23 ديسمبر، 2024 6:20 ص

لا يوجد هناك تطرف ديني او إرهاب جيد وآخر سئ، ذلك أن أي فرد او مجموعة او حزب يخرج على المجتمع والقوانين والقيم المرعية ويسعى من خلال العنف والقسوة والارهاب والترويع فرض طروحاته وأفکاره على الاخرين، انما يصبح في حالة حرب ومواجهة مع المجتمع ولايمکن الوثوق به والاطمئنان له، وإن الرئيس الايراني عندما يصرح بأن الولايات المتحدة ترغب في حل الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان والقوات الشعبية في اليمن وتصنف الحرس الثوري في إيران إرهابيا فقط لأنهم خارج سيطرتها، فإن الحقيقة الدامغة هو إن الحرس الثوري وأذرعه في بلدان المنطقة هم فعلا خارج السيطرة لدول المنطقة جميعها وولحکومة الايرانية نفسها قبل الولايات المتحدة الامريکية، وأي تنظيم أو جهة أو فرد لايخضع للقوانين والدساتير المعمول بها في الدول فهو خارج عليها ويعتبر حاله حال الارهابيين!
بعد أن سعى البعض للترويج له بإختلاف مزعوم بين ميليشيات الحشد وبين تنظيم داعش، وان الميليشيات الشيعية ليست متطرف او إرهابية ولاتخل بالامن والاستقرار، تبين في نهاية المطاف بأنه مجرد ضحك على الذقون ومحاولة للتمويه وخلط الاوراق، لأن ممارسات هذه الميليشيات و ماقد بدر عنها في مناطق ديالى وتکريت وبغداد والبصرة وغيرها من تطاول وإعتداءات سافرة على المواطنين ولاسيما أبناء الطائفة السنية منهم، تدحض هذه المزاعم وتفندها بشدة.
ميليشيات الحشد التي هي صناعة إيرانية بإمتياز تحت إشراف وتوجيه فيلق القدس الارهابي، تم تأسيسها من جانب طهران أساسا من أجل خدمة أهداف وغايات خاصة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وقد تم منحها شئ من الشرعية بعد فتوى السيستاني الذي وفر غطائا کانت تفتقده هذه الميليشيات، علما بأنه قد تم إعدادها وتدريبها على أساس عقائدي يغلب عليه التطرف بالاضافة الى انها مدربة علـى ممارسة أعمال إرهابية کي تحقق أهدافها وغاياتها، وان اولئك الذين يظنون بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لايرعى التطرف الديني والارهاب فإنهم يخالفون الحقيقة وينأون عنها لأن هنالك الکثير من الادلة والمٶشرات التي تٶکد ذلك.
التحذيرات المتکررة التي دأبت على إطلاقها زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي، من أن الميليشيات الشيعية أخطر بکثير من تنظيم داعش، کلام لم يفمهمه في بادئ الامر الکثيرون، لکن الاحداث والتطورات التالية أثبتت مصداقية هذا الکلام ولاسيما بعد أن قامت الولايات المتحدة الامريکية بإدراج الحرس الثوري الذي يعتبر أساس التطرف والارهاب في المنطقة والعالم ضمن قائمة الارهاب، ولأن هذه الميليشيات”التابعة للحرس الثوري” التي تتسلح فکريا بالتطرف الديني ببعده الطائفي وتتوسل بالاساليب الارهابية لتنفيذ المخططات الموکولة بها، تحاول خداع العالم والتمويه عليهم فإنها لاتعتبر مختلفة عن الحرس الثوري ولاسيما فيما لو أصرت على مواقفها الحالية التي ستقودها في النهاية الى حيث آل الامر بالحرس الثوري، فهل ستتعظ أم إنها ستغامر لتتحمل في النتيجة عواقب موقفا هذا؟