18 ديسمبر، 2024 8:58 م

هل ستتم عملية مقاضاة النظام الايراني

هل ستتم عملية مقاضاة النظام الايراني

عندما بدأت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، في عام 2016، بقيادة حرکة المقاضاة ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل المطالبة بفتح ملف مجزرة صيف عام 1988، والخاص بتنفيذ الاعدام بأکثر من 30 سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، کانت العديد من الاوساط السياسية تعتقد بأنها حرکة سياسية ستخمد أو تتلاشى بعد فترة محددة، لکن بروز الحراك الشعبي داخل إيران والذي يطالب بمقاضاة المتورطين بهذه الجريمة وعدم السماح لهم بتبوء أية مناصب سياسية، لم يکن في الحقيقة إلا من ثمار ونتائج وتداعيات حرکة المقاضاة تلك.
عدم فوز إبراهيم رئيسي”أحد أعضاء لجنة الموت في مجزرة عام 1988″ من الفوز بمنصب الرئيس أمام روحاني کان بسبب دوره کجزار في تلك المذبحة بل وحتى إن مصطفى بور محمدي الذي کان وزيرا للعدل لم يتم ترشيحه لنفس المنصب لنفس السبب کما إن الموقف الرسمي الامريکي الاخير الذي جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورجان أورتاغوس، في 17 من تموز المنصرم بدعوة المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه المجزرة وتحقيق العدالة لضحايا النظام الإيراني فيها الى جانب الکثير من مواقف وتصريحات دولية مهمة بنفس السياق إنما هو من نتائج وآثار الحراك الشعبي الايراني الذي يستمد قوته وعزمه وإستمراره من حرکة المقاضاة التي قادتها السيدة رجوي عام 2016، وهذا يعني بإن تلك الحرکة لم تکن مجرد مناورة إعلامية بمضمون سياسي کما تصورها البعض من المتأثرين بتوجهات النظام الايراني وطروحاته، بل إن هذه الحرکة کانت تعني جيدا ماتريده وتهدف إليه.
المهم و الملفت للنظر في هذا التطور الجديد إنه يأتي في وقت يواجه فيه النظام الايراني أوضاعا متأزمة جدا ويمر بمرحلة بالغة الخطورة والحساسية ولاسيما من حيث الرفض والکراهية الداخلية المتصاعدة ضده الى جانب تزايد عزلته الدولية بصورة غير مسبوقة، فإن هذا الموقف الرسمي الامريکي الذي يأتي قريبا نوعا ما من الاجتماعات القادمة للجمعية العامـة للأمم المتحدة في أيلول القادم، سيکون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير، ولاسيما بعد أن بدأت بالفعل حملة من أجل إدانة هذا النظام بسبب من إرتکابه لمجزرة 1988، وذلك من خلال مطالبة کندا بإدراج قضية مجزرة عام 1988، ضمن لائحة قرار دولي يدين النظام ومن دون شك فإنه لو جرت خطوات عملية أخرى تدعم الموقف الکندي وبشکل خاص من جانب بلدان المنطقة التي هي أکثر من تضررت من هذا النظام بعد الشعب الايراني، فإن عملية مقاضاة النظام الايراني ستصبح حقيقة وأمرا واقعا وهو مايمکن أن يمهد لتطورات نوعية تکون جميعها بإتجاه إسدال الستار على هذا النظام وإنهاء دوره!