9 أبريل، 2024 6:54 م
Search
Close this search box.

هل ستحل الميليشيات العقائدية محل الجيوش التقليدية في الشرق الاوسط؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم تسجل الجيوش التقليدية في دول الشرق الاوسط العربية ,مجتمعة او منفردة, اي انتصار يذكر خلال التسعين عاما الماضية رغم كل ماأنفق عليها من جهود وموارد . وان حصلت بعض الانتصارات في معارك محدودة فلابد ان يكن ورائها ديكتاتور يسوق جيشه بعقوبة الاعدام, لذا فهكذا انتصارات ان حصلت فهي بالتأكيد لاتمثل الا هروبا الى الامام.

ان اداء أي جيش في الهجومات الليلية يكشف المستوى المعنوي والعقائدي لمنتسبيه, فالليل يساعد الجندي المهزوز معنويا ,اما لعدم ايمانه بمشروعية المعركة او لاجباره على الخدمة العسكرية, يساعده على التسرب تحت جنح الظلام ناشدا السلامة بعيدا عن مواجهة مصير يبدو محتوما.

أثناء الحرب العراقية الايرانية, لم تجد ايران صعوبة تذكر في احتلال اي منطقة عراقية اثناء الهجومات الليلية, لكنها تضطر الى الانسحاب تحت ضوء النهار. ماان ينبلج الصباح حتى يجمع الآمرين مابقي من جنودهم الفارين للقيام بهجوم مضاد لاستعادة الارض التي خسروها في الليل, فيتم نصب نقاط الاعدام للذين ينسحبون من المعركة وتدفع الجموع الى الامام تحت ضوء النهار مدعومة بغطاء ناري واسناد جوي كثيف باستعمال كل الاسلحة المتوفرة بضمنها السلاح الكيمياوي طبعا.

لم تستطع جيوش عدد من دول الشرق الاوسط العربية في ثلاث معارك خسرتها لاسرائيل, لم تستطع ان تقاتل كما تقاتل الآن عناصر حزب الله اللبناني أو منظمة حماس الفلسطينية. يمكن القول ان اول من دشن هزيمة الجيوش التقليدية امام الميليشيات هو هزيمة عناصر قوى الامن الفلسطينية المذلة في غزة امام منظمة حماس.

عجز الجيش الليبي عن مواجهة عناصر انصار الاسلام, مثلما عجز الجيش اليمني عن مواجهة انصار الله وقبله سجل الجيش العراقي هزيمة لم يشهدها اي جيش في العالم عندما فر الآلاف من عناصره تاركين اسلحتها المتطورة خلفها لبضع مئات من مقاتلي تنظيم داعش.

تنظيم داعش ,الذي بدا امام الجيش العراقي وكأنه قوة لاتقهر, بدأ عناصره يتركون اسلحتهم ويفرون بمجرد سماعهم بخبر قدوم متطوعي الحشد الشعبي لان افراده على مستوى معنوي وعقائدي يكافيء او يفوق ذلك الذي لدى افراد تنظيم داعش.

تصارع مصر والاردن ودول الخليج العربية للحفاظ على انظمتها وتماسك جيوشها لكنها عبثا تفعل فالطوفان لابد قادم وستشهد جيوش دول الخليج العربية التقليدية هزيمة قاسية على ايدي المنظمات الارهابية ان دخلت معها في مواجهات كبيرة.

يبدو ان دول الشرق الاوسط العربية ستكون مجبرة في المستقبل القريب على الخضوع لاحد الشرين: منظمات الارهاب الشيعي المتفرعة من فيلق القدس الايراني او منظمات الارهاب السني المتمثلة بالقاعدة وفروعها وداعش وفروعها.

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب