من أهم اسباب الانتصار في المعارك هي معرفة حقيقة العدو الذي تحاربه ، وعلى أساس هذه المعرفة يمكن التعامل معه ووضع الخطط الكفيلة التي توصلك الى الانتصار ، أما تدخل المعركة وأنت تجهل عدوك بشكل كامل فهذا يفقدك كل العوامل التي ستساعدك في الانتصار على الرغم من امتلاكك القوة الضاربة نتيجة فقدانك المعلومات الكافية بما يمتلك عدوك من قوة وتخطيط وهذا ما تعاني منه الحكومة العراقية في مواجهة الإرهاب المتمثل بداعش ، هذا العدو الذي تواجهه الحكومة العراقية ومن خلفها أغلب الشعب العراقي لم تعرف حقيقته هذه الحكومة ومن يقف خلفه ويساعده من الخارج والداخل ، وهذا يظهر من خلال تعامل هذه الحكومة مع الأحداث المأساوية التي تلم بالبلاد ، فهذه الحكومة تطلب المساعدة من الجهات التي تدعم هذا الإرهاب الذي نشر إجرامه في أرض العراق بل قبلت بأن يكون حليفاً لها لمقاتلة داعش ، وهي التي تساعده بالمال والسلاح والرجال بالإضافة الى تسخير الماكينة الإعلامية له ، حتى أصبح هذا الإرهاب له تواجد دولي حقيقي وإن كان مختفياً وسط المؤامرات والمخططات نتيجة التعامل الدولي معه من خلال تسهيل تدريب المقاتلين الذين سيلتحقون به بالإضافة الى تسهيل بيع ما يسرقه من نفط مع إغماض العين عن تحركاته الكبيرة والخطيرة ، ولم يكتفي هذا التحالف بهذه التسهيلات بل قام بإنزال المعدات العسكرية لداعش مع ضرب القوات العراقية وكذلك قوات الحشد الشعبي في أكثر من موقع تحت ذريعة نيران صديقة ، وقد حدد هذا التحالف تحركات الجيش العراقي في مواجهة داعش بل منع استعمال القوة الجوية في الكثير من المعارك وخصوصاً في الرمادي وهو الذي منع دخول القوات العراقية الى تكريت لأكثر من أسبوعين ، كل هذه الأدلة التي تثبت على التعاون الكبير ما بين داعش والتحالف الدولي الذي يقوده الأمريكان وبلدان الخليج وفي مقدمتهم السعودية ، فكيف يتم التنسيق مع الأمريكان في محاربة داعش وهي التي تحميه وتدعمه بكل ما يكفل استمراره وتمدده وقوته ، لهذا فإن حرب كهذه العدو فيها هو الذي يمولك بالسلاح والمعلومات تكون حرب خاسرة بل مدمرة لأنه عدو فكيف يعطيك ما يجعلك تدافع عن نفسك وهو يريد قتلك وتصفيتك ومن ثم فشلك في قيادة البلاد ، وبعد كل هذه التضحيات الكبيرة التي بذلها الشعب العراقي على الحكومة العراقية أن تحدد عدوها ومن يقف وراءه داخلياً وخارجيا حتى تقوم بمقاتلته بالشكل الذي يجعلها تنتصر عليه ، وتهيء لهذا الانتصار كل أدواته ومعداته ووسائله ، لأنها ملزمة بحماية البلد شعباً وأرضاً من خلال توفير الأمن والاستقرار لكل مواطن يسكن على أرض العراق ، ولا يمكن لها أن تبقى على هذه الحالة لا تعرف عدوها من صديقها لأن هذا الوضع سيجذبنا الى الهاوية المظلمة التي تتمثل بسيطرة الإرهاب الداعشي المدعوم خليجياً وأمريكاً على أراضي جديدة من أرض العراق الطاهرة ومن ثم بذل تضحيات جديدة من الشعب العراقي نتيجة عدم معرفة حكومتنا الموقرة عدوها الذي تقاتله بشكل دقيق .