18 ديسمبر، 2024 11:25 م

هل ستعود حركة التغيير الى الحزب الام ؟

هل ستعود حركة التغيير الى الحزب الام ؟

مع انتشار خبر وفاة المنسق العام لحركة التغيير الراحل نوشيروان مصطفى ، بدأت الاحاديث هنا وهناك وعلى الفور عن من سيخلف المنسق العام والى جانب تلك الاحاديث ارسل الاتحاد الوطني الكوردستاني رسالات متعددة وعلى لسان قيادييه الى قيادة الحركة، داعين فيها الحركة للعودة الى صفوف الحزب الام الاتحاد الوطني الكوردستاني لاسباب كثيرة تصب في صالح الاتحاد لا اريد الخوض فيها.

بشأن من سيخلف نوشيروان مصطفى في قيادة التغيير ، طرحت بعض الاسماء ، الا ان طرح تلك الاسماء مجرد تكهنات غير المبنية على اسس موضوعية او معايير يمكن التعويل عليها ، وهناك من يعتقد بأن الخيار الافضل ان يكون منصب منسق الحركة دوريا كما في بعض الاحزاب الاخرى لحين عقد المؤتمر العام ، وهذا ايضا يناقض رغبة بعض قادة الحركة الذين يرون في انفسهم الافضلية لتسنم منصب القيادة الجديدة ، على اية حال القضية لم تحسم بعد وحسمها لن يكون سهلا بسبب الصراعات والخلافات بين القيادات التي انشقت عن الاتحاد الوطني وجيل الشباب الذي يطمح لقيادة الحركة في المرحلة المقبلة ، بلا شك فان هذا الصراع سينعكس على التعاطي مع دعوة الاتحاد الوطني الكوردستاني للحركة للعودة الى احضان الحزب الام بين مؤيد ومعارض.

اتصور ان معظم القياديين الحاليين لحركة التغيير الذين كانوا بالاساس ضمن قيادات الاتحاد الوطني ليست لديهم رغبة بالعودة الى احضان الحزب الام لسببين اساسيين الاول انهم انشقوا عن الاتحاد لاسباب معروفة لدى المتابعين للقضية ، وان تلك الاسباب ما تزال قائمة بل تعقدت اكثر بسبب زيادة حدة الصراع بين اجنحة

الاتحاد ونشوء جناح مركز القرار قبل اشهر من قيادات الطراز الاول في الحزب تثبت قوة ذلك الصراع في داخل قيادة الاتحاد الوطني.

والسبب الثاني ان تلك القيادات التي تقود حركة سياسية مثل التغيير والتي اصبح لها دور وثقل في الحكومتين والبرلمانين الاتحادي والاقليم ، لا يروق لها ان تندمج مرة اخرى مع الحزب الام وتصبح ضمن قيادات الصف الثاني لانها فقدت عناصر قوتها في الاتحاد عندما انشقت عنه ونافسته في مناطق نفوذه.

القيادات الشابة في حركة التغيير ايضا منقسمة بين مؤيد ومعارض للاندماج ، لكن الاكثرية تعارض العودة الى صفوف الاتحاد الوطني لانها تمكنت في السنوات الماضية ان تبني لها اساساً داخل التنظيم و ترى في التغيير مساحة اكبر للتحرك والمناورة للوصول لطموحاتها ، في حين تعتقد ان حظوظها في الاتحاد اقل بسبب كثرة الكوادر المتقدمة والقيادات التي تطمح ايضا الى تسنم مناصب قيادية فيها وستنافسها على المصالح.

العامل الاقليمي وبالاخص ايران تسعى لدفع الطرفين للاندماج وتحاول ان تضغط بهذا الاتجاه لأسباب معروفة وما برقية التعزية التي بعثها قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني معزياً بوفاة نوشيروان مصطفى الى الرئيس جلال طالباني بدلا من قيادة التغيير الا رسالة واضحة لطهران توحي انها لا تدعم التغيير بعد نوشيروان مصطفى بل انها مؤيدة للاندماج لاسباب تتعلق بمصالحها في الاقليم.

بناء على تلك المعطيات يمكن القول ان اندماج حركة التغيير كتنظيم سياسي مع الاتحاد الوطني بات شبه مستحيل، لكن ربما ستنشق كوادر واعضاء من التغيير على شكل افراد او مجموعات من الذين تضررت مصالحهم او يئسوا من تحقيق طموحاتهم للالتحاق بالاتحاد الوطني الكوردستاني.