لربما يكون يحيى الناصري محافظ ذي قار أول محافظي العراق المطالبين بأنصاف محافظته في الحكومة التي ستشكل بعيد اشهر قليلة ، ولربما كان الصوت الأعلى ايضاً كون ذي قار واحدة من اكبر المحافظات التي تعرضت لمظلومية كبيرة ، وتهميش واضح من قبل الكتل السياسية كافة دون استثناء ، فهذه الكتل تقاسمت الكعكة الحكومية السابقة بشكل لم يعتمد سوى معيار القرابة والعلاقة الحزبية والجهوية والطائفية ، واغفلت الحجم التمثيلي والسياسي لمحافظات كبيرة سكانياً ، وحتى من حيث التمثيل النيابي ، فذي قار تحتل المركز الرابع من حيث عدد النواب الممثلين لها ، لكنهم فشلوا جميعاً في استحصال حقها ، حتى ولو بوزارة دولة ، فيما نجح نواب اقل منهم ، في الحصول على وزارت ، فقد حصلت محافظة الانبار مثلاً على ما يقارب 6 وزارات ومنصب نائب رئيس الوزراء ، فيما لم يمثلها سوى 14 نائباً في الدورة السابقة ، وكذا الامر بالنسبة لكربلاء التي لم يتعدى عدد نوابها العشرة ، لكنها حصلت على المنصب الاول في الدولة العراقية وهو منصب رئاسة الحكومة ، وكذلك حصلت على وزارة التعليم العالي وغيرها العشرات من المناصب المتقدمة ، ذات الامر بالنسبة للنجف التي حصلت على ما يقارب ثلاث وزارات ، والتي تحتل المركز الاول من حيث التأثير السياسي في البلاد .
أقول ان دعوة يحيى الناصري محافظ ذي قار ، هي دعوة تمثل كل محافظات الجنوب التي تعاني من التهميش والاقصاء السياسي الواضح بل والغبن من ذات القوائم التي حازت على اصوات ناخبي هذه المحافظة ، لذا ارى ان هذه الدعوة يجب ان تترجم الى مؤتمر يعقد في ذي قار او البصرة لبحث ملف تمثيل هذه المحافظات وتوحيد الرؤى لوضع برنامج عملي يصار الى تنفيذه في حال اصرت قوى التحالف الوطني على اعادة الكرة من اخرى وتهميش المحافظات الجنوبية .
لذا فأن الدعوة وحدها لا تكفي ويجب ان يشكل لوبي ضاغط لانتزاع حقوق محافظتنا المحرومة ، والتي تعاني من ظلم وتهميش ذوي القربة الذي هو الاشد مضاضة والاشد ايلاماً كما يقول الشاعر .