23 ديسمبر، 2024 12:30 م

هل دكتاتورك الحاكم هو الشرير الاخير ؟

هل دكتاتورك الحاكم هو الشرير الاخير ؟

يعتقد او يأمل الناس الذين عاشوا تحت سلطة الانظمة الدكتاتورية ان الدكتاتور الحاكم هو الشرير الاخير وانه اذا سقط او أُسقط سينتهي معه الشر والظلم وتتفتح ابواب الخير والسعادة ,قد يكون حدث ذلك مرة في دولة ما وعاشوا (عيشة سعيدة ) كما في حكايات الجدات عن الزمان الماضي ولكن هذا الامر ليس هو المعتاد , لأن المعتاد هو أنه سيتولى دكتاتورشرير اخر ايضا الحكم او حزب او مجموعة من الاشرار وحتى لو لم يكونوا اشرارا بالطبع (او على الاقل حسب ما صوروه لنا) عند استلامهم الحكم سيكونون اشرار بالتطبع حيث سيتعلمون او يعلمونهم كيف يكونون اشرارا ,فالحكم يُعلم الناس الشروالبطانة تُعلم على الشر, لتعود الساقية تدور كما كانت . البشر محكومون بطبعهم وأغلب الناس ينتمون لفئة الرعية (القطيع)والرعية تحتاج الى راع وغالبا الراعي سيحمل عصا يستخدمها ليهش بها على غنمه واذا لم يكن هناك دستور وقانون وطريقة منضبطة لاختيار الحاكم ومراقبته ومحاسبته( او كما تسمى بالديمقراطية) فسيعود الشرير بوجه اخر .الراعي او الحاكم يريد الحكم فهو يريد الغلبة على منافسيه اذاً سيبطش بهم اذا سمحت له الظروف لينفرد بالحكم ويبدأ مسلسل الشر .وقد رأينا ذلك في كثير من البلدان يقوم عسكريون باسقاط دكتاتور ويبشرون الشعب في بيان (رقم 1) بانتهاء الظلم وبديء الحرية والديمقراطية والعدالة ثم يعاد المسلسل من بدايته ومن خلال مسلسل الانقلابات المستمر يسقط الشريرليأتي شريراخر اونتفاجأ بالشارع ممتليء بالاشرار الذين يريدون ان يحكموا وفي سبيل ذلك قد يقتل الآلاف اويحولوا البلد الى فوضى ليصل هؤلاء الى الحكم .وقد رأينا حكاما اشرارا جاءوا بطرق ديمقراطية للحكم ولكنهم استغلوها لينفردوا بالحكم كما جاء هتلر الى الحكم بالانتخابات لكنه تحول الى دكتاتور وتسبب في الحرب العالمية الثانية .لا تتوقع ايها المواطن البسيط بأن دكتاتورك هو الشريرالاخير لان العالم مليء بالاشرار الاشقياء الذين لديهم الطموح والاستعداد ان يصبحوا دكتاتوريين ويحكموا العالم بكل قسوة . العالم ليس مكان للتنافس الشريف ,العالم مكان للصراع على الحكم والمال والنفوذ,لحد الان لم تجد البشرية نظاما افضل مما يسمى بالديمقراطية الغربية لاختيار الحكام ولكنهم ليصلوا الى هذا النظام خاضوا حروبا متعددة ومشكلة نظام الحكم الغربي انه غير صالح للتطبيق الا بعد توفر الظروف الملائمة كتوفر مستوى تعليم ووعي كافيين لدى الجمهور وتوفر الثقة بالطبقة السياسية الحاكمة ونزاهتها لانها المسؤولة عن توفير الظروف الموضوعية للانتخابات كركيزة مهمة للعملية الديمقراطية ولنمنع صعود دكتاتور شرير اخر. هنا انا لا اريد تثبيط همة (شعب ما) تجاه دكتاتور يحكمه ولكن ليكون على دراية مقدما بأن الامور لن تسير كالاحلام الوردية بل كالكابوس .