بالتزامن مع التهديدات التي اطلقها زعيم ميليشيا عصائب اهل الحق “قيس الخزعلي “ضد قوات البيشمركة الكردية ورئيس اقليم كردستان (مسعود بارزاني) العدو اللدود لـ”نوري المالكي” قام الاخير بزيارة خاطفة لايران التقى فيها المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم مرشد الجمهورية الاسلامية (علي خامنئي) الذي رحب به واشاد بدوره “التاريخي” في ادارة العراق وقال (انني اعتقد جازما ان لكم دور في تاريخ العراق سوف لن ينسى) طبعا ما قصده “الخامنئي”الجانب الايجابي لهذا الدور (ان كان له دور ايجابي اصلا!) وليس الجانب السلبي الذي كلنا نعرفه ويعرفه العالم ويعرفه “خامنئي”ايضا وهو ما ادى الى تدمير العراق وحوله من اغنى البلاد الى افقرها واتعسها (معدل الفقر ارتفع الى 35% بحسب اللجنة المالية في البرلمان العراقي وهو اعلى معدل تصل اليه البلاد منذ نحو 100 عام) والدور الذي اشاد به مرشد الثورة الايرانية هو الذي جعل العراق في اسفل قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم وفق منظمة الشفافية الدولية ، وطبعا اشاد المالكي من جانبه بدور ايران وقائدها في دعم سياسته ودعم العراق في حربه ضد الارهاب ، وبعد ان تبادل الرجلان الاشادات! ، كشف المالكي عن سر زيارته الى ايران ، او الجانب الاهم من زيارته وهو”تشكيلجبهة قوية لمواجهة الفتن التي قد تثار بعد القضاء علي تنظيم داعش الإرهابي”دواضاف ؛”رغم الإنتصارات التي حققناها فيمحاربة داعش لم نثق بأنه بعد إخماد هذه الفتنة لن تندلع فتنةأخري في المستقبل” و”الفتنةالاخرى” التي يقصدها المالكي هي المواجهة العسكرية القادمة مع القوات الكردية “البيشمركة”وهي نفس المعنى الذي قصده زعيم ميليشيا عصائب اهل الحق الموالي للمالكي واراد ايصاله للاكراد ، وهوايضا ما عبر عنه”مسعود بارزاني” بكلمة “البلاء” اذ قال ؛(“لا نعلم ما هو“البلاء”القادم بعد داعش)وكرر مخاوفه من هذا البلاء”المستخبي” مرة ثانية خلال لقائه بقناصل وممثلي الدول في”اربيل”مؤخرا واشار الى ان “القضاء على التنظيم الإرهابي في الموصل والانكسار العسكري للإرهابيين لا يعني نهاية داعش والإرهاب، ومن الممكن أن يهدد الأمن العالمي بأسماء وأساليب مغايرة تنشأ عنها ظواهر أكثر خطورة من داعش”، قد تكون هذه “الظواهر”المتطرفة من صنع اناس” سلموا الموصل إلى داعش ولم يرغبوا في بدء ونجاح عملية تحريرها، لأنهم فشلوا ولم يكونوا يودون رؤية نجاح الآخرين ”وكان واضحا من كلام “بارزاني”انه يقصد”المالكي” وميليشيا الحشد التي طالما ادعى انه هو الاب الروحي الحقيقي لها.
ملخص الكلام ، فمن خلال تلميحات المالكي في ايران وتصريحاته المباشرة ضد الاقليم وتهديدات اعوانه وانصاره السياسيين وزعماء الميليشيات الموالية له وكذلك رفض رئيس الحكومة العراقية (حيدر العبادي) الوصول الى اي صيغة تفاهمية مع حكومة الاقليم بشأن الخلافات السياسية والنفطية القائمة بينهما وعدم رفع الحصار المفروض على الشعب الكردي ، فاننا نشتم رائحة توضيب مؤامرة ضد اقليم كردستان لانهاء الانموذج الديمقراطي الحي للنظام الفدرالي الذي يحاولون دائما رفضه بحجة تقسيم العراق ، هذا ما فعلوه مع المكون السني الذي طالب بتطبيق المادة 119 الدستورية التي تجيز للمحافظات بانشاء الاقاليم ، ولم يسمحوا بتكرار التجربة الكردية ، ولن يهدأ لهم بال ولن يقر لهم قرار حتى يقضوا على هذه التجربة الديمقراطية ان استطاعوا ، وقد بدأوا بالخطوة الاولى وهي فرض سياسة تجويع الشعب الكردي لمدة ثلاث سنوات لتركيعه واخضاعه لهيمنتهم الطائفية، وبعد التغلب على داعش في الموصل تأتي الخطوة الثانية والاخيرة وهي استعمال القوة العسكرية ضد الاقليم للقضاء نهائيا على الانموذج الديمقراطي”اللامركزي” الذي بات تؤرقهم ويقض مضجعهم!.