17 نوفمبر، 2024 7:30 م
Search
Close this search box.

هل ستسقط بغداد مرة ثانية ؟!

هل ستسقط بغداد مرة ثانية ؟!

التدهور الأمني الأخير في بغداد ألقى بضلاله على الوضع العام في العراق ، فالتفجيرات الأخيرة في بغداد وبعض المحافظات والتي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء ، أنعكس بالسلب على الوضع السياسي ، وبالنتيجة ينعكس على الوضع في الشارع ، فأي تدهور سياسي يؤثر بالسلب أو الإيجاب على الشارع المحتقن اصلاً .
التفجيرات الأخيرة في بغداد عكست توجهاً جديداً لدى المجاميع الإرهابية من “داعش” ، والقوى البعثية المتحالفة معها ، في نقل المعركة إلى بغداد ، والى شمال الحلة ، لإحداث ثغرة أمنية في بغداد من جهة ، وتخفيف الضغط على الانبار والفلوجة تحديداً من جهة أخرى ، خصوصاً ونحن نقرأ التقارير الواردة من هناك ، أن هناك تأسيساً لدولة العراق الإسلامية ، وإصدار عملة نقدية ، ومحاكم شرعية ، ووضع قوانين صارمة بحق أصحاب محلات الحلاقة ، وغلق الحلاقة النسائية وقتل بعض أصحابها ، وهذا بحد ذاته مؤشر خطير على سيطرة القوى الإرهابية على مدينة الفلوجة والتي تعد مدخل بغداد الغربي في ظل دعم داخلي من بعض القوى السياسية ، وإقليمي من السعودية ، والتي تشير التقارير الغربية تورط المخابرات السعودية في العمل على تهريب أطنان من الأسلحة إلى محافظة الانبار واغلبها تم إيصالها على دفعات إلى الفلوجة ، لتصل بأيد قادة عسكريين من ضباط الحرس الجمهوري المنحل وتم توزيعها على عناصر من أتباع النظام البائد والبقية حفظت في مستودعات كبيرة داخل المدينة وفي المزارع المجاورة تمهيدا لبدء عمليات عسكرية واسعة ضد الحكومة العراقية وتحديدا باستهداف العاصمة بغداد بالتزامن مع إعلان إقامة إقليم سني في الانبار من فوق منصات الاعتصام في المحافظة .
النظام السعودي يعمل من خلال بعض العشائر في الانبار لمنع الجيش العراقي من تنفيذ عمل عسكري في الفلوجة ، لأنه يعني انهيار مشروع امني خطير أعدته المخابرات السعودية يعتمد القوة المسلحة لإسقاط حكومة المالكي وإسقاط العملية السياسية ،والتمهيد لاحتلال كامل محافظة الانبار تمهيدا لإعلان إقليم سني في الانبار .
السعوديين يعتبرون الفلوجة،القاعدة الأولى التي يمكن من خلالها تهديد العاصمة بغداد في تبعد 60 كيلومترا عن بغداد ، بالإضافة إلى أن بقايا نظام البعث البائد المنضوين في تنظيمات إرهابية ، يمتلكون حواضن كبيرة في منطقتي أبو غريب والتاجي شمال بغداد ، وهذه الحواضن من شانها تسهيل تقدم نحو 3 آلاف من المسلحين من بقايا نظام صدام متواجدين في الفلوجة ، ويمتلكون قيادة عسكرية مقتدرة من قادة الحرس الجمهوري المنحل ، بإمكانهم تهديد العاصمة بغداد لو أنهم بدءوا ساعة الصفر لتنفيذ المشروع السعودي لمهاجمة العاصمة بغداد ، والسيطرة على نقاط حساسة ، والمؤسسات الأمنية وتخريب السجناء ، والتهيوء لدخول المنطقة الخضراء .
يبقى التساؤل المطروح عن مدى قدرة القوى الأمنية ، وخططها على مواجهة الإرهاب الأسود القادم من الدول الإقليمية ، وقدرتها على مواجهة أي تهديد للعاصمة بغداد ، والذي من شأنه تهديد المشروع الوطني والعملية السياسية برمتها ، خاصة عن تغافل غربي أمريكي عن ذلك ، وعن مدى قدرة قواتنا الأمنية على معالجة أي خروقات أمنية في حزام بغداد ، لان الوضع خطير جداً ، ولايتحمل أي اختراق للعاصمة بغداد … فيا ترى هل سيكون سقوط بغداد حتمي أم أنها ستصمد أمام هجمات القوى الظلامية والإرهاب الأسود .

أحدث المقالات