ذاكرة الأتباع مفقودة وليست مثقوبة، وإلا لبقيت عوالق من تلك التناقضات التي يصعب وصفها سياسياً. الصدر يتظاهر، يتراجع، يعتصم، يفض، يدعو نوابه إلى إعتصام في بناية المجلس، ثم يجمدهم وقبل ذلك كان قد تبرأ منهم ونسف البراءة دون إنذار!.. الصدر يتحالف، يشتم حليفه الجديد.. الصدر يدعو أتباعه إلى التظاهر يوم الأثنين ثم الثلاثاء بطريقة “سلمية غاضبة”..!لا شك إن الأتباع سيذهبون إلى ساحة التحرير أو أي مكان يخصصه المتبوع، بغية التقرب زلفة إلى الله عن طريق إطاعة سيدهم، وليس لشيء آخر. وهنا يتجسّد الفرق بين الإصلاح والتراجع. فالصدر اليوم يمارس أسوأ جريمة أخلاقية بحق أنصاره، إذ يحولهم إلى ربورتات مطيعة توجّه بكلمة، ويسلب منهم ما تبقى من وعي إنساني مفكر ويذرهم أوعية حافظة وأصداء مرددة!.. الأعداد كبيرة تقدر بمئتي ألف أو أكثر، وهؤلاء يطيعون شيئاً (مقدساً) بنظرهم، رغم الإتفاق على إنه إنسان..تقديس غير المقدس بحد ذاته تصرف يناقض الإصلاح.لا نحتاج إلى إجترار التاريخ وأحداثه التي تدين حتماً مقتدى وجزء من أتباعه، إلا أنّ وضوح الهدف يتجلى بغموض الممارسة وتخبطات باتت مصدراً للإرباك الداخلي، والسخرية الخارجية.. نحن مرتبكون، كشعب، من إصرار الصدر على ممارسته للغباء وسحب أتباعه إلى منطقة الإستغباء، والعالم كله يسخر من صباحات تدشنها بيانات الصدر بتناقضاتها من اليمين إلى اليسار، يتلاعب في مصير ومواقف ثلاثين نائباً وكأنهم مجموعة من العبيد، فضلاً عن تلاعبه بمصير البلاد!.. لن يستطع الصدر تجيير الدولة لصالحه، غير أنّ الحريق يحدثه عود ثقاب واحد، والرجل عاود نشاطه اللاقانوني تحت يافطة (الإصلاح) برغم إنه أبرز مفسد عراقي، مارس السرقة والعنف بنفس الوتيرة!.. وذات الوسائل البائسة والشعوذات المضحكة، ما زالت تتحكم بعقلية الصدر وأتباعه، ويكفينا دليلاً؛ تقاسم خيوط خيمته وتقبيل إطارات عجلته المدرعة كنوع من أنواع طلب (البركة)..! ربما نجحت حركة الصدر الأخيرة في تغطية حقائق كثيرة تخص فساد وقضايا مرتبطة به، لكنه سيفشل في محاولة السيطرة على الدولة وإعادة سطوة (مكتب السيد) سيئ الصيت، فلن يتمكن من منع سافرة أو محاكمة سفرة طلابية!..