الفلوجة المدينة التي تفتخر انها جزءٌ من تكوينة هذا العراق العظيم , الفلوجة هي المدينة التي لاتختلف عن باقي مدن العراق في عطاء أهلها وكرمهم , ومظايفهم ودواوينهم , لاتختلف الفلوجة عن باقي مدن العراق بجمالها وثرواتها , لكنها اختلفت عن اخواتها باقي المدن العراقية بخصوصية انفردة بها وهي كثرة مساجدها وعلماء الدين فيها ,وذلك لطبيعة مكانها الجغرافي التي قصدها كبار علماء العراق لنشر العلم فيها كالشيخ عبد العزيز سالم السامرائي رحمه الله , حيث انها تقع على ضفاف نهر الفرات , وأشتهرت هذه المدينة بلقب ( ام المساجد وبلدة الاماجد) , ومع كل هذا إلا ان الفلوجة لم تتعافى منذ زمن بعيد . فبعد غزو العراق في عام 2003 ومابعده تعرضت الفلوجة الى مؤامرات لاضعاف أهلها الذين اشتهروا بمقارعة الاحتلال الامريكي ورفظهم لهذا الاحتلال , وبقي السجالات والمناوشات مع اهل هذه المدينة من قبل القوات الامريكيه المحتله للعراق آنذاك , الى ان ألجأت مضايقات الحكومه ألجأـتهم الى حمل السلاح بسبب اصرار الاحتلال على دخول المدينة واذلالها , لأنها لم تركع لإرادتهم بل وقفت تتحداهم , الى ان أحس الاحتلال بأنه سيخسر الكثير من جنوده بسبب محاصرتهم للمدينة , عندها اتخذ الاحتلال القرار لدخولها وبقيت الفلوجه منذ دخول الاحتلال اليها تتعرض لهجمات ومناوشات عسكريه الى ان انسحب من العراق , ولم تنتهي معاناة اهل الفلوجة كما ان معاناة العراق بصورة عامه لم تتغير ولم تنتهي , الا إن اي حكومه تأتـي لحكم العراق منذ 2005 والى الان تكون محملة بالغيظ والثأر والانتقام من اهل هذه المدينة , الى ان قرر اهلها في عام 2013 الخروج بمظاهرات سلمية تطالب بالحقوق واطلاق سراح النساء الحرائر اللاتي أعتقلن بجريرة الغير, الان ان الحكومه التي كان يترأسها آنذاك نوري المالكي رفض الاستماع لمطالبهم , ونعتهم بنعوت طائفيه , ووعدهم بالانتقام والاباده ,
وكلمته المشهوره ( انتهوا قبل تنهوا ) ماهي الا عبارة وعيد وتهديد علني لأُناس مسالمين يطالبون بحقوق كفلها لهم الدستور , وبقيت الفلوجة تعاني وتستنزف الرجال والكفاءات والطاقات العلميه من خلال الهجرة خارج العراق, الى ان دخل داعش الى هذه المدينة , ودخول داعش لايختلف عليه اثنان انها لعبة مدبره من الحكومة واطراف خارجيه لانهاء أو إضعاف صوت المستضعفين الذين يطالبون بالحقوق المشروعه , وبدأت مرحلة احتلال داعش لاراضي اهل الانبار الى ان اثخن بجراح اهلها , وهُجر أغلبهم وقُتل الالاف من أبنائها , الى ان قررت أمريكا ان تُنهي لعبة داعش في العراق , فخرج داعش من الانبار حيث كانت القوة الخرابية الحارقة جاهزه لدى مليشيات الطائفية , فبعد تحرير الفلوجه على يد ابطال جهازمكافحة الارهاب , والجيش العراقي , والشرطة , والعشائر العربية الاصيله , دخل المليشيات الى المدينة لتحرق ماتبقى من البيوت التي لم تصب في القصف , فتم حرق مايقارب 77% من الدور والمجمعات السكنية والتجارية من دور الفلوجة , الى ان بدأت الحملة من شرفاء المدينه والجيش والشرطه والعشائر بإرجاع الناس الى بيوتهم , لعلهم ينعمون بالأمن والاستقرار , وتبقى اللعبة مستمره يصاحبها سوأل يكاد يكون مستمراً هل ستتعافى الفلوجة والعراق مما هو فيه ؟!!