في زحمة الحياة ومسؤولياتها وأرهاصاتها وبخاصة من كان يمتلك زمام المسؤولية وأمور الحكم والتحكم بشؤون العباد والبلاد قد ينسى نفسه أو يتصور نفسه انه المنقذ والمصلح والضرورة الحتمية والتاريخية الى اخر مايعتقد ويتخيل من صفات ومواصفات ومزايا بالاضافة الى مايضيفه اليه من صفات مستشاريه ووزراءه من جوقة المنافقين والمتسلقين من البطانة التي حوله والتي تزين له أخطاءه بل حتى خطاياه وجرائمه
ولكن هل وقف مع نفسه لبضعة دقائق وسألها وعلى أن يكون صادقا وأجاب بصراحة مع ذاته وضميره وقلبه سؤالا واحدا لاغير هل أنا نعمة أم نقمة على شعبي ؟ ويقارن نفسه بممن سبقوه مما قدمه هو وما قدموه هم من ناحية الحقوق والخدمات والامكانيات والأنجازات وأن يرى تجاهه أنعكاس ذلك على أبناء الشعب من خير ومحبة وتقدير وأحترام أم بؤس وكراهية وتذمر وأحتقار
هل كان وجهه خير عليهم أم لا ؟ وهل سيلعنه الناس والتاريخ ويبوء بغضب الله أم يمدحونه ويذكره التاريخ بالخير ويفوز برضا الله
وقد يسال بعض الناس عن العلاقة التي تربط مابين محبة الناس ورضا الله؟ والأجابة هي أن لله شهداء في السماء هم الملائكة وشهداء في الأرض هم الناس فمن أثنى عليه الناس وأحبوه أثنت عليه الملائكه وفاز برضا الله ومحبته أما العكس فبالعكس
ويتخيل …أن كان يخاف الله ومؤمنا به وبيوم الحساب أنه في يوم لاشك أنه قادم فمهما كان ذلك اليوم بعيدا فأنه قريبا بأنه سيمثل أمام الله رب العالمين ويحاسبه عن كل شاردة وواردة وعن كل كبيرة وصغيرة فماذا سيقول وماذا يبرر أمام الله الذي لاتخفى عنه خافية
ماذا سيجيب عن المليارات التي أهدرت وسرقت وعن السحت الحرام الذي دخل الجيوب والالاف من عباد الله التي أزهقت أرواحهم بلا ذنب أقترفوه وعن مايعانيه المعتقلون والذين أكثرهم من الذين تم أعتقالهم على الشبهة بلا ذنب أو جريمة وتركت عوائلهم بلا سند أو معيل من تنكيل وابتزاز وتعذيب وحشي وشنقهم حتى الموت بأقوال وأفادات مفبركة وتوقيف زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم وأغتصاب بعضهن
وفرض الحصار على المدن وترويع وأرهاب السكان وقطع الكهرباء والمياه والاغذية والأدوية عنهم وقصفهم بالطائرات والمدفعية الثقيلة ولم تسلم البيوت ولا المستشفيات ولاحتى الجوامع
وأطلق يد قواته وميليشياته الأرهابية تقتل وتذبح أبناء وطنه على الهوية دون حسيب أو رقيب أو ذرة من مخافة الله العظيم
أن حرمة دم المسلم أوغير المسلم عند الله شئ كبير وجريمة مهولة
وأن هدم الكعبة عندالله أهون من أراقة دم
هل سألت نفسك،اأنت نعمة أم نقمة على شعب العراق؟
… ووضع العراق يتدهور بوتائر متصاعدة ومن سئ الى أسوأ