دعت بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي ) لجنة الخبراء لاختيار أعضاء مجلس مفوضية الانتخابات الجديدة الى مراعاة تمثيل المرأة في المجلس الجديد ولكنهم للأسف لم يتابعوا عمل اللجنة بجدية في اختيار أعضاء مستقلين عن الأحزاب السياسية وأكفاء وخبراء في مجال عملهم خاصة وأنهم يشاركون في اجتماعات اللجنة وأشرفوا على مقابلات المتقدمين ، فينبغي ان لا تكون الامم المتحدة (يونامي ) شاهد زور على مايجري من سلبيات في عمل اللجنة كشفها وأعلن عنها بعض أعضاءها انفسهم عبر وسأئل الاعلام عندما ذكر احدهم بأن هناك ضغوطات من الأحزاب تُمارس تجاههم من جهة وقيام بعض المتنفذين في اللجنة وخاصة رئيسها وجماعته بزيادة درجات تقييم ومقابلة المتحزبين من المرشحين رغم عدم كفاءتهم وتفوق المستقلين عليهم ، وذكر عضو آخر في اللجنة بأن بعض أعضاءها سربوا أسئلة المقابلة لهؤلاء المتحزبين من اجل مساعدتهم في الإجابة وبالتالي حصولهم على درجات اعلى بل واضافوا درجات المتحزبين من اجل جعلهم متفوقين على أقرانهم المتنافسين الحائزين على درجات اعلى ، فإذا كان المؤتمنون على عمل اللجنة يقومون بهده الأفعال وهم نواب في البرلمان فأية نتائج سليمة ينتظرها العراقيون من اللجنة والذي سيترتب عليه اختيار اعضاء اغلبهم غير مستقلين ومشكوك بنزاهة عملهم كمن سبقهم وهو ما سيدخل الانتخابات القادمة في دوامة الاتهامات والشكوك حول عمل المفوضية من جديد وقد تعاد لعبة التزوير التي مورست في الانتخابات السابقة بمعرفة وعلم الامم المتحدة بل ومصادقتها على نتائج الانتخابات والإعلان في اكثر من محفل بأنها كانت سليمة وصحيحة رغم علمهم العكس وكما عرض في استجواب مجلس مفوضية الانتخابات .
لقد ادلى رئيس لجنة اختيار اعضاء مجلس مفوضية الانتخابات الجديد في لقاء على احدى الفضائيات بقول مفاده ان الامم المتحدة حاضرة معنا في جميع المقابلات والاجتماعات وأنها هي من أباحت لنا اختيار اشخاص متحزبين وجوزت لنا ذلك ليكونوا – كما وصفهم- بحراس الأحزاب السياسية .
هذه الشهادة هي ادانة صريحة لدور الامم المتحدة الذي يدلل على توجهاتها الهدامة للعملية الديمقراطية التي يدعون بها ، بل وهدم متعمد لبنية لمجتمع العراقي وتمزيق نسيجه الاجتماعي وترسيخ للطائفية والحزبية في اهم مؤسساتها التي يجب ان تكون ديمقراطية فعلا قبل غيرها من المؤسسات.
على يونامي انت تعلم بأن التاريخ سوف لن يمرر هذا السكوت بل والتغاضي المتعمد من قبلها على ما يحدث في كواليس اللجنة ولن يسامحها الشعب العراقي وستفقد مصداقيتها وسمعتها اكثر فأكثر ليس في العراق فحسب بل وفِي عموم المنطقة العربية والعالم.