يعود تأريخ الاحواز الى عصور الحضارات القديمة ففي عهد العيلاميين حوالي ٤٠٠٠ سنة قبل الميلاد استطاع العيلاميون من احتلال وتدمير دولة اكد وعاصمتها اور وكانت الاحواز تحت سيطرتهم ثم صارت تحت السيطرة البابلية ثم الاشورية وبعدها الكلدانية قبل ان يغزوها ويحتلها الفرس الاخمينيون حوالي ٥٠٠ قبل الميلاد بقيادة الملك الفارسي قورش و الذي احتل كذلك شبه الجزيرة العربية وصولا الى الاحساء والقطيف وقد اباد هذا الفارسي العرب إبادة كبيرة. خضعت الاحواز بعد ذلك للاسكندر المقدوني ثم احتلها الفرس الساسانيين و لكنهم فشلوا في اخضاع العرب للسيطرة الفارسية. سكن العرب الاحواز منذ القدم وقبل الإسلام بكثير سكنتها قبائل عربية مثل قبائل بكر وبني وائل وبني حنظلة وبني العم والمشعشعين و بني كعب وآل سيد نعمة وبني طرف وبني لام والزرقان والعنافجة وبني مالك وبني لام والعكرش والسودان وبني تميم وكثير وبني سالة وطي وزوبع والويسات وغيرهم. وعندما عجز الفرس الساسانيين من اخضاع العرب لسيطرتهم منحوها حكم ذاتي على شكل امارات بعد ذلك خضعت لدولة المناذرة العربية قبل القضاء على دولة الفرس الساسانيين من قبل الفتح الإسلامي لبلاد فارس.
بعد الفتح الاسلامي ضل إقليم الاحواز تابعا للخلافة الإسلامية وكان تابعا لإقليم البصرة حتى الغزو المغولي ١٢٥٨ ميلادية. وطيلة هذه العصور ذكر المؤرخون والرحالة حقيقة ان إقليم الاحواز الممتد على طول الخليج العربي كان يقطنه العرب الذين اسسوا امارات مستقلة لهم بعيدة كل البعد عن الفرس. ومن الدول التي نشأت هي الدولة العربية المشعشعية ثم الدولة الكعبية الى عام ١٩٢٥ وكانت هذه الدول معترف بها من قبل الدولة العثمانية والدولة الصفوية كدول مستقلة. ثم بعد ذلك حكمها الشيخ خزعل الكعبي وغير اسمها الى الناصرية. وكعادتها في زرع الفتن وسياسة التفرقة خشيت بريطانيا من قوة هذه الدولة فاتفقت مع ايران لضم الاحواز اليها. مما دفع بالفرس باحتلالها وتم القبض على الشيخ خزعل ثم اقصائه على ظهر قارب بريطاني الى المنفى. ومنذ ذلك الحين عمدت السلطات الإيرانية الى اتباع سياسة تغيير ديموغرافية البلاد العربية في الاحواز وتهجير أهلها وتغيير أسماء مدنها واسكان غير العرب فيها. بينما تعد الاحواز تمتلك ثلثي الصادرات والناتج الإيراني من النفط والمحاصيل الزراعية والغاز حتى ان الرئيس خاتمي له مقولة (ايران تحيا من خوزستان). ومن اهم ما عمد اليه النظام الإيراني في هذا الوقت هو تغيير مجرى نهر الكارون الذي يم بمنطقة الاحواز ويغذي بساتينها الغناء نحو الشمال الى مناطق فارسية. وهذه نفس الأساليب التي تتبعها ايران مع العراق بقطع المياه عن الأنهار المشتركة بل وفي أمور التدخلات الأخرى في الكهرباء والمحاصيل المحروقة وغير ذلك كثير. انها سياسة عدائية تجاه الشعوب الأخرى خاصة العربية. ان هذه الأساليب الاستعلائية والعدائية والتخريبية جعلت من شعوب المنطقة بشيعتها قبل سنتها تكره السياسات الفارسية التي تتنافى مع الدين والإنسانية ومذهب اهل البيت والعدالة.
عانى العرب الاحوازيون من التفرقة العنصرية الفارسية والسياسات الممنهجة لتفريس المنطقة وتهجير أهلها ونهب خيراتها خاصة النفط دون الاستفادة منه من قبل اهله العرب. وقد انتفضت هذه المنطقة العربية عدة انتفاضات وتم قمعها جميعا واعتقال شبابها ورفعهم على اعواد المشانق في الساحات العامة في الاحواز وتهميش أهلها وهي اليوم تمر بأزمة خانقة من جراء هذه السياسات و كواحدة من الشعوب الإيرانية المتعددة التي أصبحت تعاني من سياسات النظام الإيراني الذي اهمل احتياجات شعوبه وبدد ثرواتها على سياساته الخارجية التي تتدخل في شؤون المنطقة خاصة العربية. وكان النصيب الأكبر لهذه المعاناة للشعب العربي في الاحواز.