23 ديسمبر، 2024 5:39 ص

هل ستكون لوزارة (الثقافة والسياحة والاثار) حصة في حكومة التكنوقراط ؟

هل ستكون لوزارة (الثقافة والسياحة والاثار) حصة في حكومة التكنوقراط ؟

 

واضح ان الترشيق الوزاري الذي كان قد اطلقه رئيس الحكومة العراقية الدكتور حيدر العبادي في الفترة السابقة قد تسبب بترهل اسماء بعض الوزارات . إسم وزارة (الثقافة والسياحة والاثار) بحد ذاته يحتاج الى وقفه ومعالجة, فلا يمكن ان تدمج ثلاث حقائب وزارية مهمة في وزارة واحدة بحجة التقشف.. حيث ان تراجع المستوى الثقافي وغياب المناهج التربوية والتوعوية والرقابي عن المواد والنشاطات والاعمال الثقافية بمختلف مفاصلها قد أسهم بشكل مباشر في خلخلة مجتمعنا وإفقاده هويته وخصوصيته واعرافه وسلوكه بل انه شوه حتى ذائقته. كان يفترض بالحكومة ان تنتبه الى هذه المشكلة المستفحلة وتعالجها من خلال تكليف شخصية أكاديمية مختصة بالثقافة وعلم الاجتماع لحمل حقيبة الثقافة , لا ان تخضعها لنظام المحاصصة وتعهدها لشخص غير مؤهل مثل السيد فرياد رواندزي (بكلوريوس كيمياء) والذي لم يوفق بتاتا في مهامه كوزير للثقافة والسياحة والاثار. ربما الربط بين السياحة والاثار وجمعهما في وزارة واحدة يكون اكثر مقبولية رغم أن القيمة التأريخية و المكانة الحضارية وعدد وحجم المواقع الاثارية والمتاحف في العراق تتطلب ان يخصص لقطاع الآثار حقيبة وزارية مستقلة خصوصا بعد الأضرار والخسائر الجسيمة التي طالت أثارنا بسبب عمليات التخريب والتهريب والتدمير الممنهجة منذ عام 2003 ولحد الان.

ألآن ونحن في صدد تشكيل حكومة وطنية تكنوقراطية جديدة نأمل على الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات ان تعالج اخفاقات الماضي وأن تولي إهتماما خاصا للوزارات الثقافية وتفصل بين وزارتي الثقافة والآثار وتعهدهما لوزيرين مختصين لديهما مؤهلات اكاديمية وخبرات عملية وسيرة ذاتية رصينة ونزيهة ومحترمة. أقترح كوني مهتم بمجال الآثار أن يتم تكليف أحد أبرز العلماء العراقيين المختصين في علوم ألاركولوجيا والأنثروبولوجيا إن لم يكن أرزهم على الاطلاق وهو الدكتور عبد الأمير الحمداني

هذا العالم القدير إبن ذي قار السومرية قد تتلمذ علي يد اعظم علماء اللآثار المعاصرين وفي ارقى الجامعات العالمية والخبرات العملية المتراكمة والتي حصل عليها من خلال دورات المعايشة والمصاحبة الميدانية للخبراء الاجانب الذين ابتعثوا للعراق على مدى عقد ونصف من المان حيث اكتسب منهم الخبرات والمهارات والتقنيات الحديثة وكيفية التعامل مع اللقى الاثرية والحفريات وطبيعتها … وهو يعد إمتداد لجيل العمالقة الرواد امثال طه باقر وفؤاد سفر وغيرهم , ويضاف الى قيمته العلمية ومكانته العالمية سيرته العطرة وخلقه الدمث وبساطته وتواضعه ووطنيته الخالصه .

فمن خلال علاقته المتينة والواسعة مع المتاحف ومركز التنقيب والأبحاث والجامعات العالمية وخصوصا في امريكا وبريطانيا والمانيا, قد أسهم في استرداد الاف القطع الاثارية المهربة واخرها كان دوره البارز في اثبات عائدية 4 الف قطعة آثارية ضبطت لدى شركة هوبي لوبي الامريكية وتم اعادتها للعراق. كما كان له الفضل في إعادة تأهل المتاحف العراقية من خلال إستحصاله على الدعمال مادي والمعنوي من قبل الآثاريين العالميين وخصوصا من استاذته الدكتورة اليزبيث ستون التي قدمت للجامعات العراقية مناهج علمية قيمة وأدوات ومعدات حديثة للمتاحف العراقية… ناهيك عن دوره الحثيث كعالم ومنقب وإسهامه في إماطة اللثام ونفض التراب عن الكثير من كنوز العراق المطمورة, لذا نتمنى أن تمنح الفرصة لهذه الكفائة العلمية الواعدة والمثابرة التي نعول عليها الكثير في انعاش دور الوزارة وإبراز قيمة العراق الحضارية والانسانية .