الحرب الباردة, الدائرة رحاها الآن بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا, قد تتحول إلى حرب كبرى تَستعِر في أيّ لحظة ؟! أثر ما يجري من أحداث في المناطق التي تحوي مصالح كل من الدولتين، فما يحدث الآن حرباً بالوكالة بين الدولتين، وتحاول الولايات المتحدة بسط نفوذها وكسب الدول التي قاومت تخاريف الربيع العربي والإقليمي ولم تسقط !
السياسة الأمريكية المتّبعة على الأرض ومع الدول الساخنة, توحي (بخبث المخطط اليهودي) الذي ينفذه ويقوده اللوبي الصهيوني, وعلى أساس ذلك وبعد تولي الرئيس أوباما سلة الرئاسة الأمريكية, أبتعدت الحكومة الأمريكية والبنتاغون عن الحلول العسكرية في البلدان الحمراء, ولاحظنا بدل ذلك نشوب صراعات داخلية ونزاعات طائفية تؤججها جماعات لها إتصالات مع (الإستخبارات الأمريكية ) والدول التي تدير المصالح الأمريكية في البلدان المنكوبة.
لم تكن أمريكا يوماً صديقة للعرب, بل إن لأمريكا مصالح خاصة في الشرق الأوسط, وما أكذوبة تحرير العراق إلا بداية إنطلاق حربً طويلة الأمد ومعدّ لها سلفاً، إن ذريعة “ظلم الشعوب” التي تتخذها أمريكا وحلفائها؛ للتدخل في الشؤون الداخلية لبعض البلدان قد إنكشف مغزاها الحقيقي، وأصبحت هذه الشعوب المظلومة تعي تماماً، من هو مصدر الظلم والكساد والفساد.
ما يجري في العراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا واليمن ……الخ، مخططاً إمبريالياً- إستعمارياً بصورة غير مباشرة, وسيتدرج ليصبح التدخل مباشراً لو إقتضى الأمر، لتعلن أمريكاً “الحرب العالمية الثالثة” إن تطبيق سياسة (الفتنة الطائفية) لتستعر حرباً داخلية بين الطوائف المكونة للمجتمع العربي, من خلال تمويل المتأسلمين، الذين دربتهم الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ سياساتها التوسعية، تضطر هذه الدول للإستعانة بأمريكا للتدخل لفض النزاع الداخلي والتمركز في سائر بلدان الشرق الأوسط خصوصاً تلك الدول القريبة من إسرائيل.
بدأت روسيا بالتحرك, ونددت بما يجري في اليمن، و مدت العراق وسوريا بأسلحة متطورة بعض الشئ لمحاربة التنظيمات الإرهابية في غرب العراق والشام والتي هي عبارة عن مافيات عالمية ترفع شعار ” تطبيق الشريعة الإسلامية” دون تنفيذها !
مايجري هو تمهيداً لفرض الهيمنة الأمريكية على العالم؛ بطرق تفاهمية سياسية تقدم أمريكا من خلالها تنازلات تأريخية؛ لإقناع جميع الأطراف على إن أمريكا بدأت بتغيير سياساتها، وآن الآوان للتغيير الفعلي، الذي سيجعل روسيا تتحرك سريعاً للمساهمة بحرب التغيير المزعوم التي تقوده أمريكا، وربما ستقف نِداً قوياً ضد المحاولات الأمريكية، للهيمنة على العالم وبالتأكيد سوف لن تقف روسيا موقف المتفرج البعيد، المكتوف الأيدي، وإن غداً لناظره قريب