هل ستستطيع تركيا بناء المدن التي دمرها الزلزال..؟

سؤال نقصد من ورائه الاستفسار عن سلامة النوايا ونظافة الايادي عند القدوة ولدى موظف التنفيذ ، خاصة وأن الزلزال دمر إحدى عشر ولاية تركية منتجة زراعيا وصناعيا ، وتساهم بما يقارب من 11 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي البالغ 815 مليار دولار حسب إحصائية عام 2021 .
أن المتابع للاقتصاد التركي يرى أن هذه الدولة نهضت خلال الأربعين عاما الماضية نهضة ملفتة للنظر ، خاصة وأنها ليست بدولة نفطية وأنها تستورد الخام والمشتقات النفطية والغاز ، ولكن استطاعت بعد توفير المناخ الاستثماري المناسب من استقبال رؤوس أموال استثمارية مجزية للنهوض بالزراعة لتوفر المياه والنهوض بالصناعة لتوفر بعض الخامات والنهوض بالسياحة لتوفر المقامات السياحية العظيمة ، وللتوظيف الأمثل والواسع لبقايا الامبراطورية العثمانية وآثارارها التأريخية ، وقبل كل هذا وذاك تواجد قدوة حاكمة تتسم بسعة الأفق وبعقلية تؤمن بالتخطيط وتهيئة الظروف للتنفيذ ، وبغض النظر عن كل مساوئ الرئيس اوردوكان ، إلا أنه كان ولا زال يتمتع بكاريزما أهلته للقيادة والبناء ، وقد شهدت تركيا في عهده تحولات هائلة في مجال النقل وطرق المواصلات والموانئ والمطارات ، وهذه تعد بنى تحية لإقامة الصناعة والتوسع بالزراعة والتسهيل للسياحة ، سسيما وأنها دولة معتدلة المناخ وصالحة للسياحة الصيفية والشتوبة وللتقدم الطبي صارت قبلة للسياحة الطبية ،
أردنا بهذه المقدمة أن نقول ، أن تركيا قادرة على تجاوز محنة الزلزال رغم تعثر اقتصادها حاليا وتدني سعر الليرة التركية بفعل عقوبات أمريكية غير معلنه، جراء محاولة اوردوكان مغادرة الخيمة الأمريكية وشرائه ال SS 400 من روسيا ، وموقفه الاخير المتزن من الحرب الروسية الأوكرانية .
أن تركيا دولة منتجة وبكثافة لحديد التسليح والسمنت ، وأنها تمتلك شركات عملاقة لها خبرة طويلة في البناء والتعمير ، وتحتكم على إمكانيات بشرية هائلة ، وحكومتها لها الإرادة القوية في إعادة البناء ، وان الرئيس سعى كما أعلن لتخصيص مائة مليار ليرة لغرض البدء بإعادة الإعمار ، وقد قدر بعض الخبراء أن تكلفة إعادة البناء تبلغ 84 مليار دولار ، والبعض الآخر قدرها ب 150مليار دولار ، والتقدير الصحيح حسب رأي خبراء آخرين هو 250مليار بما فيها اثاث المواطن المتضرر جراء هذا الزلزال ، وحسب التوقعات فإن مؤتمرا للمانحين ربما يساعد في إعادة البناء بملغ 40مليار دولار ، وان الجمعيات التركية الفاعلة وفقا للتقاليد التركية والمصارف الأهلية والقطاع الخاص وبعض عوائد الاستثمار التركي في دول آسيا الوسطى ربما سيسهل على الحكومة إعادة البناء وترميم الأحوال خلال مدة تتراوح بين 3. إلى 5 أعوام .. ونحن على يقين أنهم سوف لن يسرقوا تخصيصات خيام اللاجئين ، أو يأكلوا طعام المهجرين أو يتاجروا اكما فعل غيرهم بالأوهام ،، والحليم تكفيه إشارة الإبهام ……