8 أبريل، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

هل ستعمل ايران على توحيد الارهابيين الشيعة مع نظرائهم السنة؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعيد صدور قرار البرلمان العراقي لاجلاء القوات الاجنبية من العراق، إثر مقتل قائد فيلق الايراني قاسم سليماني ومضيفه رئيس اركان الحشد الشعبي العراقي ومن معهما أثناء زيارة سرية كان يقوم بها سليماني للعراق للاجتماع بقادة الفصائل العراقية التي تنضوي تحت قيادة فيلق القدس ومناقشة خطط مهاجمة المصالح الامريكية في العراق، قال وزير الدفاع الامريكي مارك اسبير في مؤتمر صحفي “لم تتخذ الادارة الامريكية أي قرار على الإطلاق بمغادرة العراق” مؤكدا أن قرار البرلمان العراقي غير ملزم. اعقبت تصريح مارك اسبر تصريحات مماثلة من مسؤولين اميريكين آخرين من وزارتي الدفاع والخارجية مؤكدين ان الانسحاب في هذا الظرف يمثل نصرا لايران التي تختنق نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض عليها. لكنهم – المسؤولون الامريكان- أكدوا انهم يناقشون خطة لاعادة نشر أو تموضع الجيش الامريكي في مناطق عراقية أكثر أمنا.
لابد ان يعني هذا ان القوات الامريكية ستنتقل الى معسكرات وقواعد بعيدة بعيدة عن المراكز السكنية كي تصعب مهمة الميليشيات باستهدافها وإن حصل واستهدفتها فستكون لدى القوات الامريكية حرية اكبر في الرد السريع على من يهاجمها دون الخوف من وقوع خسائر مدنية يمكن ان توظفها الميليشيات المرتبطة بايران في حملة دعائية لاستمالة الشعب وكسب دعمه ضد التعاون العراقي الامريكي.
وقد تعيد القوات الامريكية تموضعها وتنتقل الى مناطق ذات اغلبية سنية وكردية في شمال وغرب العراق ومن المؤكد انهم سيديمون تواجدهم في قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار ذات الغالبية السنية.
اذا ماحصل هذا الامر فسوف يتعذر على الميليشيات الشيعية المرتبطة بايران الوصول الى تلك القواعد والمعسكرات لانها سوف لاتجد من يحتضن نشاطاتها في المدن القريبة وتاليا ستكون مواقعها مكشوفة للقوات الامريكية.
لكن للحرس الثوري الايراني تاريخ طويل بدعم والعمل مع المجاميع الارهابية السنية في افغانستان وباكستان والعراق وفلسطين وسوريا، وآوت ايران العديد من قادة وزعماء تنظيم القاعدة العتاة المطلوبين دوليا وتآمرت من زعماء شيعة في الحكومة العراقية لفتح السجون واطلاق سراح الارهابيين وتم ارسالهم الى سوريا لوضع المجتمع الدولي امام خيارين فحسب: إما دعم المنظمات الارهابية الأسوء أم دعم نظام الاسد الاقل سوءا وفعلا نجحوا ذي ذلك نجاحا منقطع النظير إذ فضل المجتمع الدولي التعامل مع ديكتاتور مجرم يقتل شعبه فحسب على التعامل مع منظمات اهابية كداعش وجبهة النصرة التي لاتقتصر جرائمها على سوريا بل تشمل كل دول العالم.
عاد بعض الذين تم تهريبهم من سجون العراق وقادوا هجومات تكللت باحتلال ثلث مساحة العراق (عدنان إسماعيل نجم الدليمي، المعروف بعبد الرحمن البيلاوي ، وهو نائب زعيم داعش أبو بكر البغداي قتل في الموصل كان ممن اطلق سراحهم من سجن ابي غريب من خلال تواطئ نائب الرئيس العراقي في حينها خضر الخزاعي).
وكان أكد وزير العدل العراقي السابق من حزب الفضيلة ( الاسلامي الشيعي) حسن الشمري خلال لقاء تلفزيوني- أن قوات حماية سجني التاجي وبغداد المركزي (أبو غريب) انسحبت منهما قبل اقتحام عناصر تنظيم القاعدة لهما وتهريب رفاقهم في تموز عام 2013. وشدد الشمري على أنه كان هناك ترتيب خاص لإخراج الارهابيين، بسبب التزامن مع قرب صدور قرار من الكونغرس الأميركي لضرب سوريا. أكد الاتهام نفسه القيادي في القائمة العراقية حيدر الملا في حديث للجزيرة نت قائلاً إن هناك تسهيلات من شخصيات حكومية ومسؤولين كبار في الملف الأمني، وشخصيات من مكتب المالكي- رئيس الوزراء آنذلك – لتنفيذ هذه العملية وبخطة أعدت سلفاً.
ماأريد قوله هنا هو ان التعاون الايراني مع ارهابيي القاعدة في العراق ووريثها تنظيم داعش ليس بجديد لذلك ليس من المستبعد ان توحد ايران الميليشيات الشيعية التابعة لها مع المجاميع الارهابية السنية تحت يافطة مقاومة المشروع “الصهيو-أمريكي” للوصول الى القواعد التي تقع في المناطق السنية أو حتى الكردية وتأسيس الدولة الاسلامية في العراق. مايؤكد ماأذهب اليه هو محاكاة خطاب الميليشيا الشيعية في الوقت الراهن مع خطاب المجاميع الارهابية السنية اذ بدأ بعض قادة تلك الميليشيا يطلق مفردات مثل ” الصليبيين” و “أعداء الاسلام” وغيرها على الامريكان في مناغاة واضحة لمجاميع الارهاب السنية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب