محو حماس ؟ ، نقول نعم بالامكان ذلك لكن كيف وبأي السيناريوهات ؟ ، واحدة من اقرب السيناريوهات للواقع هو قيام تسرائيل بتشديد الحصار الذي اطبقته الان غزة لتمنع وصول امدادات الغذاء والدواء وامدادات الطاقة غير هذا عدم وصول امدادات المواد الطبية للمستشفيات ، ومع ازدياد الضربات الحالية وباستخدام قنابل عنقودية وقنابل ذكية وصواريخ موجهة فضائية او برية ومدفعية وما الى اخره ولمدة تتراوح ما بين ال 6 الى 8 اسابيع كحد اقصى لتبدأ بعدها في اجتياح القطاع براً والعمل على تدمير كافة البنى التحتية وتدمير الاحياء والشوارع واغلب الدوائر والمؤسسات سواء كانت مدنية او عسكرية على ان تكون مدة الاجتياح لوقت ما تحدده القيادتين العسكرية والسياسية الاسرائيلية ويكون من نتائج عملياتها الحربية اقتطاع مساحة من الارض تكون فيما بعد كمنطقة عازلة تبدأ من عمق القطاع لغاية غلاف التماس بين حماس ومناطق المستوطنات . ربما الخيار هذا بإمكان اسرائيل تحقيقه لكنها لن تستطيع محو حماس بالكامل دون ان تقضي اسرائيل على كافة قيادات حماس واعضاء المنظمة مع قتل المزيد من المجاهدين المنضوين تحت رايتها ثم وان فعلت ذلك ، فغزة ستلد قادة جدد وبفترة لا تتعدى السنة خصوصاً وهناك من سيقدم الرأي والمشورة من قبل ايران وحزب الله وهناك الافراد المؤهلين للقيادة من شباب غزة وهذا بطبيعة الحال ليس جميع ما ترغب تحقيقه اسرائيل من هكذا حرب مدمرة اذ من الصعوبة استسلامها لهكذا نتيجة بعد ان خسرت مئات الارواح وخسارة اكبر في الاقتصاد وقبل خسارة ثقة شعبها بحكومتها ، هذا غير فقدانها لمكانتها كدولة قوية ذات مؤسسات امنية واستخباراتية تعتبر الاقوى في العالم ،عليه فهي ستنفذ مخططها الآخر لتحقيق هدف غير معلن ربما سيفاجيء العالم باسره ذلك بتمكين منظمة فتح بقيادة محمود عباس لبسط سيطرتها على كامل القطاع وادارته ، وهذا لا يتحقق الا من خلال التنسيق مع منظمة فتح ودول مثل امريكا وبريطانيا وباخبار كلا من السعودية وقطر وتركيا والامارات ومصر والاردن . اما لماذا وقع خيار اسرائيل على فتح لتحل محل حماس مع انها تستطيع البقاء في القطاع وضمه الى اراضي الدولة ، فمرد ذلك انها لاتريد ان تخسر تأييد المجتمع الدولي ، هذا من جانب ومن جانب اخر هي ربما ستتعرض لمقاومة شرسة واغارات نوعية من قبل عناصر حماس وان تسمّت بمسمى اخر تكبدها الخسائر الفادحة وهذا ما لاترغب به اسرائيل ، وايضا لدى اسرائيل علاقات جيدة مع قادة فتح مبنية على مستويات لابأس بها من الثقة المتبادلة ، ثم ان القيادة الفلسطينية الممثلة بمحمود عباس هي الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين في المحافل الدولية ، بمعنى سيطرة منظمة فتح على القطاع قيام حكومة واحدة تفرض سيطرتها على كامل التراب الفلسطيني ما سيفضي في النهاية لقيام دولة فلسطين وبمباركة اغلب دول العالم في حينها . اننا وحال تسليمنا بوجود هكذا سيناريو يصبح لدى الكثير منّا القناعة من ان ترك المجال مفتوحا لعشرات من عناصر حماس ليجتاحوا المستوطنات وبهكذا اخراج هوليودي ودون انذار مبكر او وصول مروحيات او حتى القيام بتحذير الضباط الاسرائيليين او الاهالي انما جاء لاحداث فاجعة وصدمة العالم اجمع واظهار حماس كأنها الوحش الذي لايرعوي من ان يفتك بالاطفال فكيف وان ظفر بمجند او مواطن اسرائيلي اعزل ، او بمعنى اخر ان اسرائيل نجحت في التأثير على قناعات المجتمع الدولي وتأجيج مشاعر الغضب اتجاه عناصر حماس بشكل خاص والشعب الفلسطيني على وجه العموم ، وهنا فاسرائيل اقامت الحجة بعد مثول السبب والمسبب ومن ثم العذر للقيام بمحو حماس من الوجود واحلال منظمة فتح محلها . بقي هناك سيناريو اخر وهو ماثل بحضوره القوي ويكمن في الابقاء على حماس وبقاء القطاع وان طال الدمار فيه ما سيزيد عن ال 70% ، نعم وستنتهي العمليات العسكرية الاسرائيلية وبواسطة مصرية وتركية وربما حتى سعودية بنهاية المطاف ليتوجه بعدها الطرفان الى فتح ملف تبادل الاسرى ، وهذا كله لن يتحقق وحال دخول حزب الله او الفصائل الموالية لايران في سورية الحرب مع اسرائيل هنا وبخضم ظاهرة توسيع الجبهات ، فان منطقة الشرق الاوسط ستتغير فيها قواعد اللعبة ولن يكون بالامكان التنبوء بما ستؤول اليه المنطقة من عواقب وخيمة ، لكن ان التزمت ايران واذرعها الحذر وهذا مرجح فحماس باقية والقطاع ، والقضية الفلسطينية دون حل وهي لن تحل مالم تحل الدولتين وحتى تحقيق ذاك سنظل نحصي اعداد القتلى من الجانبين ونحن نقف على شواهد من الدمار الذي احال مدن وبلدات غزة الى اطلال ، وبتنفيذ مجازر وحشية ثم ونقف طويلا امام طوفان الدم الذي اغرق مستوطنات الغلاف لنرى مشاهد المستوطنين ودورهم المنهوبة وذكريات عوائلهم التي تبكيها العيون بدموع ذويهم من دم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب