23 ديسمبر، 2024 12:20 ص

هل ستتحول أفغانستان وبقية دول الباذنجان الى بؤرة الصراع الدولي القادم …؟!

هل ستتحول أفغانستان وبقية دول الباذنجان الى بؤرة الصراع الدولي القادم …؟!

بالتزامن مع نفوق وزير الدفاع الأميركي الأسبق ومهندس احتلال العراق وأفغانستان،دونالد رامسفيلد، ودعوات جل الشعوب العربية والاسلامية بأن تحشره ملائكة الجحيم في قعر جهنم وبئس المصير لأن سجل جرائم وأكاذيب وهرطقات الموما اليه وكبائره حافل بما لايستحق معه الدعوة بالرحمة والغفران ،وبالتزامن مع اعادة انتشار القوات الاميركية واعلان انسحابها من افغانستان علاوة على سحب منظوماتها الدفاعية من السعودية والاردن والكويت والعراق هكذا فجأة ومن دون سابق انذار أو تمهيد ، طفت الى السطح جملة من التساؤلات الحائرة وكلها تتحدث عن غاية اميركا من كل هذه الحركات البهلوانية ، والتحركات الافعوانية من دون أن يذهلوا عن سعي اميركا للتفرغ الى الخصمين العنيدين والمنافسين اللدودين ، روسيا والصين .
ولعل أخطر ما في الملف الافغاني الساخن جدا هو ان اميركا وقبل ان تتمكن طالبان من السيطرة على العاصمة كابول فإنها ستشعل الحرب الاهلية الافغانية تارة اخرى، وخطورة هذه الحرب الاهلية الافغانية انها ستورط دولا عدة في اتونها هذه المرة وليست دولة واحدة كما حدث سابقا وستغرقها في مستقعاتها الاسنة ، لأن الحرب الاهلية الافغانية حرب ” قومية ، مذهبية ، دينية ، اقتصادية ، ستراتيجية ، تراثية بإمتياز ” فهذه الحرب التي ستندلع لامحالة في غضون اشهر من الان ان لم يكن اقل بكثير ستشتعل بين قوميات البشتون والطاجيك والهزار والازبك والتركمان ، كل قومية من هذه القوميات وكلها قوميات مسلحة تسليحا كاملا ومدربة تدريبا عسكريا شاملا ، لها دولة قريبة او بعيدة وربما اكثر من دولة ترعاها وتدعمها عسكريا ولوجستيا وسياسيا واعلاميا ” البشتون ستدعمهم = باكستان ، التركمان ستدعمهم كل من تركيا وتركمانستان ” ، الطاجيك ستدعمهم = طاجكستان ..الازبك ستدعمهم = اوزبكستان ، وكل هؤلاء من المكون السني وعلى المذهب الحنفي عموما ..بخلاف طائفة الهزار وهم فرس شيعة ستدعمهم = ايران بكل ما اوتيت من قوة ، لتنتقل شرارة هذه الصراعات القومية والمذهبية الى الدول المحيطة والبعيدة لاسيما في – الشرق الاوسط – بسرعة البرق كل ذلك على حساب الامن والامان لنشر الفوضى غير الخلاقة في العالم وعلى قول البغادة ” كمل الغرقان ..غطة !!” ، ومؤكد ان تنظيمات وجماعات متطرفة ستستغل هذا الفراغ وذلكم الاحتراب لتظهر هناك من لامكان كما في كل مرة لتقاتل الكل ولكن بالتحالف وبتلقي الدعم والتخطيط والبرمجة من ..الكل ولمصلحة الكل ضد الكل ، وهذا هو ديدنها على الدوام حيثما ظهرت ، وأينما وجدت !
روسيا البوتينية ستقصف مواقع هذه القومية او تلك وستقيم لها قواعد دائمة في بعض المناطق الافغانية لاسيما تلك التي ترتبط قوميا مع الدول التابعة لها بحلف عسكري يضم عدة دول محيطة بأفغانستان ” طاجكستان ، قيرغستان ، تركمانستان ، اوزبكستان …وربما ستورط ارمينيا كذلك نكاية بالاتراك ” .
الهند ستحاول التحرش بباكستان جليا وستعمل على اثارة قضية كشمير مجددا وذلك لقلب الموازين بما يخدم مصالحها وبتحريض من اميركا كلما سنحت لها الفرصة ، مستغلة تورط باكستان وانشغالها بملف افغانستان القادم وغرقها ببركه القذرة ومستنقعاته الدولية والاقليمية العفنة !
الصين ستدخل بقوة لتحتل جزءا كبيرا من شمال شرقي افغانستان وتقيم لها قواعد عسكرية دائمة هناك وستعمل عى نشر البوذية مجددا في تلكم المناطق بعد اختفائها تماما كأيام طريق الحرير القديم حين كانت المعابد والصوامع البوذية تنتشر على طول خط الحرير ولا استبعد من ان بعضها كان عبارة عن مراصد تجسس ومواقع رصد ومراقبة ومتابعة ولكن بزي الرهبان البوذيين ، كل ذلك بذريعة حماية امنها القومي وامتدادها الجغرافي ولحماية طريق الحرير السككي المحاذي لافغانستان والممتد من مدينة كاشر الصينية حاليا وحتى ميناء غوادر على بحر العرب عبر باكستان ، ولعل واحدة من اسباب انسحاب اميركا السريع هو للتضييق او للتشويش او لتأخير او لعرقلة طريق الحرير الصيني الجديد ضمن ما يعرف بستراتيجية ” الحزام والطريق ” والتي تتبناها الصين حاليا بما يسمح لها بأن تكون اقوى اقتصاد عالمي على وجه الارض ومن دون منازع في حال نجاحها ضاربة اقتصاد اوربا العجوز ومنطقة اليورو ، كذلك اقتصاد اميركا ودولارها غير المسنود من الذهب بالجزمة، لاسيما بعد ان تستبدل الصين الدولار بعملتها الذهبية – اليوان الذهبي – بمجرد اكتمال الخطة وانتهاء خارطة الطريق كما هو مخطط لها ..!
ايران ستتدخل وبقوة بذريعة حماية امنها القومي وتأمين حدودها وامتدادها الجغرافي ولحماية التشيع وطائفة الهزار الفارسية وستؤسس لميليشيات افغانية جديدة على غرار ” لواء فاطميون ” وكل مقاتليه من الهزار الافغان وهو يقاتل في سورية حاليا وستستنسخ التجربة الحوثية هناك حرفيا …!
تركيا ستتورط بحرب اخرى وبجبهة جديدة بعيدا عن حدودها ولكن قريبا من جيرانها وبقوة وقد سعت اميركا في اجتماع بايدن -اردوغان الى اقناع الاخير وتوريطه بالملف الافغاني مقابل السكوت عن ملفات اخرى تورط بها الاتراك في كل من سورية وليبيا والعراق اضافة الى تنقيبات البحر الاسود وطيها او غض الطرف عنها مؤقتا بحسب مجريات الاحداث هناك ، وسيجد اردوغان فرصة متاحة يسيل لها اللعاب في هذه الجبهة الجديدة لنفي قادة الجيش الى هناك خشية الانقلاب عليه داخليا كما حدث سابقا ” ومعروف تأريخيا وسياسيا ان اي قائد يريد التخلص من خطر العسكر على حكمه ووتآمرهم على كرسيه وتحركهم ضد نظامه فإنه يقوم بفتح جبهات قتال متتالية تكاد لاتتوقف ليرسل اليها قادة الجيش ممن يشكلون خطرا عليه تباعا فإن قتلوا هناك فبها ونعمت لتكون بمثابة ” ضرب عصفورين بحجر” وان لم يقتلوا فهم هناك يعيشون شبه منفيين بعيدا كل البعد عن قصره وكرسيه ونظامه في اقاصي الارض شرقا وغربا !” .
الحكومة الخفية للعالم وبدعم مباشر من صندوق – الحقد الدولي – وبنك الخبث الدولي ، بدورها ولا اقول اميركا تريد خلط حابل بنابل وزرع القلاقل والفتن وتأجيج الحروب في كل آسيا الوسطى وربما شمال القفقاس كذلك وصناعة بؤر ومفاقس لولادة جماعات متطرفة جديدة ربما لم نسمع بها من قبل ستعمل افغانستان على تصديرها للعالم كله اسوة بالمخدرات لأن افغانستان ستتحول الى اكبر مصنع وزارع ومصدر للمخدرات في العالم ، واظن والله اعلم بأنك لن نسمع بطالبان مستقبلا كرقم وحيد في الساحة بعد الحكومة ، طالبان ستكون واحدة من بين عشرات الجماعات والعناوين المسلحة وكل واحدة منها مدعومة دوليا واقليميا ومخابراتيا لزيادة الفوضى الدولية وزعزعة الاوضاع الامنية والاقتصادية فيها …!
واضيف للفائدة ، ان ” الحكومة الخفية للعالم = الماسونية ومن لف لفها من اذرع اخطبوطية عبارة عن منظمات دولية نحو فرسان الهيكل ومنظمة بيلدبيرغ – وهذه كل اعضائها من اغنى اغنياء العالم ورؤساء ابرز الشركات الصناعية الكبرى اضافة الى ملوك ورؤساء دول عظمى – ، يضاف لهم منظمة الجماجم والعظام ، وكان ومازال بوش الابن وقبله بوش الاب من الاعضاء البارزين فيها وهي المنظمة الابرز التي حرضت على احتلال العراق في 2003 وقبلها على افغانستان في 2001 ، كذلك مجموعة ما يسمى بالمتنوريين ” هؤلاء جميعا يعلمون يقينا اسوة بالتلمود وكتاب الزوهر ، بما تشكله افغانستان تحديدا في الصراع الدولي والتأريخي القادم – مثولوجيا ، اقتصاديا ، مذهبيا ، دينيا ، سياسيا ، تراثيا – فعند اليهود وعند المسلمين كديانتين ، وعند الفرس والترك كقوميتين ، وعند العرب والكرد والتركمان بطائفتيهما السنية والشيعية ، هناك اثار ونصوص كلها تتحدث عن ظهور ما يسمى بيهود اصفهان ممن سيساندون الدجال ، كذلك ظهور ما يسمى برايات خراسان السود لدى الطائفتين كما ورد في كتب الفتن والملاحم التي تتحدث عن احداث آخر الزمان مقرونة او ممهدة لظهور المهدي عندهما كذلك ما يسمى بالاعور الدجال كذلك نزول عيسى عليه السلام ، ولكن بتفسيرات وتعريفات وتقييمات مختلفة لهذه النصوص وكل واحد منهم على وفق نظرته وتعريفه وطريقته هو وبما يخدم فكره وغرضه وطائفته هو !
بعض الدول العربية كذلك تركيا ، كذلك ايران ، ستعمل كلها وعبر اذرعها الاخطبوطية وبدعم وتحريض وتسهيل مباشر وغير مباشر لشحن الشباب المتحمس العاطل عن العمل ، اليائس من الحياة ، الفاقد لأي امل في اصلاح اوضاع بلاده المنهارة ، تباعا لنصرة هذا الطرف او ذاك من خلال القتال هناك تماما كما حدث سابقا في افغانستان ذاتها خلال حقبة الثمانينات ،وكما حدث ويحدث في سورية وليبيا واليمن منذ عام 2011 ولكن بالمعكوس هذه المرة !اودعناكم اغاتي