22 ديسمبر، 2024 11:40 م

هل ساهمت آراء بعض المعممين في منع قيام علاقات أسَرِيّة صحية وسعيدة؟

هل ساهمت آراء بعض المعممين في منع قيام علاقات أسَرِيّة صحية وسعيدة؟

يتحدث بعض رجال الدين عن علاقة الزوج والزوجة ويدعون المستمعين الى تهميش المرأة وعدم منحها ادواراً مهمة في حياة الاسرة.
يقولون انها ناقصة عقل ودين وانها عاطفية ولاتمتلك الحكمة. انها لايمكن الاعتماد عليها ويدعون الى عدم الوثوق بها . حتى ان بعضهم قال ” ان العهر في طبيعة المرأة ” !( سمعت ذلك الكلام شخصياً من أحد رجال الدين وهو يدعو الى عدم ترك المرأة لوحدها مع الانترنت لانه بمثابة خلوة مع الغرباء وهي تميل الى العهر لانه في طبعها).
شَجعوا على عدم منحها الاهتمام الكبير لان ذلك يفسدها، وبعضهم يدعو الى ضربها وتعنيفها لغرض تأديبها!!
قالوا لاتأتمنوها على اسراركم لانها لاتحفظ السر.
تعرفت على شخص ذات مرة في العراق ، كان يتباهى بأنه لايأكل مع زوجته ولايتحدث معها ولايجلس معها جلسة ودية لغرض السمر والدردشة!!
صدمني موقفه لانه شاب ويرتدي ملابس عصرية تجعله يبدو متحضراً، ويسكن في حي راقٍ في بغداد.
سألته عن السبب فقال : انه يستمع الى محاضرات بعض رجال الدين التي تنصح الرجال بهذا السلوك !! انه اصبح مؤمناً بها.
وهناك الكثير من هذه النماذج التي مررنا بها في الحياة.
هل يمكن مع وجود هذا النوع من السلوك ان تنشأ علاقات أسريّة سليمة ؟ وكيف سوف ينشأ الاطفال واي نوع من القيم سوف يتعلمون؟
هل ستسود السعادة والرضا هذه الأسرة؟
المرأة منكسرة وذليلة ومهمشة وتشعر بالدونية، كيف سوف ينعكس ذلك على اسرتها وعلى حياة الاطفال الذين يعيشون في بيئة من هذا النوع وخاصة الأناث؟
اذا كانت المرأة ضعيفة ، قد تدفعها تلك الظروف الى ارتكاب اخطاء ومخالفات بدون علم الزوج المعادي!!
هل سيعرف الزوج معنى الحياة الاسرية الهنيئة ؟
النتيجة علاقات هشة قد تنتهي بالطلاق لأقل هفوة ، وبيت يسوده التوتر والمناكفات التي تنعكس على الاطفال ويدفعهم الى كره العائلة واقتناص اي فرصة للهرب من هذه الحياة التعيسة..
هل هذه وظيفة رجل الدين ؟
هل تزدهر قيم الدين ويزداد الايمان بها وتسود الاستقامة في ظل هذه الاوضاع؟